تشتد المعارك على بوكروفسك وبوتين يستعرض أسلحة تعمل بالطاقة النووية

معارك يائسة حول بوكروفسك وميرنوغراد

تتلاحم القوات الروسية والأوكرانية في معارك حاسمة للسيطرة على بلدتي بوكروفسك وميرنوغراد شرقي اوكرانيا، اللتين تعتبرهما موسكو بوابة نحو ما تبقى من أراضي منطقة دونيتسك غير المحتلة.

قال فاليري غيراسيموف، رئيس الأركان الروسي، يوم الأحد، للرئيس فلاديمير بوتين إنّ الجيشين الـ2 والـ51 للواء المشترك «يتقدمان على محاور متقاربة» وإنهما «أكتملا طوق العدو» في بوكروفسك وميرنوغراد. وأضاف أن نحو 5,500 من القوات الأوكرانية، بينهم وحدات منعزلة من القوات المحمولة جواً والوحدات البحرية المتخصصة، قد حوصرت.

غير أن مراسلين عسكريين روساً قلّلوا من هذه الادعاءات؛ فحساب «مخبر عسكري» على تلغرام قال لمتابعيه (حوالي 621,000) إن «لا وجود فعلي لحصار»، مشيراً إلى أن طرفي محاولتي الكماشة لا يزالان «على بعد عدة كيلومترات» عن بعضهما. وفي اليوم ذاته نفى القائد العام للقوات الأوكرانية أوليكساندر سيرسكي صحة هذه المزاعم، مؤكداً أن تصريحات الدعاية الروسية بشأن «حجز» قوات الدفاع الأوكرانية في بوكروفسك وكيبانسك «لا تتطابق مع الواقع».

ورأى مراسل عسكري روسي أيضاً أن احتمال وجود آلاف الجنود الأوكرانيين محاصرين «يبقى بعيداً جداً». وأضاف أن طبيعة القتال تغيرت: «إذا كانت المعارك الحضرية سابقاً تمثّل مطحنة لحم تقليدية صراعاً راساً مقابل رأس، فإنها الآن تُدار بواسطة مجموعات صغيرة من المشاة مدعومة بالآلاف من الطائرات المسيرة».

أظهرت لقطات جغرافية دخول مجموعات روسية معزولة إلى غرب ووسط بوكروفسك في 23 أكتوبر، إلا أنها لم تسيطر على مناطق داخل المدينة بل استقرت في مواقع تمهيدية بانتظار تعزيزات. وقال المائة العام للقوات الأوكرانية إن الوضع حول بوكروفسك «يبقى صعباً»، وقدّر تسلل نحو 200 عنصر روسي إلى المدينة، في حين تقوم وحدات الدفاع بأعمال تخريبية تمنع القوات الروسية من ترسيخ موطئ قدم دائم.

يقرأ  دومينيك سوبوسزلاي يقود ليفربول لإسقاط أرسنال فيما يتعثّر مانشستر سيتي مجدداً — أخبار كرة القدم

المرتفعات المتحركة في الجبهة

لا تزال الجبهة حول بوكروفسك ديناميكية؛ فقد أبلغ المراقب العسكري الأوكراني قنسطنطين ماشوفِتس أن القوات الأوكرانية نجحت في نصب كمائن لمواقع خلفية روسية في قرية سوخيتسكي شمال‑شرق بوكروفسك، مما يبرز هشاشة خط التماس. وقال ماشوفِتس إن «مجموعات المشاة الصغيرة الروسية في بعض المواقع بدأت تتقاطع مع نظيراتها الأوكرانية بشكل متكرر ومفاجئ، حتى قبل استقرارها أو أثناء تحركها لتعزيز وتعبئة مجموعات الهجوم مباشرة».

ورأى موقع الأخبار العسكرية الموالي للكرملين «ريبار» أن وفرة الطائرات المسيرة في الأجواء تجعل تحرك أي تجمعات كبيرة من المشاة أمراً شديد الخطورة، ما يؤدي إلى «اختلاط مواقع الطرفين» ويمنع وجود خط جبهة واحد واضح ويعقّد تحديد حدود مناطق السيطرة.

قدّم ماشوفِتس تقديراً بأن الجيش الثاني المشترك، الذي وصفه بـ«القوة الرئيسية الضاربة»، تلقى تعزيزات تتراوح بين 6,000 و10,500 جندي من قطاعات أخرى من الجبهة قبل الهجوم الأخير الذي انطلق منتصف أكتوبر. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مساء الإثنين: «الانتباه الخاص متركز على بوكروفسك والمناطق المجاورة. هناك ركّز المحتل أكبر قواته الهجومية؛ فبوكروفسك هي هدفهم الرئيسي».

