حزمة مساعدات بقيمة 12 مليار دولار للمزارعين
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حزمة إغاثة بقيمة 12 مليار دولار لدعم المزارعين المتضررين من سياسات التعريفات الجمركية الصارمة، موضحًا أن هذه الأموال ستؤخذ من عائدات الرسوم الجمركية. جاء الإعلان خلال حدث رئاسي في البيت الأبيض، وأشار المسؤولون إلى أن نحو 11 مليار دولار ستُصرَف عبر برنامج جديد حمل اسم “جسر دعم المزارعين” يختص بمزارعي الحبوب الصفية المتضررين من النزاعات التجارية وارتفاع التكاليف، بينما لا يزال توزيع المليار دولار المتبقي قيد التحديد.
لقد اتسمت سياسات ترامب منذ توليه المنصب باللجوء إلى صلاحيات طارئة لفرض تعريفات متبادلة على معظم واردات الولايات المتحدة، ما أشعل حربًا تجارية خاصة مع الصين. ومع بدء محاولات لخفض حدة التوترات بين واشنطن وبكين، أثرت سلسلة الإجراءات الردّية على سنة صعبة للمزارعين الأميركيين: تراجع مشتريات بعض الوجهات التقليدية وتوجه الصين تدريجيًا نحو دول أميركا الجنوبية للحصول على محاصيل مثل فول الصويا والسرغوم، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار البذور والأسمدة كنتيجة غير مباشرة للتعريفات.
تُظهر تقديرات معهد أبحاث السياسات الغذائية والزراعية بجامعة ميزوري احتمال انخفاض صافي دخل المزارع بأكثر من 30 مليار دولار في عام 2026، نتيجة تقلص المدفوعات الحكومية وهبوط أسعار المحاصيل. وفيما يتوقع اتحاد فول الصويا الأميركي أن يواجه مزارعو فول الصويا عام 2025 خسارتهم الثالثة على التوالي — تراجع بدأ قبل تطبيق تعريفات ترامب — تحاول الإدارة تقديم صورة أكثر تفاؤلًا عبر الإشارة إلى اتفاقات مع الصين لشراء كميات كبيرة من فول الصويا: التزام بب شراء 12 مليون طن بحلول نهاية العام والاتفاق على شراء 25 مليون طن سنويًا للثلاث سنوات المقبلة. ومع أن بكين شَرَت حتى الآن جزءًا صغيرًا من الكميات الموعودة عام 2025، تؤكد أوساط في البيت الأبيض أن مسار التنفيذ لا يزال على المسار الصحيح.
تلقى المزارعون الأمريكيون سنويًا مليارات الدولارات كدعم اتحادي، وقد كانت المساعدات الحكومية لهذا العام قريبة من مستوى قياسي بلغ نحو 40 مليار دولار، مدعومة بصناديق إغاثة الكوارث وحزم دعم اقتصادي أوسع. على الرغم من حصاد قياسي في بعض المناطق، ظلّ القطاع الزراعي هشًا أمام تبعات النزاعات التجارية وارتفاع تكاليف المدخلات الزراعية، مما يضع ضغوطًا على مداخيل المزارعين واستقرار المجتمعات الريفية.