اجتماع لتكريس اتفاقات سابقة بشأن إنهاء القتال في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية
نُشر في 1 ديسمبر 2025
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيستضيف يوم الخميس زعيمي رواندا والجمهورية الديمقراطية للكونغو، في مبادرة تهدف إلى ترجمة ما سبق الاتفاق عليه إلى اتفاق سلام واقتصادِي شامل.
أخبرت المتحدثة كارولين ليفت الصحفيين أن الرئيس فيليكس تشيسيكيدي والرئيس بول كاغامي سيوقعان «اتفاق سلام واقتصاد تاريخي» بوساطة ترامب، في خطوة اعتُبرت تتويجاً لما بذلته جهود دبلوماسية استمرت شهوراً.
يأتي هذا الحدث بعد أن وقع وزراء خارجية البلدين اتفاقية سلام أولية ومذكرة تفاهم اقتصادية في احتفال بالبيت الأبيض في يونيو، ثم التقى الطرفان في قطر في نوفمبر حيث وقّعا إطار عمل يهدف في نهاية المطاف إلى وضع حد لسنوات من القتال.
تجدر الإشارة إلى أن حركة M23 قد خاضت مواجهات مع حكومة الكونغو في إقليم شمال كيفو لأكثر من عقد، وهي صراعات تعود جذورها إلى أعمال العنف المرتبطة بإبادة رواندا عام 1994. الحركة، التي تُشكلها في الأساس عناصر من التوتسي، تُعد أحد مئات المجموعات المسلحة العاملة في شرق البلاد، وقد عاودت الظهور بقوة منذ عام 2021 مع ما تُشير تقارير إلى دعم مزعوم من رواندا، وهو ما تنفيه كيغالي مبررة تدخلات قواتها بأنها دفاع عن النفس ضد عناصر من الجيش الكونغولي ومقاتلين من الهوتو في منطقة حدودية شديدة الانفتاح.
أودت أعمال العنف بحياة آلاف الأشخاص، كثيرون منهم من المدنيين، وتصاعدت حدتها خلال هجوم واسع في مطلع العام الجاري أدى إلى سيطرة M23 على مدينتين تعدان من أكبر مدن البلاد.
ورغم استئناف محادثات الهدنة، استمرت الاشتباكات بشكل متقطع أثناء تقدم المفاوضات. وأفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن 319 مدنياً على الأقل قُتلوا في إقليم شمال كيفو في يوليو، من قبل «مقاتلي M23 بمساعدة أعضاء من قوات الدفاع الرواندية»، وذلك بعد الاتفاق الأولي في البيت الأبيض.
لم تتضح على الفور تفاصيل الاتفاق النهائي. في الدوحة وقّع الطرفان بروتوكولين من أصل ثمانية بروتوكولات تنفيذية، شمل أحدهما آلية لمراقبة وقف إطلاق النار والآخر تبادل الأسرى. أما البنود المتعلقة بالجدول الزمني، وترتيبات إيصال المساعدات الإنسانية، وعودة النازحين فكانت لا تزال موضع خلاف عندئذ.
ومن القضايا العالقة أيضاً استعادة سلطة الدولة، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية، ودمج الجماعات المسلحة في مؤسسات الدولة، والقضاء على تواجد مجموعات أجنبية مسلحة. وقال متحدث باسم الرئاسة الكونغولية لوكالة أسوشيتد برس في نوفمبر إن أي اتفاق يجب أن يضمن «سلامة التراب» الوطني.
وبرغم هذه الأسئلة العالقة، يواصل ترامب تكرار ادعائه بأن النزاع يعد واحداً من عدة صراعات ساهم في إنهائها منذ تسلمه منصبه في يناير.