تعطلت الحكومة الأمريكية بعد فشل مجلس الشيوخ في تمرير مشروع قانون الإنفاق أخبار سياسية

أغلقت الحكومة الأمريكية جزئياً بعد فشل المحاولات الأخيرة من قِبَل أعضاء الكونغرس لتمرير مشروع إنفاق مؤقت.

انتهت صلاحية التمويل الذي يبقي الإدارة الفيدرالية عاملة في تمام الساعة 00:01 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (04:01 بتوقيت غرينتش) صباح الأربعاء، بعد أن رفض سيناتورات ديمقراطيون وجمهوريون مقترحات بدائل مؤقتة.

قصص موصى بها

على الرغم من أن الحكومة الأمريكية توقفت جزئياً أكثر من اثنتيْنَ وعشرَ مرّة منذ عام 1980، فإن تهديدات الرئيس دونالد ترامب باستخدام انقضاء التمويل كذريعة لتقليص الجهاز العام بشكل دراماتيكي أثارت مخاوف من أن يكون أثر هذا الإغلاق أكبر من الإغلاقات السابقة.

قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض يوم الثلاثاء إنه قد يستغل فترة الإغلاق لاتخاذ إجراءات ستكون «ضارة» للديمقراطيين. وأضاف: «يمكننا أن نفعل أشياء خلال الإغلاق تكون لا عودة فيها، وتكون سيئة بالنسبة إليهم ولا يستطيعون عكسها، مثل إقصاء أعداد هائلة من الناس، وقطع أمور يحبونها، ووقف برامج يفضلونها»، وتابع أن «الكثير من الخير» قد ينجم عن إغلاقات الحكومة.

الرئيس دونالد ترامب يتحدث أمام مجموعة من كبار القادة العسكريين في قاعدة مشاة البحرية كوانتيكو في فرجينيا، 30 سبتمبر 2025 [إيفان فوكي/أسوشيتد برس]

هذا الإغلاق، الأول من نوعه منذ 2018، يعني أن بعض الخدمات الحكومية المصنفة على أنها غير أساسية ستتوقف، بما في ذلك صدور بيانات اقتصادية رئيسية والموافقة على قروض للأعمال الصغيرة.

سيظل العاملون في الوظائف الأساسية، مثل عناصر إنفاذ القانون والعسكريين ومراقبي الحركة الجوية، في مواقع عملهم لكن دون أجر طوال مدة الإغلاق.

ستستمر مخصصات الضمان الاجتماعي وبرامج المساعدة الغذائية في الصرف.

خلال الإغلاقات السابقة وُضع مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين في إجازات مؤقتة وتلقوا أجورهم المتأخرة عند عودتهم إلى العمل، غير أن ترامب هدد هذه المرة بأنه قد يفصل «الكثير من الناس».

يقرأ  إسرائيل تُقرّ مخططات البناء المثيرة للجدل في منطقة إي‑1 بالضفة الغربية

وقال: «وهم ديمقراطيون؛ وسيظلون ديمقراطيين».

وصف ريتشارد بينتر، كبير محامي أخلاقيات البيت الأبيض في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، التهديدات بأنها «نمطية من أساليب ترامب الانتهازية». وأوضح لبالجزيرة أن «تهديده بطرد موظفين في القطاع الفيدرالي إذا وقع إغلاق أمر موصوف، وبعض ما يهدد به قد يكون في امكانية تنفيذه، لكن الكثير منه غير مخول به من قِبل الكونغرس، بما في ذلك فصل موظفين محميين بقوانين الخدمة المدنية».

يأتي إغلاق يوم الأربعاء بعد أسابيع من الجدل بين الديمقراطيين والجمهوريين حول كيفية إبقاء حكومية مفتوحة.

