ترامب ينسحب من دعم النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين ويصفها بـ«مجنونة»
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يسحب دعمه وتأييده للنائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين، واصفًا إياها بـ«مجنونة» ومتهمًا إياها بالانزلاق نحو اليسار، في منشور نشره على منصة تروث سوشل.
قال ترامب في المنشور: «أُسحب دعمي وتأييدي لـ(النائبة) مارجوري تايلور غرين من ولاية جورجيا العظيمة». واصفًا السلوك العام لها بأنه «هذيان»، وأضاف أن كل ما تفعله هو «الشكوى، الشكوى، الشكوى» رغم «إنجازاتي المسجلة» خلال فترة ولايته.
تايلور غرين، العضو في مجلس النواب، كانت حتى وقت قريب حليفة موثوقة ودافعة شرسة عن ترامب، حتى أنها ارتدت قبعة «لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا» (MAGA) خلال خطاب حالة الاتحاد للرئيس جو بايدن عام 2024. لكن في الأشهر الأخيرة تبنّت مواقف اختلفت مع البيت الأبيض ومع زملائها الجمهوريين، منها انتقادهم خلال إغلاق الحكومة الفدرالي الذي انتهى مؤخرًا، ومطالبتها بخطة لمعالجة فقدان المستفيدين من دعم التأمين الصحي بسبب التخفيضات المخططة.
ومن الجدير بالذكر أنها أصبحت صوتًا صريحًا يدعو للشفافية والإفصاح الكامل عن الملفات المتعلقة بالمذنب المدان بالجرائم الجنسية جيفري إبستاين. غرين نشرت لقطات شاشة لرسائل نصّية أرسلتها للرئيس حول قضية إبستاين، وزعمت أن ذلك «أرعبه ودفعه إلى الانفعال».
«من المدهش حقًا مدى حماسه لمنع خروج ملفات إبستاين لدرجة أنه يصل إلى هذا الحد»، كتبت على موقع X، مضيفة: «معظم الأمريكيين يتمنون لو أنه قاتل بنفس الحزم لمساعدة الرجال والنساء المنسيين في أمريكا الذين سئموا من الحروب والخسائر الاقتصادية، ويحاولون إطعام أسرهم ويفقدون الأمل في بلوغ الحلم الأمريكي».
وأضافت غرين أنها تعتقد أن ترامب يهاجمها «بقسوة ليجعل منها مثالًا يخيف بقية الجمهوريين قبل التصويت المرتقب لإصدار ملفات إبستاين».
في تصريح منفصل قالت النائبة: «الرئيس هاجمني وكذب عليّ. لم أتصل به إطلاقًا، لكني أرسلت اليوم هذه الرسائل النصية. على ما يبدو هذا ما دفعه إلى الجنون. ملفات إبستاين. وبالطبع هو يهاجمني بشدة ليكون عبرة يخيف بها الآخرين…»
في سياق متصل، أعلن رئيس مجلس النواب مايك جونسون أن المجلس سيجري تصويتًا الأسبوع المقبل حول ما إذا كان سيفرض على وزارة العدل الكشف عن كل الملفات المتعلقة بإبستاين، الذي توفي منتحرًا في السجن عام 2019. جاء هذا التصويت نتيجة لمشروع يُعرف بـقانون شفافية ملفات إبستاين—آلية تسمح للأغلبية من النواب بتجاوز قيادة المجلس وإجراء تصويت ملزم على المسألة—والذي وقّع عليه غرين وثلاثة جمهوريين آخرين.
إذا جرى تمرير المقترح فإنه سيفرض الإفصاح عن سجلات الرحلات وسجلات التنقل، والأسماء المذكورة أو المرتبطة بالتحقيقات، وغيرها من المواد المرتبطة بصديقة إبستاين السابقة والمدانة بتجارة الجنس غيسلين ماكسويل.
على الصعيد السياسي تعرض ترامب لتدقيق متزايد بشأن علاقاته المزعومة مع المدير المالي المخزي، ولا سيما بعد أن أفرج الديمقراطيون في لجنة المراقبة بمجلس النواب عن رسائل إلكترونية جديدة يبدو أنها تربطه بشكل أو بآخر بملف ابستاين. في أحد هذه الرسائل، أخبر إبستاين ماكسويل أن ترامب قضى «ساعات» في منزله مع إحدى ضحايا الاعتداء، فيما رد البيت الأبيض بأن هذه المراسلات «لا تثبت شيئًا».
ترامب كرر مطالبته لأنصاره بتجاوز هذا الفضيحة، ووصف الادعاءات بوجود لائحة عملاء لإبستاين تضم اسمه بأنها «خدعة» يروج لها خصومه الديمقراطيون.
غرين وصفت في مقابلة الجمعة مقاومة ترامب لإفشاء الملفات بأنها «خطأ حسابي فادح»، وقالت إنها لا تعتقد أن لديه ما يخفيه.
في منشوره الذي أعلن فيه تبرؤه منها، لم يشر ترامب إلى مسألة إبستاين، وادعى أن الخلاف بينهما بدأ عندما نصحه بعدم الترشح لمجلس الشيوخ أو لمنصب حاكم بسبب تراجع نسب التأييد لديها. قال: «لقد أخبرت الكثيرين أنها غاضبة لأنني لم أعد أرد على مكالماتها، ولكن مع وجود 219 عضوًا في المجلس و53 سيناتورًا و24 وزيرًا وقرابة 200 دولة وحياة عادية لأعيشها، لا أستطيع أن أتحمّل مكالمات هذه المجرّدة الهائجة كل يوم».
وواصل ترامب بأن الجمهوريين في ولاية جورجيا «سئموا من تصرفاتها ومسرحياتها»، وأنه إذا ظهر مرشح بديل لخوض انتخابات التجديد النصفي المقبلة فسيمنحه «دعمه الكامل غير المشروط».