ترامب يتوقع توسيع اتفاقات إبراهيم قريبًا ويأمل انضمام المملكة العربية السعودية

الغضب الإقليمي الواسع من الحرب الإسرائيلية على غزة وما جاورها سيشكل على الأرجح عقبة كبرى أمام أي دول راغبة بالانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم.

نشر في 17 أكتوبر 2025

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توقعه بتوسيع «اتفاقيات إبراهيم» قريباً، معرباً عن أمله في انضمام السعودية إلى الاتفاق الذي طبع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، وذلك بعد مرور أسبوع على وقف إطلاق نار هش وشامل بين إسرائيل وحماس. وقال في مقابلة بثتها شبكة فوكس بيزنس الجمعة: «آمل أن تنضم السعودية، وآمل أن تنضم دول أخرى. أعتقد أنه عندما تدخل السعودية، سيدخل الجميع».

وصف الرئيس الاتفاق بـ«المعجزة» و«المذهل»، مهنئاً توقيع الامارات على الاتفاقية، التي أرست اتفاقات تطبيع بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان. وادعى ترامب بأن هذا المسار «سيسهم في إرساء سلام طويل الأمد في الشرق الأوسط»، بتعبيره المألوف.

لكن ثمة عوامل كثيرة تغيرت منذ النسخة الأولى من الاتفاقيات التي أُعلن عنها وسط احتفالات في البيت الأبيض خلال الولاية الأولى لترامب عام 2020. فقد خاضت إسرائيل حرباً ضد الفلسطينيين في غزة امتدت سنتين ووُصفت بأنها إبادة جماعية، وصعّدت من هجومها القاسي على الضفة الغربية المحتلة، وعلى مدار العام الجاري شنت ضربات امتدت إلى ما وراء فلسطين وهاجمت ست دول في المنطقة، بينها دولة وساطة خليجية أساسية هي قطرر، وهو ما أحدث تداعيات دبلوماسية كبرى ساعدت، بفاعلية، في دفع إسرائيل نحو وقف إطلاق النار في غزة.

انعقدت قمة طارئة للدول العربية والإسلامية في الدوحة في سبتمبر، رداً على تلك الضربات، وأكدت تضامنها المطلق مع قطرر وأدانت القصف على عاصمتها. وجمعت الجلسة المشتركة الاستثنائية بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ما يقارب ستين دولة عضواً، وأوضح قادتها أن الاجتماع شكّل لحظة حاسمة لإيصال رسالة موحدة بعد ما وصفوه بتصعيد إسرائيلي غير مسبوق.

يقرأ  لي جاي ميونغ يستعرض سحره خلال لقائه مع ترامب

كما تعرّضت رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لـ«إسرائيل الكبرى» لادانة واسعة من الدول العربية والإسلامية، إذ اعتُبرَت تعبيراً عن أطماع هيمنية تمتد إلى أراضي لبنانية وسورية وغيرها. وعلى الرغم من ترحيب الرئيس السوري الشراء بتحركات واشنطن لإنهاء عزلتها الدولية، إلا أنه لم يبد حماسة للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم.

ودعا أمين عام حزب الله نعم قاسم في الأسابيع الأخيرة السعودية إلى إصلاح العلاقات مع الحزب اللبناني، وبناء جبهة مشتركة في مواجهة إسرائيل. وفي استطلاع أجرته مؤسسة واشنطن في أغسطس، وهي مؤسسة فكرية مؤيدة لإسرائيل، وجد أن 81% من المستطلعين السعوديين ينظرون إلى احتمال تطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل سلبي.

وأظهرت استبيانات أخرى نتائج مماثلة؛ فقد أظهرت دراسة مشتركة بين مجلة فورين أفيرز ومؤشر بارومتر العربي في يونيو أن تأييد صفقة التطبيع في المغرب، أحد دول الاتفاق، تراجع من 31% في 2022 إلى 13% في الأشهر التي تلت اندلاع حرب إسرائيل على غزة في أكتوبر 2023.

وعلى النطاق الرسمي، كرّرت السعودية مراراً التزامها بمبادرة السلام العربية، التي تشترط الاعتراف بإسرائيل مقابل تسوية قضية الفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة كشرط أساسي لأي علاقة رسمية.