الرئيس الأمريكي يعلن اتفاقيات جديدة لخفض أسعار الأدوية
أعلن الرئيس دونالد ترامب عن سلسلة اتفاقيات تهدف إلى خفض أسعار الأدوية الموصوفة، وذلك في مؤتمر صحفي حضره قادة شركات أدوية كبرى من بينها بريستول-مايرز سكويب، غيلاد ساينسز وميرك إلى جانب عمالقة آخرين في الصناعة. وذكر أن هذه الصفقات ستربط أسعار أدوية هذه الشركات بأدنى مستوى مسجّل في الدول المتقدمة.
قال ترامب: «ابتداءً من العام المقبل، ستنخفض أسعار الأدوية الأمريكية بسرعة هائلة وستصبح قريبًا من الأدنى بين دول العالم المتقدم». وأضاف: «هذا هو أهم إنجاز في تاريخ شراء الأدوية».
وبحسب مسؤولي الإدارة، تنص الاتفاقيات على أن يقوم كل مصنع بتخفيض أسعار بعض الأدوية المبيعة لبرنامج ميديكيد الخاص بالميسوري الدخل، مع وعود بتحقيق «توفيرات ضخمة» على أدوية واسعة الانتشار من دون ذكر أرقام محددة. وقال ترامب من على منصة البيت الأبيض محاطًا بتسعة من التنفيذيين في شركات الأدوية: «كنا نُعطي دعمًا للعالم بأسره. لم نعد نفعل ذلك».
أعلن مهـمت أوز، مدير مراكز ميديكير وميديكيد للخدمات، أن شركات مثل ريجينيرون، جونسون آند جونسون وآبفي ستزور البيت الأبيض بعد العطلات لإطلاق موقع الحكومة الإلكتروني TrumpRx. وبيّنت الإدارة أن تفاصيل كل صفقة لم تُكشف بالكامل فورًا، لكنها تشمل اتفاقات لتخفيض الأسعار النقدية المباشرة للمستهلك على أدوية محددة قد تُعرض عبر موقع TrumpRx.gov، وإطلاق أدوية في الولايات المتحدة بأسعار مساوية — لا أقل من — الأسعار في دول غنية أخرى، وزيادة قدرات التصنيع. مقابل ذلك، يمكن للشركات الحصول على إعفاء من الرسوم الجمركية لمدة ثلاث سنوات.
انخفاض أسعار محددة وعروض الشركات
أعلنت ميرك أنها ستبيع أدوية السكري Januvia وJanumet وJanumet XR — التي ستواجه منافسة أجيالٍ عامة العام المقبل — مباشرة للمستهلك الأمريكي بتخفيض يقارب 70% من أسعار القائمة. كما أشارت إلى أن دواءها التجريبي لخفض الكوليسترول enlicitide، إذا نال الموافقة، سيُعرض أيضًا عبر قنوات البيع المباشر للمستهلكين. وتعدّ enlicitide أحد دوائين من ميرك المتوقع أن يحصلا على مراجعة سريعة عبر مسار جديد مسرّع لدى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بحسب رويترز.
وقالت أمجن إنها ستوسّع برنامجها المباشر للمريض ليشمل دواء الصداع النصفي Aimovig ودواء التهاب المفاصل الروماتويدي Amjevita، مقدمة إياهما مقابل 299$ شهريًا — ما يقل بنحو 60% و80% عن أسعار القائمة الحالية في الولايات المتحدة على التوالي.
في يوليو الماضي، أرسل ترامب رسائل إلى قادة 17 من كبرى شركات الأدوية طالبهم فيها بتقديم ما يُسمى «أسعار الدولة الأكثر تفضيلاً» لبرنامج الميديكيد الأمريكي وضمان ألا تطلق أدوية جديدة بأسعار أعلى مما تُسعر به في دول ذات دخل مرتفع.
حتى الآن، أبرمت خمس شركات صفقات مع الإدارة للحد من الأسعار: فايزر، إيلي ليلي، أسترازينيكا، نوفو نورديسك وإم.دي. سيرونو (الذراع الأمريكية لشركة ميرك الألمانية). كما أفاد المسؤولون أن جزءًا من إيرادات مبيعات كل شركة في الخارج سيُحوّل إلى الولايات المتحدة لتخفيض الأعباء المالية.
الاستثمارات والاحتياطات الاستراتيجية
تعهدت الشركات مجتمعة بالاستثمار بأكثر من 150 مليار دولار في الولايات المتحدة في مجالي البحث والتطوير والتصنيع، وفقًا للمسؤولين، وإن كان من غير الواضح ما إذا كانت هذه المبالغ تشمل التزامات سابقة. ووافقت عدة شركات أيضًا على التبرع بمكونات دوائية إلى الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي.
خلفية وتداعيات
لطالما ركز ترامب على الفجوة بين أسعار الأدوية في الولايات المتحدة وتلك في الدول الغنية الأخرى، التي تعتمد أنظمة صحية تُفاوض على تخفيض الأسعار. وأثارت تهديدات الحكومة بتشديد الضوابط السعرية في البداية قلق المستثمرين، لكن بنود الصفقات المعلنة هدأت كثيرًا من تلك المخاوف.
ويرجح المحللون أن ميديكيد، الذي يُشكّل نحو 10% فقط من إنفاق الأدوية في الولايات المتحدة، يستفيد بالفعل من تخفيضات سعرية كبيرة تتجاوز أحيانًا 80%. كما تبقى تفاصيل التنفيذ الفعلية ومدى تأثيرها على سوق المستهلك الأمريكي أمورًا قابلة للمتابعة.