قال الرئيس الأميركي إن مراجعة للمتاحف الوطنية ستكون شبيهة بتلك التي أمر بها في شأن الجامعات.
في منشور على منصة تراست سوشيال يوم الثلاثاء قال دونالد ترامب إن متاحف سميثسونيان تركز فقط على موضوعات «مروعة»، ومنها «مدى بشاعة العبودية»، مضيفاً أن المؤسسة «خارجة عن السيطرة حيث كل ما يُناقش هو كم بلدنا فظيع» وأنها تعرض كذلك «مدى عدم إنجاز المستضعفين».
وذكر ترامب أنه كلّف محاميه «بالمرور على المتاحف» و«بدء نفس العملية التي جرت مع الكليات والجامعات، حيث تم إحراز تقدم هائل». وأضاف عبارة انتشرت لديه كخطاب شعاري: «هذا البلد لا يمكن أن يكون ووك لأن الووك مفلس».
أعربت منظمة مؤرخّي أمريكا (OAH) عن «قلق عميق واستياء» من طلب البيت الأبيض «غير المسبوق» لمراجعة معروضات سميثسونيان، مؤكدة أن «لا رئيس يملك سلطة شرعية لفرض مثل هذه المراجعة». وذكرت المنظمة أيضاً أن ربط هذه الجهود بـاحتفالات الذكرى الـ250 لتأسيس البلاد أمر مقلق خصوصاً من زاوية الرقابة والتطهير التاريخي.
يتلقى سميثسونيان الجزء الأكبر من ميزانيته من الكونغرس لكنه يحتفظ باستقلالية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعرض والمتاحف. وأوضحت الادارة أن المراجعه طُلبت تمهيداً للاحتفال بالذكرى السنوية الـ250 لتوقيع إعلان الاستقلال في الرابع من يوليو 1776.
يُذكر أن إلغاء العبودية كونيّاً تم دستورياً بتعديل الثالث عشر الذي صدق عليه في 18 ديسمبر 1865، وإن استمرت استثناءاتٍ على نحو ما بعد ذلك التاريخ.
من بين المتاحف التي شملتها المراجعة متحف التاريخ والثقافة الأفريقية الأميركية في واشنطن دي سي، الذي افتُتح عام 2016 في احتفال قاده حينها الرئيس باراك أوباما. ووفق موقع المتحف، تتناول المعروضات «غنى وتنوّع التجربة الأفروأميركية» بمقتنيات تتراوح بين كبينة من مزرعة في كارولاينا الجنوبية إلى سيارة شَكْ بيري الحمراء القابلة للتحويل.
أعربت منظمة أدب الحرّية «بن أميركا» (PEN America) عن قلقها من المراجعة الواسعة لمعروضات سميثسونيان، ووصفت محاولات الإدارة لإعادة كتابة التاريخ بأنها «خيانة لتقاليدنا الديمقراطية ومسعى مقلق لإنهاء الحقيقة عن المؤسسات التي تروي قصتنا الوطنية»، حسبما قالت هدير هاريس، المديرة الإدارية لمكتب PEN في واشنطن، في بيان.
على صعيد التعليم العالي، هدّد ترامب بقطع التمويل الفدرالي عن مؤسسات أميركية كبرى متذرعاً باحتجاجات مؤيدة للفلسطينيين ضد حرب إسرائيل على غزة، وسياسات المتحوّلين جنسياً، والمبادرات المناخية، وبرامج التنوع والعدالة والشمول. الشهر الماضي سلّمت الحكومة تحقيقات مع كلّ من جامعة كولومبيا، التي وافقت على دفع 221 مليون دولار، وجامعة براون التي قالت إنها ستدفع 50 مليون دولار؛ وقَبِلَت المؤسستان بعض المطالب الحكومية المتعلقة بكيفية تدريس مواضيع معينة. كما رفعت جامعة هارفارد دعوى قضائية ضد إدارة ترامب لوقف تجميد 2.3 مليار دولار من تمويلها الفدرالي.