تفجير الزوارق الفنزويلية لن يوقف تدفق المخدرات

قوات عسكرية أميركية قتلت ما لا يقل عن 21 شخصًا في غارات استهدفت قوارب صغيرة قبالة سواحل فنزويلا، وادعت أنها كانت متورطة في تهريب المخدرات.

رئيس الولايات المتحدة برر تلك الضربات بالقول إن بلاده في “نزاع مسلح” مع عصابات المخدرات، وتعهد بـ”تدمير الإرهابيين الفنزويليين وشبكات التهريب”.

مع ذلك، يختلف تركيزه على فنزويلا مع الحقائق الميدانية: تشير بيانات أميركية وكولومبية وتصريحات الأمم المتحدة إلى أن الغالبية العظمى من الكوكايين يُنتج ويُهرّب من بلدان أخرى في أميركا اللاتينية، بينما لا تلعب فنزويلا دورًا في توريد الفنتانيل، بحسب خبراء.

هنا ملخص لكيفية وصول هذين المخدرين إلى الولايات المتحدة.

في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي كان الكاريبي المسار الرئيسي لتهريب الكوكايين إلى الولايات المتحدة. اليوم انتقلت معظم هذه الحركة عبر المحيط الهادئ.

ومع ذلك، ما زال الكاريبي يمثل ممرًا عبورياً؛ وبعض دول المنطقة تقول إن زيادة الوجود العسكري الأميركي في البحر دفعت المهربين إلى اللجوء إلى نقل بضائعهم جواً عبر المنطقة.

في السنوات الأخيرة، نادراً ما ذكر كبار المسؤولين الأميركيين الكوكايين كأولوية؛ فقد انصب تركيزهم على الفنتانيل، المادة المرتبطة بأزمة وفيات بسبب الجرعات الزائدة على المستوى الوطني.

فنزويلا تكاد لا تلعب أي دور في إنتاج أو تهريب الفنتانيل؛ فالمادة تُصنَع تقريبًا في المكسيك باستخدام مواد كيميائية مستوردة من دول آسيوية، من بينها الصين، وفق إدارة مكافحة المخدرات الأميركية ووزارة العدل وخدمة الأبحاث بالكونغرس.

وصف الرئيس القوارب التي دمرتها القوات الأميركية قبالة السواحل بأنها كانت تحمل كمية من المخدرات تكفي لقتل عشرات الآلاف من الأميركيين، دون أن يحدد نوع هذه المخدرات.

المصدر: إدارة مكافحة المخدرات الأميركية
المنشأ: صحيفة نيويورك تايمز

أحيانًا يُخلَط الكوكايين بالفنتانيل، لكن الخبراء يشيرون إلى أن هذا الخلط يحدث في الغالب بعد وصول كلا المركبين إلى الأراضي الأميركية.

يقرأ  هل تقبل حماس تسليم أسلحتها ضمن صفقة لوقف إطلاق النار في غزة؟أخبار الصراع الفلسطيني—الإسرائيلي

تتحكم كارتلات مكسيكية، بما في ذلك جماعات صنفتها الولايات المتحدة على أنها منظمات إرهابية، في غالبية طرق عبور المخدرات مثل الفنتانيل والكوكايين والميثامفيتامين عبر الحدود؛ وتدخل المواد في الغالب عبر البر، وأحيانًا مخفية في سيارات أو شاحنات، لا عن طريق البحر.

ضغطت إدارة ترمب على حكومة المكسيك للقيام بمزيد لوقف دخول المخدرات إلى الأراضي الأميركية، لكن دبلوماسيين سابقين ومحللين إقليميين يرون أن ضروب القوارب قبالة فنزويلا تبدو أنها تخدم غرضًا مختلفًا.

يقترح بعض المراقبين أن الهدف قد يكون الضغط على رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، أو إنهاء حكمه نهائيًا؛ وقد وصفه مسؤولون من إدارة ترمب بأنه زعيم غير شرعي واتهموه بإدارة شبكة إتجار، بينما ينفي مادورو أي علاقة بتجارة المخدرات.

بغض النظر عن النتائج في فنزويلا، يرى هؤلاء الخبراء أن الضربات من غير المرجح أن تغيّر مسار تدفّق المخدرات الفتاكة التي تغذي الأزمة الأميركية.

جيمس ستوري، السفير الأميركي لدى فنزويلا بين 2018 و2023، قال إنه حتى لو حققت الولايات المتحدة نجاحًا محدودًا، فسيعيد المهربون تنظيم صفوفهم.

وأضاف أن استخدام القوة العسكرية لتدمير قوارب تهريب صغيرة يشبه “استخدام شعلة حارقة لطهي بيضة” — تشبيه يبيّن عدم تناسب الوسيلة مع الهدف، ويفقد العملية الكثير من الفعالية باعتبارها استراتيجية طويل ة الأمد.

أضف تعليق