يدفع الرئيس بادعاء لا أساس له بأن جورج سوروس ساهم في دعم أعمال شغب في الولايات المتحدة ويطالب بتقديمه للمساءلة الجنائية.
دعا رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، إلى محاكمة جورج سوروس، الملياردير والممول والفاعل الخيري الذي تحوّل إلى محور نظريات مؤامرة في الأوساط اليمينية، مطالباً بتقديمه للمساءلة الجنائية.
في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء، قال ترامب إن سوروس وابنه أليكس يجب أن يوجها تهمًا بتأييد احتجاجات عنيفة داخل الولايات المتحدة الامريكية، وهو ادعاء لا أسس له وقد كرره الرئيس سابقًا.
واقترح ترامب أن تُوجَّه إليهما التهم بموجب قانون التأثير والابتزاز للمؤسسات الإجرامية (RICO)، وهو قانون فدرالي يُستخدم كثيرًا ضد الجريمة المنظمة.
كتب ترامب في منشوره: «جورج سروس، وابنه اليساري المتطرّف الرائع، يجب أن تُوجَّه إليهما تهم بموجب RICO بسبب دعمهما للاحتجاجات العنيفة، والمزيد غير ذلك، في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية. سروس ومجموعته من النفسيين المجرمين سببوا أضراراً بالغة لبلادنا! وهذا يشمل أصدقائه المجانين على الساحل الغربي. احذروا، نحن نراقبكم!»
تبنّى عدد من الشخصيات اليمينية، من بينها رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، نظريات مفادها أن عائلة سوروس مولت سراً أعمال شغب وأنشطة تهدف إلى زعزعة الاستقرار السياسي في بلدانهم.
واستشهد ترامب بنفس هذا الاعتقاد لتفسير الاحتجاجات العامة التي رآها خلال ولايته الأولى. فعلى سبيل المثال، بعد ترشيحه بريت كافانو للمحكمة العليا في 2018، زعم ترامب على وسائل التواصل أن الاحتجاجات ضد المرشح كانت ممولة من قبل سوروس.
آنذاك كتب ترامب أيضًا أن «المتظاهرين الصاخبين في المصاعد محترفون مدفوعون الأجر يسعون فقط لتشويه صورة أعضاء الشيوخ»، وأضاف أن لافتات الاحتجاج كانت متطابقة ومُعدة باحترافية «مموَّلة من سوروس وآخرين»، وأنها «ليست لافتات صُنعَت من الحب في الأقبية».
يُذكر أن سوروس يهودي ناجٍ من المحرقة، وقد طُرح اسمه كثيرًا في نظريات مؤامرة معادية للسامية لدى أقصى اليمين.
أسّس سوروس مؤسسة المجتمع المفتوح، التي تدعم منظمات المجتمع المدني حول العالم وتروّج للحكم الديمقراطي، والصحة العامة، والعدالة الجنائية، والتعليم.
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في يونيو 2023 أن أليكس سوروس تولى مسؤولية إدارة المؤسسة بتكليف من والده المسن البالغ من العمر 95 عامًا.
في حين لم تُرفع أي تهم ضد سوروس حتى الآن، يأتي منشور ترامب في وقت يكثّف فيه تهديداته وفتح تحقيقات ضد منافسيه السياسيين ويعرض تفسيرًا أقصى لصلاحياته كرئيس.