تونس تنفي استهداف قافلة غريتا ثونبرغ المتجهة إلى غزة بطائرة مسيّرة

صورة لجزء من «أسطول الصمود العالمي» قبالة سواحل ميناء سيدي بوسعيد في تونس.

نفى المسؤولون التونسيون مزاعم تعرض إحدى السفن المتجهة إلى غزة، والتي كانت تقل مساعدات ونشطاء مؤيدين للفلسطينيين من بينهم غريتا ثونبرغ، لهجوم بطائرة مسيَّرة. وأكد منظمو القافلة، «قافلة الصمود العالمية»، أن السفينة ذات العلم البرتغالي تعرضت لضربة بطائرة من هذا النوع وهي متوقفة قرب ميناء سيدي بوسعيد، مشيرين إلى أن جميع الركاب وأفراد الطاقم الستة كانوا بأمان.

من جهتها، قالت ناطقة باسم الحرس الوطني التونسي لوكالة فرانس برس إنه لم يتم رصد “أي طائرة مسيَّرة” وأن التحقيق لا يزال جارياً. وأفاد فحص أولي أن الانفجار بدا ناشئاً من داخل السفينة.

أوضح منظمو القافلة عبر منشورات وفيديوهات على إنستغرام أن “جهازاً حارقاً” تسبّب في اندلاع حريق على ظهر السفينة، إلا أن الطاقم تمكن من إخماده. ونقلت وسائل إعلام محلية عن متحدث باسم الحرس الوطني قوله لمحطة “موزاييك إف إم” إن تقارير الهجوم بطائرة مسيَّرة “لا أساس لها من الصحة”.

قالت المقرِّرة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمقيمة في تونس، فرانسيسكا ألبانيزي، والتي ظهرت أيضاً في فيديوهات القافلة، إن التأكد من وقوع هجوم سيكون بمثابة “اعتداء واعتداء على تونس وسيادتها”. وأضافت في منشور على منصة «إكس» أنها في ميناء سيدي بوسعيد وتحاول “استجلاء الحقائق مع السلطات المحلية”.

تجدر الإشارة إلى أن ألبانيزي كانت من أبرز المنتقدين للهجوم العسكري الاسرائيلي على غزة، وفرضت الولايات المتحدة عليها عقوبات في يوليو/تموز، وهو قرار رحّب به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووصفه بأنه “إجراء صارم ضد حملة التشويه الكاذبة” ضد اسرائيل.

أبحرت القافلة الإنسانية من برشلونة الأسبوع الماضي ووصلت إلى تونس يوم الأحد الماضي. وقد قال منظموها إن هدفهم “كسر الحصار غير القانوني على غزة”، لكنهم واجهوا عقبات عدة. ففي يونيو اقتحمت قوات إسرائيلية زورقاً كان يحمل مساعدات إنسانية إلى غزة واحتجزت 12 ناشطاً على متنه، من بينهم الناشطة السويدية ثونبرغ، ثم قامت بتوجيههم إلى ميناء أشدود قبل ترحيلهم من البلاد.

يقرأ  الضحية البريطانية الثالثة في حادث تلفريك لشبونة: رجل من جزيرة أنجلسي

وصفت السلطات الإسرائيلية محاولات إرسال المساعدات إلى غزة بأنها استعراضات دعائية لا تقدم مساعدة إنسانية حقيقية. وكانت هناك أيضاً ادعاءات سابقة عن هجمات بطائرات مسيَّرة على سفن مساعدات متجهة إلى غزة؛ فقد زعمت «قافلة الحرية» أن سفينتها «الضمير» أصابتها طائرة مسيَّرة في مايو قبالة سواحل مالطا. وتلقّت بي بي سي تسجيل نداء استغاثة من إحدى سفن القافلة، سجّله أحد أفراد طاقم ناقلة نفط مجاورة، حيث ظهر قائد سفينة القافلة وهو يبلغ عن ضربات بطائرات مسيَّرة وحريق على متن السفينة.

وقال حلفاء مالطيون إن جميع من كانوا على متن السفينة “تم التأكد من سلامتهم” وإن الحريق طُوِّق وتم السيطرة عليه خلال الليل.

في وقت سابق من الشهر الماضي، أكدت جهة مدعومة من الأمم المتحدة وجود مجاعة في غزة، وقال كبير المسؤولين الإنسانيين بالأمم المتحدة إنها النتيجة المباشرة لـ”العراقيل المنهجية” التي فرضتها اسرائيل على دخول المساعدات إلى القطاع. وصفت اسرائيل التقرير بأنه “كذبة مطلقة” وأنفت وجود حالة مجاعة في الإقليم.

في مارس فرضت اسرائيل حصاراً تامّاً شبه كامل لأكثر من شهرين على دخول الإمدادات إلى القطاع، قائلة إن بعضها يُستولى عليه من قبل حماس؛ ثم سمحت لاحقاً بدخول كميات محدودة من المساعدات بعد ضغوط دولية متزايدة. كما حاولت اسرائيل فرض نظام توزيع خاص بها عبر مؤسسة “مؤسسة غزة الإنسانية” المثيرة للجدل، والتي انتقدتها وكالات الإغاثة.

في حادثة سابقة عام 2010، قتل كوماندوز إسرائيلي 10 أشخاص أثناء اقتحامهم السفينة التركية «مافي مرمرة» التي كانت تقود أسطول مساعدات إلى غزة.

شنّت القوات الإسرائيلية حملة عسكرية واسعة في غزة رداً على هجوم قُيِّم على أنه بقيادة حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي أودى بحياة نحو 1200 شخص وأدى إلى خطف 251 آخرين. ووفقاً لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، فقد قُتل منذ ذلك الحين ما لا يقل عن 64,522 شخصاً جراء الهجمات الإسرائيلية.

يقرأ  ألمانيا وكندا تتعاونان بشأن المواد الخام الاستراتيجية

أضف تعليق