تصادم جديد بين كمبوديا وتايلاند ماذا عن الحروب الأخرى التي زعم ترامب أنها «انتهت»؟

اندلاع قتال مميت بين تايلاند وكمبوديا يهدد اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه ترامب

اندلعت اشتباكات دامية مجدداً بين جنود من تايلاند وكمبوديا بعد أسابيع من توقيع الجانبين اتفاق لوقف إطلاق النار في ماليزيا بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأدت الاشتباكات التي تجددت يوم الاثنين إلى مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً وتشريد آلاف من المدنيين من الجانبين، مع استمرار القتال لليوم الثاني على التوالي.

خلفية موجزة
– قبل تدخل ترامب لوساطة اتفاق وقف إطلاق النار كانت موجة قتال استمرت خمسة أيام في يوليو أودت بحياة نحو 50 شخصاً وأجبرت نحو 300 ألف على النزوح.
– منذ الإعلان عن اتفاق وقف متعدد المراحل في أكتوبر، وُثّقت انتهاكات، من بينها مقتل أكثر من 400 فلسطيني، فيما واصلت أعمال العنف في عدة مناطق رغم الوساطات.

ما نص عليه اتفاق كوالالمبور المشترك؟
الاتفاق الذي تم التفاوض عليه بمساندة ماليزيا والولايات المتحدة تضمن بنوداً أساسية تهدف إلى خفض التصعيد العسكري، من بينها سحب الأسلحة الثقيلة وإزالة الألغام على طول الحدود تحت إشراف رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). كما شمل الاتفاق وقفاً لحروب المعلومات عبر الإنترنت التي غذّت التوتر بين البلدين. ومع ذلك، استؤنفت جولات عنف متقطعة منذ أكتوبر ورافقها اتهامات متبادلة، حتى أن تايلاند أعلنت الشهر الماضي تعليق تنفيذ بعض بنود الاتفاق بعد إصابة جندي بانفجار لغم أرضي.

تحليلات وتداعيات محتملة
يرى محللون أن اتفاق وقف النار كان هشاً ومن دون قواعد إنفاذ قوية. فيراك أو، مؤسس مركز الأبحاث الكمبودي Future Forum، قال للجزيرة إن وقف إطلاق النار كان «مفروضاً» إلى حد ما تحت ضغط تهديدات فرض رسوم جمركية من إدارة ترامب. وأضاف أن المؤسسة العسكرية التايلاندية، وهي لاعب قوي في المشهد السياسي التايلاندي، لم ترحّب بتدخّل ترامب، وأن فرق المرقبة التابعة لآسيان لم تُمنح الموارد الكافية لتطبيق الاتفاق، في حين أن ارتفاع النزعات القومية في كلا البلدين زاد من تأجيج النزاع.

يقرأ  مراسلون بلا حدود: إسرائيل ظلت الأكثر مسؤولية عن قتل الصحفيين في ٢٠٢٥

قائمة الحروب والاتفاقات التي ينازع ترامب في نسبتها
أدرج الرئيس الأميركي نفسه عدداً من النزاعات التي قال إنه ساهم بوقفها أو تسهيل اتفاقات بشأنها، بينها:
– اشتباكات الحدود بين تايلاند وكمبوديا
– اتفاق بين أرمينيا وأذربيجان
– اتفاق بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية
– تهدئة بين إسرائيل وإيران
– الحرب على غزة (وصفها البعض بأنها إبادة جماعية)
– تهدئة بين الهند وباكستان
– تراجع التوتر بين مصر وإثيوبيا
– تسوية جزئية بين صربيا وكوسوفو

حيثيات وملاحظات إضافية
– بعض هذه الادعاءات محل خلاف أو نقاش؛ فدور ترامب في بعض الاتفاقات محل تقدير الأطراف المعنية، وفي حالات أخرى محل تشكيك. كما طالب ترامب بنفسه بجائزة نوبل للسلام عن ما وصفه بجهوده لإنهاء حروب.
– فيما يتعلق بقطاع غزة، لعبت الأسلحة الأميركية والدعم الدبلوماسي القوي لإسرائيل دوراً بارزاً في العمليات العسكرية، ومع ذلك يعتقد كثيرون أن ضغط ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان أعنف مما مارسه سلفه جو بايدن لإنهاء الحرب.
– الحرب بين إيران وإسرائيل في يونيو انتهت بتهدئة توسط فيها ترامب، بعد تبادل ضربات شملت استهداف منشآت إيرانية وعمليات أميركية ضد مواقع نووية إيرانية، وردّ إيران بضرب قاعدة أميركية كبرى في المنطقة قبل إعلان الهدنة.
– في مايو اندلع قتال جوّي محدود بين الهند وباكستان تخلله قصف قواعد عسكرية، وأعلن ترامب لاحقاً التوصل إلى هدنة بعد أربعة أيام، لكن باكستان علّقت امتنانها لدور أميركي بينما رفضت الهند نسبة دور فعّال للرئيس الأميركي.
– انتهاء التوتر بين كمبوديا وتايلاند جاء بعد اتصالات مباشرة من ترامب، وتوسط ماليزي ووفد مفاوض صيني؛ وحتى الآن، كمبوديا فقط هي التي عبّرت عن شكرها لترامب رسمياً.
– اتفاق وقع بين صربيا وكوسوفو في 2020 خلال ولاية ترامب ساهم في تهدئة نسبيّة لكن التوترات مستمرة.
– ادعاء ترامب بإنهاء حرب بين مصر وإثيوبيا لا يتطابق مع حقيقة وجود نزاع مسلّح؛ التوتر معظمه حول سدّ النهضة وإدارة مياه النيل.
– في يونيو، توسط ترامب أيضاً في اتفاق بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية لكن وقف النار هش، واتهمت الكونغو رواندا مؤخراً بانتهاك بنود الاتفاق.
– وفي أغسطس أشرف ترامب على اتفاق بين أرمينيا وأذربيجان في البيت الأبيض يفترض أن يضع حداً لصراع مستمر منذ تفكك الاتحاد السوفييتي، لكن في مقابلة لاحقة ارتكب ترامب خطأً محرجاً حين قال إنه أنهى حرباً بين أذربيجان وألبانيا.

يقرأ  طموح الهند الأولمبي في دائرة الضوء مع بدء الاستعدادات لألعاب الكومنولث — أخبار الأولمبياد

الخلاصة
الهدنة التي جرى التوصل إليها بوساطة دولية وإقليمية ما تزال هشة. غياب آليات مراقبة فعّالة، والتجاذبات السياسية الداخلية، وصعود الخطاب القومي في البلدين، كلها عوامل قد تفضي إلى فشل الاتفاق واندلاع موجات عنف أشدّ وذو تبعات إنسانية وسياسية أوسع.

أضف تعليق