توقُّع فوز ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك

يبدو أن زهران مامداني، البالغ من العمر 34 عاماً، قد فاز في السباق المتوقع لرئاسة مدينة نيويورك، في انتخابات حرّكت ناخبين شباباً وأفتتحت نقاشاً واسعاً حول اتجاه الحزب الديمقراطي في المستقبل.

ولد مامداني في أوغندا وينتمي للحزب الديمقراطي؛ تفوّق على الحاكم السابق نيويورك أندرو كومو، الذي خاض التنافس كمستقل، ليصبح أصغر شخص يتولى قيادة أكبر مدن الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن.

وهو يقدّم نفسه كاشتراكي ديمقراطي، وجعل من قضية القدرة على تحمل تكاليف المعيشة محور حملته، متعهداً بتوسيع البرامج الاجتماعية الممولة من ضرائب جديدة على أصحاب الدخول المرتفعة والشركات الكبرى.

لم يكن مامداني معروفاً على نطاق واسع كعضو في جمعية ولاية نيويورك إلى حين أن حملته اكتسبت زخماً على الإنترنت قبل بضعة أشهر، ما دفعه للفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي الصيف الماضي.

جذب ترشحه اهتماماً وطنياً واسعاً، حتى من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي هدّد قبل أيام من التصويت بحرمان المدينة من تمويلات فيدرالية إذا انتصر مامداني، واصفاً إياه بعبارات مثل «شيوعي».

يمثّل فوزه لحظة تاريخية أيضاً، إذ أصبح أول قائد لمدينة نيويورك من أصول جنوب آسيوية وأول مسلم يتبوأ هذا المنصب.

لكن تساؤلات عديدة ظلت تُطرح حول كيفية تمويل برنامجه الاجتماعي الطموح، ومدى قدرة سياسي بلا خبرة تنفيذية سابقة على إدارة شؤون المدينة في ظل إدارة فيدرالية عدائية، وكيف سيتعامل مع واشنطن في مثل هذه الظروف.

كما طرح انتصاره معضلة على المؤسسة الديمقراطية التي ترددت في منحه تأييدها الرسمي.

من جهة أخرى، حقق الديمقراطيون المعتدلون انتصارات في انتخابات حكام الولايات ليلة الثلاثاء، حيث فازت النائبة أبيغيل سبانبرغر وميكي شيريل في سباقات أقيمت في فيرجينيا ونيوجرسي على التوالي، ما عزّز خيار التيار الوسطي داخل الحزب.

يقرأ  جيش الدفاع الإسرائيلي ينفذ عمليات في ضواحي مدينة غزة تمهيدًا لخطط احتلالها

كان مامداني المرشح الأوفر حظاً في سباق نيويورك، متقدِّماً بفارق كبير في استطلاعات الرأي على كومو والجمهوري كورتيس سليوا لأسابيع قبل يوم الانتخابات.

ومن شخصية كانت تُعد مجهولة قبل أشهر قليلة، نشأ مشهد غير متوقع؛ فالفنان السابق في مجال الهيب هوب والمستشار السكني صار المرشح الأبرز لقيادة مدينة تدير ميزانية ضخمة تبلغ 116 مليار دولار وتحت أنظار العالم.

ركّز النائب السابق في جمعية الولاية حملته على قضايا القدرة على تحمل الكلفة في واحدة من أغلى مدن البلاد، مع وعود بخدمات مثل رعاية أطفال شاملة، وحافلات أسرع ومجانية.

ورغم ذلك، تعرضت ترشّحه لانتقادات من قادة الأعمال وديمقراطيين وسطيين كثيرين لم يمنحوه تأييدهم، ومن بين من امتنع عن دعمه زميله النيويوركي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر.

استغل الجمهوريون الفوز المتوقع لمامداني لتصوير مستقبل الحزب الديمقراطي كحزب يميل إلى الاشتراكية؛ وقد كرّر الرئيس ترامب هجومه على مامداني وهدد مجدداً بقطع التمويل الفيدرالي عن المدينة في حال فوزه.

واستطاع مامداني الفوز رغم انسحاب عمدة نيويورك إريك آدامز من السباق بعد سلسلة من الفضائح، وهو انسحاب كان متوقعاً أن يعزّز فرص كومو، لكن الحسابات السياسية سارت في اتجاه آخر.

أضف تعليق