تغيّر المناخ زاد من حدة موجات الحر في الهند عام 2024

نيكيتا ياداف — بي بي سي، دلهي

واجهت الهند في السنوات الأخيرة موجات حرّ أشد وتكراراً مما كانت عليه سابقاً.

تشير دراسة جديدة نُشرت في مجلة ذا لانسيت الطبية إلى أن نحو ثلث أيام موجات الحرّ التي شهدتها الهند في 2024 كانت نتيجة مباشرة للتغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية. وسجلت الهند معدلاً يقارب 19.8 يوماً من موجات الحرّ خلال العام الماضي، منها 6.6 يومًا لم تكن لتقع لولا التأثيرات البشرية على المناخ.

وقدّر التقرير أن التعرض للحرارة في 2024 أدى إلى فقدان نحو 247 مليار ساعة عمل محتملة، غالبيتها في قطاعات الزراعة والبناء، ما يُعادل خسائر اقتصادية تقارب 194 مليار دولار (151 مليار جنيه إسترليني).

على الرغم من أن موجات الحرّ ليست بالجديدة على الهند، فإن تكرارها وشدتها ارتفعا بثبات خلال العقود القليلة الماضية نتيجة ارتفاع درجات الحراره العالمية. والتعرض المطوّل إلى حرارة قصوى له انعكاسات خطيرة على الصحة؛ إذ قد يتجاوز قدرة الجسم على تنظيم حرارته، ما يزيد مخاطر الجفاف، والإجهاد الحراري، والاضطرابات القلبية الوعائية، والوفاة — خصوصاً بين كبار السن والرضع والعاملين في الهواء الطلق.

يحذر تقرير “لانست كاونتداون 2025” — الذي يتتبع آثار التغير المناخي على الصحة ويُعد مرجعاً علمياً أساسياً في هذا المجال — من أن مخاطر الصحة العامة الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة العالمية أصبحت أشد من أي وقت مضى. فقد سُجل العام الماضي 152 حدثاً جويّاً متطرفاً حطم الأرقام القياسية عبر 61 دولة، وتبدو موجات الحرّ المهدّدة للحياة أكثر شدة مما كان يُتوقع في السابق.

قال جيريمي فارار، مساعد المدير العام لبرامج تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض والرعاية في منظمة الصحة العالمية: “أزمة المناخ هي أزمة صحية. كل جزء من الدرجة في الاحترار يكلف أرواحاً وسبل عيش”. وأظهر التقرير أن الوفيات المرتبطة بالحرّ زادت بنسبة 23% على مستوى العالم منذ التسعينيات، بمعدل يقارب 546 ألف وفاة سنوياً في المتوسط.

يقرأ  السلطات: مهاجم مدرسة مينيابوليس مهووس بفكرة قتل الأطفال

جودة الهواء

أشار التقرير أيضاً إلى تدهور جودة الهواء في الهند خلال السنوات الماضية. مع حلول فصل الشتاء تتحول نوعية الهواء في سهول الهندوغانج إلى مستويات سامة، وفي هذا العام ظلت الجودة تصنف بين “سيئة” و”سيئة جداً” — وفي أحيانٍ وصلت إلى خانة الخطرة — لفترة تقارب الشهر. وذكر التقرير أن 1.7 مليون وفاة في 2022 كانت نتيجة للتلوث الجوي، لا سيما جزيئات PM2.5 الدقيقة التي تُسبّب سلسلة من الأمراض الخطيرة؛ وساهمت الانبعاثات الضارة من حرق الوقود الأحفوري بنسبة 44% من هذه الوفيات.

كما لفت الانتباه إلى الاعتماد الكبير على الوقود الحيوي مثل الخشب وروث المواشي وبقايا المحاصيل للطهي، والذي يستمر في اقتناص آلاف الأرواح بصمت عبر البلاد — خصوصاً بين النساء والأطفال في المناطق الريفية.

صدر التقرير تمهيداً لقمة كوب30 المزمع عقدها في البرازيل الشهر المقبل.

تابعوا بي بي سي نيوز الهند على إنستغرام، يوتيوب، إكس وفيسبوك.

أضف تعليق