ترامب يهدد بإلغاء لقاء مع شي جينبينغ وسط احتدام التوترات التجارية أخبار دونالد ترامب

إعلان الرئيس الأمريكي جاء بعدما تعهدت الصين بفرض قيود على تصدير معادن الأرض النادرر.

ألمح رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب إلى احتمال إلغاء لقائه المرتقب مع نظيره الصيني شي جينبينغ هذا الشهر، وذلك على خلفية خلافات متصاعدة تتعلق بالتقنية والتجارة. وكان من المقرر أن يلتقي الزعيمان على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) في نهاية الشهر سعيًا لخفض حدة التوترات الاقتصادية، إلا أن التطورات الأخيرة أعادت فرضيات اللقاء إلى مربع الشك.

في تدوينة على منصته الاجتماعية يوم الجمعة، انتقد ترامب الصين بسبب الضوابط الجديدة التي أعلنتها على تصدير معادن الأرض النادرة، وهدد بفرض تعريفات جمركية مرتفعة ردا على تلك الإجراءات. وقال إنّه لم يتواصل مع الرئيس شي لأنّ «لم يكن هناك سببٍ لذلك»، معبّرًا عن دهشته هي والعديد من قادة العالم الحرّ إزاء القرار الصيني، ومضيفًا أنّه لم يعد يرى سببا للاجتماع في ظل هذه المعطيات.

العلاقات بين ترامب ونظيره الصيني شهدت توتّرًا متكررًا، وكلا الطرفين اتخذ إجراءات جديدة تهدف إلى موازنة النفوذ في قطاعات استراتيجية مثل التطور التكنولوجي. وتكتسب معادن الأرض النادرة أهمية بالغة في هذا السياق، إذ تعتمد عليها صناعات الحواسيب والهواتف الذكية والتجهيزات العسكرية، وتبقى الصين الرائدة عالميًا في تكرير هذه المعادن وتحويلها إلى مواد جاهزة للاستخدام.

أعلنت بكين يوم الخميس حزمة من القيود على صادرات تلك المواد: من بين 17 عنصرًا مصنّفًا كمعادن أرض نادرة ستتطلب الآن تراخيص تصدير لـ12 عنصرًا منها. كما ستخضع التقنيات المستخدمة في عمليات المعالجة لمتطلبات ترخيصية جديدة، وسيُفرض مسار موافقة خاص على الشركات الأجنبية التي تنوي شحن عناصر معدنية إلى الخارج. وصفت الصين هذه القواعد بأنها ضرورية لحماية مصالحها في الأمن القومي.

يقرأ  كوكب غازي خارج المجموعة الشمسية قد يكون أقرب نسخة من "باندورا" في عالم أفاتار

في تدوينته الطويلة إلى جمهور متابعيه، اتهم ترامب الصين بمحاولة الاحتكار والسيطرة على سوق المعادن النادرة، مشيرًا إلى أنّها ترسل رسائل إلى دول مختلفة لإعلان نيّتها فرض ضوابط تصدير تشمل «كل عنصر من عناصر الإنتاج المتعلقة بالمعادن النادرة وأي شيء آخر يمكنهم التفكير فيه، حتى لو لم يُصنّع في الصين». وحذّر الرئيس الجمهوري من أن واشنطن قد تردّ بإجراءات حمائية وتقييد وصول الصين إلى صناعات تمتلك فيها الولايات المتحدة ميزات تسويقية قوية.

قال ترامب أيضًا إن الولايات المتحدة تمتلك مواضع احتكار قوية في بعض المجالات، أقوى وأوسع انتشارًا من مراكز الصين—ولم يلجأ إلى استغلالها سابقًا لأنّه لم يرَ سببًا لذلك «إلى الآن». يأتي ذلك في سياق تاريخي شهد فرض إدارة ترامب سابقًا تعريفات جمركية هائلة على الصين، قبل أن تُخفف تلك الرسوم جزئيًا بعد اتفاق على هدنة مدتها تسعون يومًا من المفترض أن تنتهي في أوائل نوفمبر.

سبق للولايات المتحدة أن اتخذت خطوات حازمة استهدفت إضعاف قطاع التكنولوجيا الصيني، معتبرة إياه منافسًا استراتيجيًا ينبغي كبح قدراته في بعض المجالات الحسّاسة. ومع ذلك، شدد ترامب في تدوينته على أن علاقات البلدين خلال الأشهر الستة الماضية كانت «جيدة جدًا»، مما يجعل خطوة الصين الأخيرة مفاجِئة بشكل أكبر في نظره، ومؤكدًا أنّ توقعاته السابقة بشأن نوايا بكين قد ثبتت صحتها.

أضف تعليق