ترامب يلوّح بإرسال الحرس الوطني إلى بالتيمور لـ«تنظيف» المدينة من الجريمة

هدد الرئيس دونالد ترامب بنشر قوات في بالتيمور، مما صعّد المواجهة مع حاكم ماريلاند ويس مور بعدما دعا الأخير ترامب للمشاركة في “جولوة أمان” داخل المدينة.

كتب ترامب على منصته الاجتماعية أن “إذا احتاج ويس مور مساعدة، كما فعل غافين نيوسوم في لوس أنجلوس، فسأُرسل «القوات» كما جرى في واشنطن المجاورة، وسأنظف الجريمة بسرعة”. تأتي تصريحات ترامب في إطار جهوده لنشر أفراد الحرس الوطنيي في مدن يقودها الديمقراطيون، في ما يسميه حملة قمع للجريمة.

أثار اللجوء إلى عناصر عسكرية في مهام إنفاذ القانون داخل الولايات انتقادات عنيفة من الديمقراطيين؛ ووصف أحد الحكام ذلك بأنه “إساءة استخدام للسلطة”. وتذكر تقارير إعلامية أمريكية أنه من المتوقع تعبئة ما يصل إلى 1700 من الحرس الوطني في 19 ولاية خلال الأسابيع المقبلة.

انتقد الحاكم مور، الذي يهاجم استراتيجية الرئيس كثيرًا، تصريحات ترامب ووصفها بأنها “مبتعدة تمامًا عن الواقع وغاية في الجهل”. وقال: “هذا لأنهم لم يمشوا في شوارعنا، ولم يتواجدوا في مجتمعاتنا، وهم سعداء بتكرار الصورة النمطية عنا”.

بدا رد ترامب على رسالة دعوة مور — التي وصفها الرئيس بأنها “نابية” و”استفزازية” — مباشراً عبر تعبيره أنه يفضل أن يقوم مور بتنظيف كارثة الجريمة قبل أن يذهب ترامب هناك في «نزهة». وقد نشر البيت الأبيض أن ترامب نشر بالفعل نحو ألفي جندي إلى واشنطن العاصمة، وأنه جرى اعتقال المئات منذ بدء العملية.

وقال ترامب في المكتب البيضاوي يوم الجمعة إن المهمة جلبت “أمانًا تامًا” إلى واشنطن. وأضاف: “كانت العاصمة حفرة جحيم، لكنها الآن آمنة”. وأكد البنتاغون يوم الجمعة أن القوات التي كانت في العاصمة دون أسلحة ستبدأ بحمل السلاح، مع الإشارة إلى أن تلك القوات — المرسلة من عدة ولايات يقودها الجمهوريون — لم تخض حتى الآن عمليات إنفاذ قانون، بل تمركزت قرب معالم محلية.

يقرأ  سنووب دوغ يجنِي ١٤٨ ألف دولار من بيع مجموعته الفنية المصنوعة من لفافات حشيش مُدخَّنة

تشير أرقام الجريمة الصادرة عن شرطة العاصمة (MPDC) إلى أن الجرائم العنيفة انخفضت بعد بلوغها ذروتها في 2023، وأن 2024 شهد أدنى مستوى لها منذ ثلاثين عامًا، وتستمر في الانخفاض وفق بيانات أولية لعام 2025. ووفقًا لبيانات الشرطة، انخفضت الجريمة العنيفة إجمالاً بنسبة 26% هذا العام مقارنةً بنفس الفترة من 2024، بينما تراجع السلب بنسبة 28%.

ألمح ترامب أيضًا إلى نيته نشر قوات في نيويورك وشيكاغو. وقد أدى هذا التصعيد إلى إدانات من قيادات ديمقراطية في ولايات ومدن أخرى، من بينها حاكم إلينوي جيه بي بريتزكر الذي اعتبر تهديدات ترامب بنشر قوات في شيكاغو “إساءة استخدام للسلطة”. كما تدخل زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب الديمقراطي حاكيم جيفريز ليؤكد أن ترامب يفتقد للسلطة القانونية لإرسال قوات إلى مدن مثل بالتيمور وشيكاغو، واتهمه بتسويق أزمة مصطنعة على الرغم من تراجع معدلات الجريمة — مثل تسجيل بالتيمور أقل عدد من جرائم القتل خلال أكثر من خمسين عامًا.

وأظهر استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست ومدرسة شار أنه، بين سكان المدينة، ثمة رفض واسع لنشر قوات اتحادية والحرس الوطني ولتولي السيطرة على شرطة العاصمة، حيث أعرب قرابة 80% عن معارضتهم لهذه الإجراءات.

أضف تعليق