رفض الديمقراطيون في مطلع الشهر مشروع قانون مؤقت صاغه الجمهوريون لتمديد التمويل لتسعة أسابيع إضافية، معتبرين أن الإجراء يجب أن يتضمن بنوداً لتوسيع التغطية الصحية، بما في ذلك تمديد إعانات قانون الرعاية الميسّرة (أوباما كير) التي ستنتهي قريباً، وإلغاء تخفيضات برنامج ميديكيد المدرجة في قانون ترامب المُسمى «قانون مشروع واحد جميل وكبير».

جادل الجمهوريون بأن قضايا مثل الرعاية الصحية يجب أن تُعالج بصورة منفصلة في مفاوضات عابرة للحزبين لاحقاً.

في محاولة أخيرة لتفادي الإغلاق يوم الثلاثاء، فشل الجمهوريون في مجلس الشيوخ في تمرير مشروع مؤقت كان سيمد التمويل حتى 21 نوفمبر نتيجة تصويت 55 مقابل 45.

صوّت اثنان من الديمقراطيين، جون فيترمان من بنسلفانيا وكاثرين كورتيز ماسّو من نيفادا، إلى جانب أنغس كينغ، المستقل من مين، مع الجمهوريين لدفع المشروع قُدُماً، الذي كان يتطلب 60 صوتاً للتمرير.

السيناتور راند بول من كنتاكي، المعروف بمواقفه الليبرتارية، انضم إلى الديمقراطيين في معارضة المشروع.

وبدورهم رفض الجمهوريون مشروع القانون الديمقراطي الذي كان سيمد التمويل حتى نهاية أكتوبر ويزيد الإنفاق على الرعاية الصحية بأكثر من تريليون دولار؛ ذلك الاقتراح سقط بنتيجة 47 مقابل 53، دون أي تأييد جمهوري.

يقرأ  إزالة جدارية بانكسي التي تُصوّر قاضياً بريطانياً وهو يضرب محتجّاً من جدار محكمة بلندن — أخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

قال جيرالد إبستين، المدير المشارك لمعهد أبحاث الاقتصاد السياسي بجامعة ماساتشوستس-أمهيرست، للجزيرة: «أظن أنه من المستحيل التنبؤ بما سيفعله ترامب». وأضاف: «هل سيستسلم الديمقراطيون؟ على الأرجح ليس في الوقت القريب».

بعد فشل التصويتين، تبادل الجمهوريون والديمقراطيون الاتهامات بشأن الجمود السياسي.

قال الزعيم الديمقراطي لأقلية مجلس الشيوخ تشاك شومر: «الجمهوريون يجروننا إلى إغلاق حكومي بدل أن يصلحوا أزمة الرعاية الصحية التي صنعوها».

واتهم زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز الجمهوريين بأنهم صوتوا لإلحاق الضرر بالأمريكيين العاديين.

واستمرت الاتهامات بعد انقضاء المهلة منتصف الليل، حيث حمل شومر «الإغلاق الجمهوري» مسؤولية فشل الحزب في حماية الرعاية الصحية الأمريكية، وقال: «سنواصل الكفاح من أجل الشعب الأمريكي».

نشر البيت الأبيض على وسائل التواصل الاجتماعي كلمتين هما: «إغلاق ديمقراطي» فوق صورة لساعة عدٍّ تنازلي تدل على صفر.

في مقابلة سابقة مع فوكس نيوز، أعرب زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ جون ثيون عن أمله في أن يعبر عدد كافٍ من الديمقراطيين إلى الجانب الآخر لتمرير مشروع «نظيف» لحزبه في تصويت لاحق يوم الأربعاء. وقال: «كل هذا كان غير ضروري. كل ذلك طُبِّق لإرضاء القاعدة اليسارية لدى حزبهم».

بما في ذلك انقضاء التمويل الحالي، أُغلقت الحكومة الأمريكية 15 مرة منذ عام 1980، وفقاً لمركز السياسة الثنائية.

أطول إغلاق في تاريخ الولايات المتحدة، الذي امتد 34 يوماً، حدث في أواخر 2018 وبدايات 2019 خلال الولاية الرئاسية الأولى لترامب.

أضف تعليق