ترامب: صفقة لإنهاء حرب أوكرانيا أقرب من أي وقت مضى بعد محادثات برلين أخبار حرب روسيا وأوكرانيا

مقاربة جديدة للسلام… لكن تفاصيل الإقليم لا تزال عالقة

الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إن اتفاقاً لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا «أقرب من أي وقت مضى» بعد محادثات على مستوى عالٍ جرت في برللين، لكن مسؤولين عدة حذروا من أن خلافات جوهرية ما تزال قائمة بشأن القضايا الإقليمية.

تفاصيل اللقاءات
قال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي إنه أجرى «محادثات طويلة وجيدة جداً» مع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي وزعماء فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وحلف الناتو. وأشار إلى أن هناك «دعمًا هائلًا من القادة الأوروبيين» للرغبة في إنهاء الحرب، وأنه أجرى أيضاً «محادثات عديدة» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معبّراً عن اعتقاده بأن الأطراف «أقرب الآن إلى اتفاق مما كانت عليه في أي وقت مضى».

المداولات في برللين شملت وفداً أميركياً بزعامة المبعوث ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر إلى جانب قادة أوروبيين. وجاءت المحادثات وسط ضغوط متزايدة من واشنطن على كييف للتوصل إلى تنازلات من أجل إنهاء واحد من أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ضمانات أمنية متعددة الأطراف
في بيان عقب المحادثات، قال القادة الأوروبيون والولاات المتحدة إنهم ملتزمون بالعمل معاً لتقديم «ضمانات أمنية قوية» لأوكرانيا، شاملة قوة متعددة الجنسيات تقودها أوروبا وتحظى بدعم أميركي. وذكر البيان أن مهام هذه القوة ستشمل «العمل داخل أوكرانيا» ومساعدة في إعادة بناء قواتها وتأمين سمائها ودعم سلامة الملاحة البحرية. كما اقتُرح أن تبقى قوات أوكرانيا في مستوى مئات الألوف أثناء السلم، مع تحديد مقترح لحجمها عند 800,000 فرد (قوة في زمن السلم).

وصف مسؤولان أميركيان اقتراح الحماية بأنه «مشابه للمادة الخامسة» في ميثاق الناتو، أي التزام دفاعي متبادل. وفي وقت سابق أبدت أوكرانيا استعدادها للتنازل عن طموحها الانضمامي إلى الناتو مقابل ضمانات أمنية غربية قوية.

يقرأ  أمطار غزيرة تغمر خيام النازحين في غزة وتزيد من معاناتهم — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

الشرط الأوكراني: وضوح الضمانات
قال زيلينسكي للصحفيين في برلين إن كييف بحاجة إلى فهم واضح لما تتضمنه الضمانات الأمنية قبل اتخاذ أي قرار بشأن السيطرة الإقليمية في إطار تسوية محتملة، مشدداً على ضرورة أن تشمل أي ضمانات آليات فاعلة لمراقبة وقف إطلاق النار. وتوخى المسؤولون الأوكرانيون الحذر في تحديد شكل هذه الضمانات، مستذكرين أن التعهدات الأمنية التي حصلت عليها أوكرانيا بعد استقلالها عام 1991 بدعم أميركي وأوروبي لم تمنع الغزوات الروسية عامَي 2014 و2022.

دور ألمانيا والاتحاد الأوروبي
قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن واشنطن عرضت ضمانات أمنية «معتبرة» خلال المحادثات، وإن ما وُضع على الطاولة من ضمانات قانونية ومادية يُعدّ ذا شأن. وأضاف أن هناك فرصة حقيقية لعملية سلام، لكنه أكد أن التسويات الإقليمية تبقى مسألة مركزية «فلا خيارات أو تنازلات يمكن اتخاذها إلا بقرار أوكراني كامل».

وطالب ميرتس بأن يتفق الاتحاد الأوروبي على استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا، ليرسل رسالة إلى موسكو مفادها أن استمرار الحرب لن يكون مجدياً. وحذّر من أن على دول الاتحاد تحمل المخاطر القانونية والسياسية المترتبة على مصادرة هذه الأصول وإلا فسيُساء لسمعة التكتل.

إجراءات إضافية وعقوبات
في الوقت ذاته، اعتمدت بروكسل حزمة عقوبات جديدة تستهدف شركات وأفراداً متهمين بمساعدة روسيا على التحايل على قيود تصدير النفط الغربية، وهي تدابير تهدف إلى قطع مصادر تمويل الحرب.

موقف الكرملين وردّ المتحدث
في موسكو، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن بوتين «منفتح على السلام والقرارات الجادة» لكنه معارض لما وصفه بـ«الهدنات المؤقتة والمراوغات».

ماذا حدث في الميدان؟
رغم المحادثات الدبلوماسية، استمر القتال. أعلنت أوكرانيا أن روسيا أطلقت 153 طائرة مسيرة ليل الأحد-الاثنين، أصابت 17 منها أهدافها. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت نحو 130 طائرة مسيرة أوكرانية فوق أراضيها.

يقرأ  أمبير وستراتوس ماتيريالز تتعاونان لاختبار تقنية بطاريات خالية من الكوبالت

وادعت أوكرانيا أيضاً أنها أصابت غواصة روسية راسية في ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود باستخدام طائراتها المائية المستقلة، في سابقة قالت إنها الأولى من نوعها. كما كثفت كييف هجماتها البحرية على سفن وصفتها بأنها مرتبطة بروسيا.

واصلت القوات الروسية استهداف ميناء أوديسا، حيث تضررت سفينتا شحن تركيتان خلال الأيام الأخيرة، وقالت أوكرانيا إن الضربات كانت موجّهة نحو أهداف روسية. ووجّه زيلينسكي اتهامات إلى موسكو بأنها تستغل الهجمات كورقة ضغط في مفاوضات السلام، مشيراً إلى أن روسيا استهدفت جميع محطات الطاقة الأوكرانية كجزء من حملتها ضد البنية التحتية للطاقة في البلاد.

مآلات غير محسومة
حتى الآن، لم يتضح مدى بقاء نقاط الخطة الأميركية المؤلفة من 28 بنداً — التي قبل بعضها موسكو ورفضها بشدة كييف والاتحاد الأوروبي — أو مقدار التوافق عليها. كما عرضت الحكومة الألمانية خطة منفصلة من 10 نقاط تركز على التعاون العسكري والاستخباراتي أكثر من أي تسوية سياسية شاملة. ويتوقع أن تواصل القيادات الأوروبية والأميركية والأوكرانية مناقشات مكثفة لتقليص الهوة حول الملفات العالقة.

أضف تعليق