كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تجديدات في حمّام غرفة لنكولن، في خطوة تندرج ضمن سلسلة تعديلات يقودها في البيت الأبيض.
نشر ترامب صور الحمّام الجديد على مواقع التواصل الاجتماعي، مُعلناً أنه كان قد جُدّد في الأربعينيات بطراز آرت ديكو وببلاط أخضر «غير ملائم تماماً لعصر لنكولن».
وقال إن الرخام الأسود والأبيض الجديد «ملائم جداً لزمان إبراهام لنكولن، وفي الواقع قد يكون الرخام الذي كان موجوداً أصلاً».
تُعد هذه أحدث التغييرات التي أجراها هذا العام؛ ففي تشرين الأول/أكتوبر تم هدم الجناح الشرقي لإفساح المجال أمام صالة رقص جديدة تكلف ملايين الدولارات.
الحمّام جزء من مكتب لنكولن وغرفة مجلس وزرائه، التي قام الرئيس السابق هاري ترومان بترميمها كجزء من تجديده الضخم للبيت الأبيض في أواخر الأربعينيات.
وفق جمعية التاريخ في البيت الأبيض، كان ورق جدران مكتب وغرفة نوم لنكولن مطعَّماً باللونين الأخضر والذهبي في السابق.
بعد إعادة الترتيب التي أشرف عليها ترامب، أصبح الحمّام يضم تجهيزات وقطعاً ذهبية للمغسلة وحنفيّة البانيو وباب الدش، إضافةً إلى ثريا فاخرة.
وقالت إدارة البيت الأبيض إن التجديد ممول بشكل خاص ولم يكُن على نفقة دافعي الضرائب.
محاولات الرئيس لوضع بصمته على البيت الأبيض أثارت انتقادات من مجموعات الحفاظ على التراث ومعارضين سياسيين.
كان ترامب قد صرّح في وقت سابق أن إضافة صالة الرقص إلى الجناح الشرقي «لن تتداخل مع المبنى الحالي»، لكنّه في أكتوبر قال إن «البناء القائم» كان لا بدّ من هدمه.
أكّد ترامب أن تشييد الصالة يمول بالكامل من قبله ومن «بعض أصدقائي — متبرعون».
وجّه دعاة الحفاظ على التراث نقداً لترامب لأنهم يرون أنه كان ينبغي عليه فتح هذه التعديلات للمراجعة العامة قبل التنفيذ، محذِّرين من أن التغييرات قد تطغى على الطابع الكلاسيكي للبيت الأبيض.
وردّ البيت الأبيض على منتقديه بوصفهم «يساريين مختلين» يتباكون على إضافة ترامب «البصيرة لصالة رقص كبرى ممولة خاصاً — إضافة جريئة وضرورية».
من التغييرات الأخرى التي أثارت الجدل قراره في آب/أغسطس برصف جزء من حديقة الورود بالحجر، محوِّلاً مربّعاً من العشب إلى فناء حجري.
وأدخل ترامب لمسات من الغِنى المطلي بالذهب في المكتب البيضاوي، شملت لوحات مؤطرة بالذهب ومرايا بإطارات ذهبية وورق ذهب لوجود ختم الرئاسة على سقف المكتب.
رداً على تجديد الحمّام الأخير، اتهم الديمقراطيون ترامب بأنه يركز أكثر على تجميل البيت الأبيض من حل أزمة إغلاق الحكومة.
وتتمحور الأزمة، التي تدخل شهرها الثاني، حول خلاف بشأن ما إذا كان يجب تمديد الدعم التأميني الصحي أم لا، أو ما يتعلق بالتامين الصحي.
كتب تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «دونالد ترامب يهتم فعلاً بمقعد حمّامه أكثر مما يهتم بإصلاح رعايتكم الصحية».
وفي كلمة ألقاها السبت، قال الرئيس السابق باراك أوباما إن ترامب «انشغل بقضايا مهمة مثل رصف حديقة الورود كي لا يلطخ الناس أحذيتهم بالطين، وتغليف المكتب البيضاوي بالذهب، وبناء صالة رقص بتكلفة 300 مليون دولار» بدلاً من حل الإغلاق.
وأضاف أوباما ما معناه: «إذا لم تستطع زيارة طبيب، فلا تقلق — سيُنقذك برقصة».