تتراجع جاذبية تسلا تدريجياً في شريحة السيارات الكهربائية الفاخرة في الصين، مع تراجع مبيعاتها وحصتها السوقية بشكل ملحوظ.
سجّلت جمعية مركبات الركاب الصينية (CPCA) تسليمات بلغت 57,152 سيارة من موديل 3 وموديل Y المُصنّعتين في شنغهاي للعملاء على البر الرئيسي في الشهر الماضي، بانخفاض نسبته 9.9% عن العام السابق.
وهذا يعني أن سلسلة الخسائر لتسلا امتدت ستة أشهر متتالية، على الرغم من محاولات الشركة استعادة الزبائن عبر خفض الأسعار، وعروض القروض بلا فوائد، وإطلاق طرازات جديدة للنافِش على منافسين مثل Xpeng و Xiaomi وغيرها.
تشير بيانات الـCPCA إلى أن مبيعات تسلا في البر الرئيسي مثلت 4.4% من إجمالي تسليمات السيارات الكهربائية على مستوى البلاد في الشهر الماضي، الذي شهد ارتفاعاً قدره 23% إلى 1.29 مليون وحدة.
كانت حصة تسلا من سوق السيارات الكهربائية الصينية 16% في عام 2020 عند بدء تشغيل مصنعها الكبير في شنغهاي لإنتاج موديل 3، لكنها تراجعت إلى 6.9% العام الماضي نتيجة تصاعد التنافس من شركات محلية طورت عشرات الطرازات الفاخرة المزوّدة بميزات ذكية مماثلة.
يقول ديفيد تشانغ، الأمين العام للجمعية الدولية لهندسة المركبات الذكية، إن استعادة تسلا لمكانتها في هذا السوق تبدو غير مرجحة لأن المنافسين الصينيين يتوسّعون بسرعة ومحافظ منتجاتهم المتنوعة ستستمر في جذب اهتمام المشترين بعيداً عن موديل 3 وموديل Y. ويضيف أن السيارات الكهربائية الذكية المطوّرة محلياً أرخص وأكثر أناقة، ما يجذب شريحة واسعة من الشباب.
أظهر مسح أجرته UBS في مايو أن نسبة مشترِي السيارات الكهربائية في الصين الذين اختاروا تسلا كخيار أول تراجعت إلى 14% العام الماضي، مقارنة بـ18% قبل عام وذروة بلغت 30% في 2020.
أما صانعة السيارات المحلية Leapmotor، المدعومة من شركة ستيلانتيس المالكة لفيات، فحطمت رقمها القياسي في المبيعات للشهر الرابع على التوالي بتسليم 57,066 وحدة، بزيادة 13.8% عن يوليو. تشتهر الشركة بطرازاتها الأرخص والمزوّدة بأنظمة قيادة ذاتية أولية وكوكبيات رقمية. أطلقت في أواخر يوليو سيدان B01 بسعر 89,800 يوان، ما يعادل حوالي 40% فقط من سعر موديل 3 المدرج عند 235,500 يوان.
وسجّلت Xpeng، ومقرها قوانغتشو، 37,709 عملية تسليم في اغسطس بزيادة 2.7% عن يوليو، محققة رقماً قياسياً للشهر الثاني على التوالي؛ ويبدأ سعر النسخة الأساسية من سيارة Mona M03 متوسطة الحجم الكهربائية بالكامل من 119,800 يوان.
أصبحت Xiaomi، التي بدأت كمصنّع هواتف ذكية ثم تحوّلت إلى شركة سيارات كهربائية ناشئة، من أسرع شركات السيارات نمواً على البر الرئيسي منذ طرحها لأول طراز SU7 كهربائي بالكامل في مارس 2024. وفي يونيو أعلنت الشركة في بكين أنها تلقت 200,000 طلب مسبق لسيارتها الرياضية YU7 خلال ثلاث دقائق فقط من فتح الحجز — حالة هَيستيرية نادرة في السوق الصينية حيث يُعتبر بيع 10,000 وحدة شهرياً لطراز واحد نجاحاً كبيراً. وأكدت شاومي أن تسليماتها في أغسطس تجاوزت 30,000 وحدة.
لا يزال بعض المتعاملين يعتقدون أن سيارات تسلا تتفوق على منافسيها الصينيين من حيث الجودة والموثوقية والأداء. لكن المستهلكين الشباب غالباً ما يفضّلون الطرازات الصينية الأرخص سعراً، بحسب تيان ماووي، مدير مبيعات في خدمة ييو للسيارات في شنغهاي.
في وقت سابق من الشهر، خفّضت تسلا سعر موديل 3 الجديد طويل المدى بنسبة 4% (ما يعادل 10,000 يوان) لتعزيز المبيعات على البر الرئيسي قبل بدء التسليمات، فأصبح سعر الطراز الذي يقطع مسافة تصل إلى 830 كلم يصل إلى 259,500 يوان بعد الخصم. كما عرضت الشركة للمشترين دعماً بقيمة 8,000 يوان لتأمين السيارة، بالإضافة إلى قرض بدون فوائد لمدة خمس سنوات يوفّر ما يعادل 20,000 يوان.
كما ستبدأ تسلا هذا الشهر بتسليم نسخة موديل Y L ذات الستة مقاعد، والمُسعّرة عند 339,000 يوان — أي أعلى بنحو 30% من الإصدار الأساسي. وتأتي السيارة ببطارية عالية الأداء من LG Energy Solution، فيما تُعدّ أهم تحديث لطرازاتها المصنعة في الصين حتى الآن.
يُذكَر أن مصنع تسلا الضخم في شنغهاي، الأكبر على مستوى العالم، يركّب حالياً فقط طرازَي موديل 3 وموديل Y.
نُشر هذا المقال أصلاً في South China Morning Post عام 2025.