اقترح رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب تجميد الحرب في أوكرانيا عند خطوط المواجهة الحالية، واستخدام هذه الخطوط كنقطة انطلاق للمفاوضات المستقبلية حول تقاسم الأراضي. المباحثات الهادفة إلى إنهاء النزاع توقفت حتى الآن، رغم تباهيه خلال حملته الرئاسية بأنه قادر على إنهاء الحرب خلال «24 ساعة» من تنصيبه.
موسكو تصرّ على أن يُسمح لها بالاحتفاظ بكل الأراضي التي استولت عليها وأن تُمنح المزيد كشرط للنظر في وقف لإطلاق النار، فيما رفضت أوكرانيا هذا المبدأ، ولم يتمكن ترامب من دفع أي من الطرفين نحو تنازلات عملية.
ماذا اقترح ترامب؟
—
اقترح ترامب وقف القتال عند خطوط المواجهة الراهنة. قال للصحفيين على متن «إير فورس ون»: «يمكنهم التفاوض لاحقًا… لكن قلت اقطعوا وتوقفوا عند خط المعركة». وعند سؤاله عمّا إذا كان قد نصح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتنازل عن منطقة دونباس الشرقية بأكملها قال انه لم يفعل. وأضاف لصحفي من رويترز: «دعوها كما هي الان. أعتقد أن 78 بالمئة من الأرض استولت عليها روسيا فعلاً. اتركوها كما هي الآن، ويمكنهم التفاوض لاحقًا».
أين خطوط الجبهة الآن؟
—
خلال ما يقرب من أربع سنوات من الحرب، استولت روسيا على أراضٍ في أربع مقاطعات شرقية وجنوبية رئيسية في أوكرانيا: دونيتسك ولوهانسك (المعروفتان معًا باسم دونباس)، وخرسون وزابوريجيا، كما تسيطر على جيب صغير في مقاطعة خاركيف. تسيطر روسيا بالكامل على لوهانسك ومعظم دونيتسك، بما في ذلك مناطق حول مدينتي سلوفيانسك وكрамاتورسك. كما تسيطر على نحو 75٪ من خرسون وزابوريجيا.
تُعَدّ زابوريجيا منطقة صناعية مهمة تشتهر بصناعات الحديد والصلب والألمنيوم وتصنيع الطائرات، وهي أيضاً موطن أكبر محطة نووية في أوروبا.
كيف ردت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون؟
—
أيدت أوكرانيا وبعض القادة الأوروبيين خطة ترامب لتجميد خطوط القتال. في بيان وقع عليه زعماء أوروبيون وزيِلنسكي يوم الثلاثاء، عبّروا عن دعمهم القوي للاقتراح، مؤكدين أن «خط الاتصال الحالي يجب أن يكون نقطة انطلاق للمفاوضات». لكن موقف أوكرانيا التاريخي ظل على استرجاع كامل أراضيها، في حين تذبذب ترامب بين مواقف مختلفة حول ما إذا كان ينبغي أن تتنازل أوكرانيا عن أراضٍ أم لا. ففي أغسطس قبيل لقاءٍ مقرّر مع فلاديمير بوتين في ألاسكا، قال إن كلا الطرفين سيحتاجان للتنازل عن أراضٍ، ثم بدا في سبتمبر وكأنه يتراجع بالقول إن أوكرانيا «يمكنها حسم الأمر عسكريًا» واستعادة الأراضي المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ومناطق شرقية أخرى.
كيف ردّت روسيا؟
—
رفضت روسيا الخطة. قال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن موسكو ملتزمة بـ«سلام طويل الأمد ومستدام — لا بوقف فوري لإطلاق النار قد يؤدي إلى طريق مسدود». وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن «ثبات موقف روسيا لم يتغير»، في إشارة إلى مطالب موسكو الصارمة التي تشمل انسحابًا كاملاً لقوات أوكرانيا من المناطق الشرقية التي تطالب بها. وأفادت تقارير أن روسيا أرسلت مذكّرة سرية إلى الولايات المتحدة تطالب بالسيطرة على كامل منطقة الدونباس، لا على الأجزاء التي احتلتها حتى الآن.
كان من المقرر عقد لقاء بين ترامب وبوتين في بودابست خلال الأسابيع المقبلة، لكن ترامب أجّل الاجتماع مبررًا أنه لا يريد «لقاءً ضائعًا». قال بعدها في البيت الأبيض إنه ألغاه لأن «لم يبدو أننا سنصل إلى المكان الذي نحتاج أن نصل إليه، فألغيت الموعد، لكن سنعقده مستقبلًا».