ترامب يهدد بـ«حرب» على شيكاغو بينما يحتج الآلاف رفضًا للقمع الاتحادي

تهديدات واحتجاجات تلوح في الأفق

هدد رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب باستخدام ما أسماه “وزارة الحرب” التي أعاد تسميتها، ضد مدينة شيكاغو، فيما تظاهر الآلاف في شيكاغو وفي واشنطن احتجاجًا على نشر حرس وطني وعناصر الهجرة إلى مدن تهيمن عليها قيادات ديمقراطية. جاء التهديد في منشور على منصته الاجتماعية، تضمن صورة ساخرة مستوحاة من فيلم Apocalypse Now، تُظهر كتلة من اللهب والمروحيات تحوم فوق أفق شيكاغو.

تصريحات واستفزازات

نشر ترامب على حسابه عبارة مستفزة: «أحب رائحة الترحيل في الصباح»، وأضاف: «شيكاغو على وشك أن تكتشف لماذا تُدعى وزارة الحرب». رافق المنشور تعليقًا هزليًا بعنوان «Chipocalypse Now»، إشارة ساخرة إلى فيلم فرانسيس فورد كوبولا لعام 1979 الذي تضمنت إحدى شخصياته جملة مشابهة عن رائحة نابالم في الصباح.

الخطوات التنفيذية وردود الفعل

تأتي تدوينة ترامب بعد تهديدات متكررة بإدراج شيكاغو ضمن قائمة المدن الديمقراطية التي استهدفها بتعزيز التدخُّل الفدرالي. إدارته أعلنت عن تكثيف إجراءات إنفاذ قوانين الهجرة في شيكاغو كما فعلت في لوس أنجلوس، ونشرت عناصر الحرس الوطني وعناصر فدرالية. كما وقّع ترامب أمرًا بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى «وزارة الحرب»، قائلاً إن ذلك يبعث «رسالة نصر» للعالم.

ردود الفعل المحلية والسياسية

أعرب حاكم ولاية إلينوي الديمقراطي جي بي بريتزكر عن استيائه وغضبه من المنشور، مؤكّدًا أن الولاية «لن تُرهب من قِبَل من يريد تقمص دور ديكتاتور». واصفًا تهديد الرئيس بأنه «ليس مزحة وليس سلوكًا طبيعيًا». كما دان عمدة شيكاغو براندون جونسون التهديد واصفًا إياه بأنه «أقلّ من كرامة أمتنا»، ودعا السكان إلى حماية الديمقراطية والدفاع عن المدينة.

الاحتجاجات في شيكاغو وواشنطن

شهد قُطعٌ من المتظاهرين مسيرات في وسط شيكاغو حملت لافتات مثل «اخرجوا الـICE من إلينوي ومن كل مكان». قدّم المتحدثون إرشادات حول ما ينبغي عمله عند لقاء عملاء الهجرة، وسحبوا مقارنات بين حملة المحتملة ضد شيكاغو ووجود إسرائيل في غزة. وقالت نازك سنكري، المشاركة في قيادة شبكة الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة، إن ثبات الفلسطينيين في غزة ألهم المحتجين لرفض التهديدات والتراجع أمامها، فيما رفعت جماهير العلم الفلسطيني ولبست الكوفية.

يقرأ  القبض على الرئيس السريلانكي السابق

في واشنطن، خرجت مسيرة «كلنا واشنطن» بمشاركة آلاف المطالبين بإنهاء ما وصفوه «احتلال العاصمة». رفعت الشعارات المناهضة لترامب ولاحتلال العاصمة، ومن بينها «ترامب ارحل الآن» و«حرّروا واشنطن» و«قاوموا الطغيان». وصف مراسلون المتظاهرين بالغاضبين واصفين أوامر ترامب بأنها فاشية واستبدادية.

قضايا قانونية ومخاوف ديمقراطية

أثارت تحركات نشْر القوات والعناصر الفدرالية تحديات قانونية واحتجاجات اتهمت الإدارة بعرض قوة استبدادية. قال معارضون إن وجود جنود الحرس الوطني وعناصر فدرالية في شوارع العاصمة يمثل انتهاكًا لروح الديمقراطية لجهة أن سكان واشنطن يفتقرون إلى تمثيل كامل في الكونغرس. وأعرب بعض السكان عن شعورهم بأنهم عرضة لسياسات قمعية لأنهم «ليس لديهم سيناتورات أو أعضاء بالكونغرس».

قصص فردية

شارك فنانون ونشطاء محليون في المسيرات؛ من بينهم جُن لي، فنانة الطباعة التي حضرت وهي تحمل لافتة «حرّروا واشنطن» صنعتها بنفسها على بلوك خشبي، ووصفت ما يجري بأنه ألم شخصي وصدمة من مشاهدة أحداث تاريخية على شاشة الوثائقيات تتحقق أمام عيونها.

مخاوف من توسع التدخل الفدرالي

لطالما ألمح ترامب إلى صلاحيات واسعة لنشر الحرس الوطني، وأشار أحيانًا إلى أنه قد يمارس سلطات شبيهة بالديكتاتور. كما ألمح إلى إمكانية توسيع عمليات النشر إلى مدن أخرى مثل بالتيمور ونيو أورلينز وحتى بورتلاند، مستخدمًا تعابير حادة عن رغبة في «محو» المحتجين. وفي وقت سابق نشر نحو ألفي جندي في واشنطن بدعوى مكافحة موجة جريمة عنيفة، على الرغم من أن معدلات الجرائم في العاصمة كانت قد سجّلت انخفاضًا غير مسبوق في السنوات الأخيرة.

الخلاصة

أفرزت خطوة إعادة تسمية وزارة الدفاع وتهديدات استخدام القوة ضد مدن أميركا تداعيات واسعة: من احتجاجات شعبية متصاعدة وتحديات قانونية، إلى تحذيرات من اتجاه استبدادي في إدارة الدولة، وسط حراك شعبي يربط بين قضايا العدالة المحلية والتضامن الدولي مع الفلسطينيين. المدنّن المصممة على الصمود أعلنت استعدادها للمقاومة والدفاع عن مؤسساتها وديمقراطيتها. «لست ديكتاتورًا، بالمناسبة»، قال ترامب الشهر الماضي.

يقرأ  ما وراء واردات الهند الضخمة من النفط الروسيأغنى رجل في آسيا — أخبار دونالد ترامب

وأضاف: «ليس أنني لا امتلك — بل إن لدي، بلا ريب، الحق في أن أفعل ما أشاء.»

«أنا رئيس الولايات المتحدة»، قال ترامب. «إذا اعتقدت أن بلادنا في خطر — وهو كذلك في هذه المدن — استطيع أن أفعل ذلك.»

أضف تعليق