ترامب يرسل مبعوثًا رفيع المستوى إلى روسيا لدفع إتمام خطة بشأن أوكرانيا

تطورات الوساطة الأميركية حول اوكرانيا

أعربت كييف عن قبولها “جوهر” المقترح الأميركي لتسوية الحرب مع روسيا، بينما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّ “تقدماً” يتحقّق في السعي إلى اتفاق، وإنه سيُرسل مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين.

تزايدت التحركات الدبلوماسية يوم الثلاثاء بعد لقاءات جرت قبل يومين في جنيف بين مفاوضين أميركيين وأوكرانيين لمناقشة خطة السلام الأولية لترامب، التي اعتُبرت في أوكرانيا في البداية بمثابة “قائمة رغبات” روسية تطالب كييف بتنازل عن أراضٍ، والحدّ من قدراتها العسكرية، والتخلي عن الانضمام إلى حلف الناتو. وقد طُوِّرت الخطة لاحقاً بحيث يبدو أن النسخة الناشئة تأخذ في الاعتبار مخاوف أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين.

في مؤتمر مرئي لِـ«ائتلاف الراغبين» ـ مجموعة من نحو 30 دولة تدعم اوكرانيا ـ قال الرئيس زيلنسكي إنه مستعدّ للمضيّ قدماً في إطار العمل غير المنشور حتى الآن، مع الإشارة إلى وجود نقاط حسّاسة لا تزال بحاجة إلى معالجة. وأكد مسؤول أوكراني لرويترز أنّ كييف تدعم “جوهر الإطار”. وعلى ضوء هذا الزخم أضاف أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئاسة والقائد الفعلي للمفاوضات في جنيف، أن الضمانات الأمنية التي تطالب بها أوكرانيا تبدو “متينة جداً”.

في البيت الأبيض اعترف ترامب بأن حلّ الصراع ليس بالأمر السهل لكنه أضاف: “نقترب من إبرام صفقة”. وأعلن لاحقاً عبر منصته أنّه سيُرسل ويتكوف إلى موسكو لتسوية “بعض” الخلافات المتبقية، معبّراً عن أمله في لقاء بوتين وزيلنسكي “قريباً” شريطة أن تكون الصفقة على وشك الختام أو نهائية.

على النقيض، بدا الجانب الروسي متحفظاً، إذ لم تطّلع موسكو بعد على النسخة المعدّلة غير المنشورة من الخطة. وشدّد وزير الخارجية سيرغي لافروف على وجوب أن تعكس أي نسخة من الخطة “روح ونص” التفاهم الذي تبلور بين ترامب وبوتين خلال قمة أنكورِج في ألاسكا، محذّراً من أن تغييب تلك الالتزامات الجوهرية سيغيّر موقف روسيا جذرياً.

يقرأ  معارضة زعماء أوروبا لخطة سلام ترامب: ما الأسباب في محادثات واشنطن وكييف؟محادثات الولايات المتحدة وأوكرانيا: لماذا يعارض القادة الأوروبيون خطة ترامب للسلام؟

من موسكو أفادت مراسلة الجزيرة يوليا شابوفالوفا بوجود قدر كبير من “اللايقين” داخل الكرملين، وإنْ كانت قد جرت تفاعلات خلف الكواليس بين المبعوث الروسي كيريل ديمترييف ونظيره الأميركي ستيف ويتكوف، الذي عمل في المرحلة الأولى على اقتراح ترامب. وذكرت أن الجانب الروسي غير راضٍ عن التعديلات المقترحة؛ إذ لا تتضمن النسخة الأوروبية المُعدلة مطلب انسحاب القوات الأوكرانية من دونباس، وتسمح لكيب الانضمام إلى الناتو، ولا تحدّ من حجم القوات المسلحة الأوكرانية.

في سياق موازٍ خرج وزير الجيش الأميركي دان دريسكلّ متفائلاً بعد لقائه مسؤولين روس في أبوظبي، بينما قالت كاري ليڤيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، على منصة X إن هناك “بعض التفاصيل الحساسة، لكن غير المستعصية، التي يجب حسمها وستتطلّب مزيداً من المحادثات بين أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة”. ومن واشنطن لاحظت مراسلة الجزيرة كيمبرلي هالكِت أن توقيت هذه المحادثات، وطبيعتها، ومن سيشارك فيها، لا يزالان غير واضحين، لا سيما مع اقتراب عطلة عيد الشكر الأميركية في 27 نوفمبر.

الضمانات الأمنية وإعادة الإعمار

في ظل جهود الولايات المتحدة لسد الفجوة بين الطرفين، تحرّك قادة ائتلاف الدول الداعمة بسرعة لوضع ضمانات أمنية وخطة لإعادة إعمار أوكرانيا، إذ قرّر القادة في اجتماع مرئي — ترأسته فرنسا وبريطانيا بمشاركة زيلنسكي ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو — إنشاء فريق عمل أميركي-ائتلافي لتثبيت الضمانات الأمنية.

ترامب لم يلتزم بعد بتوفير قوة “اطمئنان” بعد وقف إطلاق النار؛ والخطة המقتَرَحة تقوم على تدريب حلفاء أوروبيين للقوات الأوكرانية وتقديم دعم بحري وجوي، على أن تظلّ الفاعلية العسكرية الكبرى مرتبطة بوجود مساهمة أميركية.

قال إيمانويل ماكرون بعد الاتصال المرئي إن المناقشات في جنيف بيّنت أنه لا يجوز فرض قيود على الجيش الأوكراني، مخالفةً لما ورد في مسوّدة الخطة الأميركية الأولى. وأضاف أن القرار بشأن استخدام أصول روسية مجمّدة لتمويل إعادة الإعمار — وهو محور خلاف سياسي وقانوني داخل أوروبا — سيُحسم “في الأيام المقبلة” بالتنسيق مع المفوضية الأوروبية. وقد جمدت دول غربية نحو 300 مليار دولار من الأصول الروسية عام 2022، غالبيتها في بلجيكا، مع انقسام بين دعاة المصادرة ومن يفضّلون الحذر لأسباب قانونية. وذكرت تقارير أن خطة ترامب تقترح تقسيم جزء من هذه الأصول بين إعادة الإعمار واستثمارات مشتركة بين الولايات المتحدة وروسيا.

يقرأ  تحدٍّ عبر المحيطامرأتان بريطانيتان تجديفان من بيرو إلى أستراليا

الضغوط والواقع الميداني

شدد ماكرون على ضرورة مواصلة الضغط على موسكو لدفعها إلى التفاوض، معتبراً أن الواقع على الأرض «لا يدلّ على رغبة في السلام»، في إشارة إلى الهجمات الليلية التي استهدفت كييف وأسفرت عن سقوط سبعة قتلى وتسببت في تعطّل شبكات الكهرباء والتدفئة. وفي حديثه المسائي قال زيلنسكي إن من السخافة أن تنفّذ روسيا مثل هذه الضربات في الوقت الذي تجري فيه محادثات حول طريق إنهاء الحرب. لم يصلني أي نصّ لأعيد صياغته أو لأترجمه. أرجو لصق النصّ المراد إعادة صياغته هنا كي اتمكن من المتابعة.

أضف تعليق