اوكرانيا تضرب مرافق طاقة روسية

كرر زيلينسكي أن هدفه إرجاع الحرب إلى الأراضي الروسية، وقد أدت الطائرات المسيرة بعيدة المدى والصواريخ المجنحة هذه المهمة خلال الأسبوع الماضي. في 23 أكتوبر ضربت أوكرانيا مصفاة ريازان للمرة الخامسة هذا العام، ما أشعل حريقاً في وحدة تقطير النفط الخام، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت 139 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

وقال حاكم منطقة لينينغراد إن «عدة» طائرات مسيرة أسقطت يوم السبت من دون أن تتسبب بخسائر أو أضرار. وأفاد حاكم شبه جزيرة القرم المسيطر سيرغي أكسونوف بأن أوكرانيا ضربت خزان وقود وزيوت تشحيم في سمفيروبول يوم الأربعاء.

يقرأ  ميركوري كوجر 1968 — تصميم فاستباك فريد من نوعه

ادعاءات بوتين بشأن أسلحة «لا مثيل لها»

تغيّر خطاب مسؤولين روس مؤيدين لمبادرات التفاوض بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وبوتين، بعد أن ألغى ترامب قمة مع بوتين وفرض عقوبات على عمالقة النفط الروس لوك أويل وروسنفت الأسبوع الماضي. وكتب ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أن «الولايات المتحدة عدوّنا، وساعي السلام الثرثار أصبح الآن على خط المواجهة ضد روسيا»، مضيفاً أن ترامب صار «متماشياً بالكامل مع أوروبا المجنونة».

أعلن بوتين أمام محاربين قدامى يوم الإثنين نجاح تجربة إطلاق طوربيد نووي مزود بالطاقة النووية يُدعى «بوسيدون»، ويُزعم أنه قادر على إحداث موجات إشعاعية تستهدف المناطق الساحلية. وتُذكَر تقارير أن مدى «بوسيدون» يصل إلى 10,000 كيلومتر ويبلغ سرعته نحو 185 كم/س. وقال بوتين، كما عهدنا من عروض الأسلحة الروسية السابقة، «لا شيء مثله في العالم، ومن غير المرجح أن يظهر له منافسون قريباً، ولا توجد وسائل اعتراض حالية».

قال رئيس لجنة الدفاع في الدوما أندريه كارتابولوف إن «بوسيدون قادر على شل دول بأكملها». قبل ذلك بثلاثة أيام أعلن بوتين نجاح تجربة صاروخ مجنّح نووي آخر يُدعى «بوريفيستنيك»، وهو أيضاً يعمل بالطاقة النووية، واصفاً إياه بأنه «سلاح فريد لا يملكه أحد غيرنا».

في نوفمبر 2024 أطلق النظام الروسي صاروخاً باليستياً متوسط المدى فرط‑صوتي نووي القدرات أُطلق عليه اسم «أورِشنيك» لضرب مصنع أوكراني في دنيبرو، وقال بوتين يوم الثلاثاء إنه سينشر «الأورِشنيك» في بيلاروسيا بحلول ديسمبر. كما اختبرت روسيا صاروخاً بين‑قاريّاً جديداً يدعى «سارمات» في بحر اليابان، ووصفه بوتين بأنه غير جاهز للخدمة العملية بعد. لم تُتحقق هذه التجارب بصورة مستقلة، ولا يتضح إن كانت هذه الأسلحة جاهزة للقتال أو قابلة للإنتاج بكميات كبيرة.

يقرأ  هجوم روسي على قرية يقتل عشرين شخصًا، بحسب زيلينسكي

في 22 أكتوبر أجرت موسكو تمريناً روتينياً للقوة الاستراتيجية أرسل خلاله قاذفات بعيدة المدى من طراز تو‑22 إم3 فوق بحر البلطيق، مقدمّة ذلك كردّ على ما وصفته بالعدوان الغربي. من جهته، قال ترامب يوم الإثنين إنه يفضّل أن يركّز بوتين على إنهاء الحرب: «لا أعتقد أن ما يقوله بوتين مناسب؛ يجب أن تنهي الحرب التي كان من المفترض أن تستغرق أسبوعاً والتي دخلت الآن عامها الرابع… هذا ما ينبغي أن تفعله بدلاً من اختبار الصواريخ». لم تقدم أي نص للترجمة. الرجاء إرسال النص الذي تريد إعادة صياغته وترجمته حتى أتمكن من المتابعة.

أضف تعليق