تعويض قدره عشرة ملايين دولار لمعلم أمريكي أصيب بطلق ناري أطلقه تلميذ يبلغ من العمر ست سنوات

قضت هيئة محلفين في ولاية فرجينيا، الولايات المتحدة، بمنح 10 ملايين دولار كتعويض لمعلمة سابقة أُصيبت بطلق ناري داخل فصل للصف الأول الابتدائي على يد تلميذ يبلغ من العمر ست سنوات.

آبي زورنر (28 عاماً) أصيبت في يناير 2023 أثناء جلوسها عند طاولة القراءة داخل فصلها، وتعرّضت لإصابات تهدد الحياة. أمضت نحو أسبوعين في المستشفى خضعت خلالها لست عمليات جراحية، وما تزال تعاني من فقدان الاستخدام الكامل ليدها اليسرى؛ الرصاصة التي أطلقها الطفل كادت تصيب قلبها ولا تزال عالقة في صدرها.

في الدعوى المدنية التي رفعتها، طالبت زورنر بتعويض قدره 40 مليون دولار ضد إيبوني باركر، نائبة مدير مدرسة ريتشنك الابتدائية في مدينة نيوبورت نيوز بولاية فرجينيا. وخلصت هيئة المحلفين الخميس إلى قبول أقوال زورنر بأن باركر تجاهلت تحذيرات متكررة من موظفي المدرسة بأن التلميذ كان يحمل سلاحاً داخل حقيبته.

قالت محامية زورنر، ديان توسكانو، إن الحكم يبعث برسالة مفادها أن ما جرى داخل المدرسة «خطأ ولن يتم التسامح معه، وأن السلامة يجب أن تكون أولوية قصوى في المدارس». وأضافت المحامية أن من واجب نائبة المدير أن تأخذ مثل هذه التحذيرات على محمل الجد وأن تحقق فيها بجدية، قائلة: «من كان يظن أن طفلاً في السادسة سيحضر سلاحاً إلى المدرسة ويطلق النار على معلمته؟ هذا احتمال كان عليها أن تفترضه وتستقصي عنه».

باركر لم تدلِ بشهادتها أثناء المحاكمة. أما والدة التلميذ فقد أُدينت بتهمة الإهمال وقضايا متعلقة بالأسلحة وحُكم عليها بالسجن لأربع سنوات، بينما لم تُوجه تهم جنائية ضد الطفل. وأفاد التحقيق أن الطفل وصل إلى مسدس والدته داخل حقيبتها الموضوعة على خزانة، بعدما صعد إلى درج للوصول إليها.

دعت منظمات مناصرة للحد من عنف الأسلحة إلى تشديد القواعد المتعلقة بتخزين الأسلحة في المنازل التي يعيش فيها أطفال، مشيرةً إلى أن غالبية منفذي حوادث إطلاق النار المدرسية يحصلون على أسلحتهم من منازلهم أو من أقاربهم — فتبين أن نحو 76% من منفذي حوادث إطلاق النار في المدارس استمدوا أسلحتهم من مصادر داخلية. كما دعت منظمات مثل Newtown Action Alliance إلى الضغط على المشرعين لدعم ما يُعرف بقانون «إيثان» الذي يهدف إلى تشديد معايير التخزين الآمن.

يقرأ  تجريد الرئيس المقال في مدغشقر من جنسيته

بعد الحادثة، تركت زورنر وظيفتها في المنطقة التعليمية وأعلنت أنها لا تنوي العودة إلى التدريس، وتحولت منذ ذلك الحين إلى مهنة التجميل وحصلت على ترخيص لمزاولتها. وفي حين أن حوادث وصول الأطفال الصغار إلى أسلحة غير مؤمّنة داخل المنازل شائعة نسبياً في الولايات المتحدة، فإن حوادث إطلاق النار في المدارس التي يرتكبها أطفال دون سن العاشرة تبقى نادرة نسبيًا؛ فقاعدة بيانات أعدها الباحث الأمريكي ديفيد ريدمان تشير إلى نحو خمسة عشر حادثة من هذا النوع مسجلة منذ سبعينيات القرن الماضي.

الحكم الذي صدر يسلط الضوء على تساؤلات حول مسؤولية إدارة المدرسة وإجراءات السلامة، وعلى الحاجة إلى سياسات أقوى لحماية التلاميذ والمعلمين على حد سواء، ويدعو إلى مراجعة ممارسات التخزين والإبلاغ داخل المجتمعات. ď

أضف تعليق