ترامب وبوتين يغادران ألاسكا بلا اتفاق عقب محادثات حول أوكرانيا

جيك لافام — بي بي سي نيوز، انكوراج

شاهد: كيف جرت قمة ترامب وبوتين في 82 ثانية

غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألاسكا من دون التوصّل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، عقب لقاء مرتفع المخاطر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال ترامب لوسائل الإعلام بعد الاجتماع: «لا صفقه حتى تكون هناك صفقة»، مضيفًا أن «تقدّمًا كبيرًا» تحقق لكنه «لم يصل إلى مبتغاه».

خلال رحلة عودته إلى واشنطن أجرى ترامب مكالمة مع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، الذي أعلن لاحقًا أنه سيتوجه إلى واشنطن يوم الإثنين، وحضرت قادة أوروبيون المكالمة أيضًا.

رغم الضجة الإعلامية المحيطة بالقمة وثقة ترامب بقدرته على إبرام وقف لإطلاق النار، لم يسفر الاجتماع عن أي تقدم ملموس نحو حل النزاع في أوكرانيا. لقد جرى تنسيق كل مرحلة من وصول الزعيمين إلى القاعدة المشتركة إلمدورف-ريتشاردسون في أنكوراج بعناية تامة.

نزل بوتين، الذي تصدرت بحقه ملاحقات من المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب مزعومة في أوكرانيا، من طائرته وركب السجادة الحمراء حيث استقبله ترامب بحرارة. وسط هدير قاذفة من طراز B2 تحلّق فوق المكان، وقف الزعيمان لالتقاط صور قبل أن يصعدا إلى سيارة ترامب الرئاسية المعروفة باسم «الوحش».

وعلى الرغم من المظاهر الاحتفالية وعروض المجاملات العلنيّة، وكذلك تقدير الكرملين السابق لمدى اللقاء بأنه قد يستغرق ست أو سبع ساعات، خرج ترامب وبوتين بعد أقل من ثلاث ساعات بكلمة مشتركة قصيرة إلى الصحافة.

قال بوتين إن «جعل التسوية دائمة وطويلة الأمد يتطلب القضاء على الأسباب الجذرية للنزاع» في أوكرانيا. وألمحت عبارته إلى أنه لم يزحزح موقفه القديم الذي يطالب بانسحاب أوكرانيا من أربعة أقاليم محتلة جزئيًا — دونيتسك ولوهانسك وخيرسون وزابوريجيا — والتخلي عن سعيها للانضمام إلى حلف الناتو.

يقرأ  مقطع قديم لحريق في كازينو يُعاد تداوله زوراً باعتباره «حرقاً متعمداً يستهدف العمال التايلانديين في مركز احتيال بكمبوديا»

من جهته استبعد زيلينسكي التراجع عن هذه الأقاليم الأربعة، محذرًا من أن ذلك سيترك المجال أمام روسيا لتعزيز موقفها وشن هجمات جديدة لاحقًا. وكان الكرملين قد بدأ غزوه الشامل لأوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات، بعد ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.

وحث بوتين الأوكرانيين والأوروبيين على «عدم عرقلة» مسار السلام، وبقي ترامب صامتًا تقريبًا بينما استغرق ضيفه نحو ثماني دقائق في مخاطبة الصحافة. وبعد أن نال الكلمة قال الرئيس الأمريكي إنه تربطه «علاقة رائعة مع الرئيس بوتين. فلاديمير»، محوّلًا الحديث إلى اسم الزعيم الروسي الشخصي.

أضاف ترامب أن «العديد من النقاط تم الاتفاق عليها»، لكنه أوضح أن «قليلًا» منها لا تزال عالقة، وأن «واحدة هي الأكثر أهمية» من دون أن يحدد تلك النقطة الأساسية، ولم يقبل أي منهما أسئلة الصحفيين.

كما لم يحضر الزعيمان الغداء العملي الثنائي المخطط له والذي كان من المقرر أن يعقبه محادثات العمل.

على متن الطائرة الرئاسية عند المغادرة التقطت صور لترامب وهو يصعد إلى «إير فورس ون»، فيما لم تضف مقابلة لاحقة على شبكة فوكس نيوز الكثير من التفاصيل؛ حيث قال ترامب لمقدّم البرنامج شون هانيتي إن اللقاء «سار بشكل جيد جدًا» وأضاف «ربما سنحقق نتيجة جيدة».

قبل اللقاء في ألاسكا كان ترامب قد هدد بعواقب «قاسية جدًا» إذا لم يوافق نظيره الروسي على إنهاء الحرب، وفي يوليو قال إنه قد يفرض رسوما ثانوية بنسبة 100% تستهدف شركاء روسيا التجاريين المتبقّين إذا لم يُبرم اتفاق سلام مع أوكرانيا خلال خمسين يومًا. ومع ذلك، عندما سُئل على فوكس عن وضع تلك التهديدات الآن أجاب: «لسنا مُلزَمين بالتفكير في الأمر اليوم». ثم قال «ربما بعد أسبوعين، ثلاثة أسابيع، لكن اللقاء سار جيدًا».

يقرأ  موجة انتقادات تلاحق مرشح ترامب لتولي رئاسة وكالة إحصاءات العمل — أخبار السياسة

وبشأن احتمال عقد قمة ثلاثية تشمل زيلينسكي قال ترامب: «كلاهما يريدان وجودي وسأكون موجودًا»، من دون أن يحدد موعدًا أو مكانًا.

غاب زيلينسكي بصورة لافتة عن لقاء ألاسكا، علماً بأن ترامب قد أظهر مواقف متباينة تجاهه منذ عودته إلى البيت الأبيض. أجرى الزعيمان مكالمة طويلة أثناء رحلة العودة إلى واشنطن قبل انضمام قادة آخرين من الناتو، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر.

أعلن زيلينسكي أنه سيتوجه إلى واشنطن يوم الإثنين للقاء ترامب، وأنه يؤيد اقتراح ترامب بعقد لقاء ثلاثي، مشيرًا إلى «إشارات إيجابية من الجانب الأمريكي بشأن المشاركة في ضمان أمن أوكرانيا» — وهو ما دعت إليه الحلفاء الأوروبيون كجزء من جهد مشترك لمنع نشوب نزاع جديد.

قد يتنفس كثيرون في أوكرانيا الصعداء لعدم التوصل إلى اتفاق يتنازل عن أراضٍ لروسيا، لكنهم قد يشعرون بالقلق في الوقت نفسه من استمرار بوتين في استخدام خطاب يبرر الهدف الأصلي للغزو — تفكيك أوكرانيا كدولة مستقلة.

أضف تعليق