جائزة نوبل في الكيمياء: ثلاثُة علماء يُكرَّمون لإسهاماتهم في تطوير الأُطُرِ العضوية المعدنية

منحت جائزة نوبل في الكيمياء لسوسومو كيتاغاوا، وريتشارد روبسون، وعمر م. ياغي تقديراً لأعمالهم الرائدة في مجال الأُطُر المعدنية العضوية (MOFs).

يجادل علماء الثلاثة بأن ما أنجزوه قد يسهم في معالجة بعض أعظم تحديات كوكبنا، من التقاط ثاني أكسيد الكربون للتصدي لتغير المناخ إلى تقليص تلوث البلاستيك عبر حلول كيميائية مبتكرة.

قال البروفيسور كيتاغاوا عبر الهاتف في مؤتمر صحفي بعد إبلاغه بالخبر: «يشرفني ويسعدني للغاية، شكراً جزيلاً»، وأضاف مازحاً: «إلى متى عليّ أن أبقى هنا؟ لأنه لديّ اجتماع يجب أن أحضره».

سيقسم الفائزون الثلاثة مبلغ جائزة قدره 11 مليون كرون سويدي (نحو 872 ألف جنيه إسترليني).

تتعلق أعمالهم بكيفية تجميع الجزيئات لتشكيل هياكل معقدة أطلق عليها لجنة نوبل «العمارة الجزيئية». توصّلوا إلى بناء مركبات ذات فراغاتٍ واسعة بين الوحدات الجزيئية تسمح بمرور الغازات والمواد الكيميائية، فتتكوّن «غرف» يمكن استخدامها لاحتجاز وتخزين مواد يرغب البشر في التخلص منها، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أو ما يُعرَف بالمواد الكيميائية الدائمة (PFAS).

بدأ كل عالم منهم العمل على هذه البُنى بشكل مستقل في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. طلب البروفيسور روبسون من جامعته حفر ثقوب في أسطح طاولات المختبر ليثبت كرات خشبية تمثل الذرات على قضبانٍ خشبية تمثل الروابط الكيميائية، في نموذجٍ مرئي لتصميم الهياكل.

حتى الآن استُخدمت الأُطُر المعدنية العضوية على نطاقٍ محدود، لكن شركات عدة تدرس إمكانية إنتاجها تجارياً وبكميات ضخمة. من التطبيقات المحتملة تفكيك الغازات الضارة، بما في ذلك تلك المستخدمة في الأسلحة النووية، كما تختبر شركات إمكانية استعمالها لالتقاط ثاني أكسيد الكربون من محطات الطاقة والمصانع.

أُعلن الفائزون عن طريق الأكاديمية الملكية السوييدية للعلوم في مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة ستوكهولم.

يقرأ  متظاهرون مؤيدون لفلسطين يستهدفون تدريبات المنتخب الإيطالي قبل مواجهة إسرائيل في كأس العالم

يعمل البروفيسور كيتاغاوا في جامعه كيوتو باليابان، والبروفيسور ريتشارد روبسون في جامعة ملبورن بأستراليا، بينما يعمل البروفيسور عمر م. ياغي في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة.

ذكرت لجنة نوبل أن حافز البروفيسور كيتاغاوا كان مبدأ «منفعة اللامفيد»، مستلهمًا فلسفة الزُّهونغزِى (زوانغتسى) الصيني القديم الذي يرى أن الشيء الذي لا يبدُ مفيداً فوراً قد يكتسب قيمة لاحقاً.

وُلد البروفيسور ياغي في عمّان بالأردن ونشأ مع إخوته في غرفة واحدة بلا كهرباء أو مياه جارية، بحسب اللجنة. التقط الشغف بالبُنى الجزيئية ذات يوم في المدرسة، وعندما بلغ الخامسة عشرة سافر إلى الولايات المتحدة للدراسة.

في العام الماضي نال ديميس هسابيس، وجون جومبر، وديفيد بيكر جائزة نوبل لأعمالهم في البروتينات، وهي اللبنات الأساسية للحياة.

هذه هي جائزة العلوم الثالثة المُعلنة هذا الأسبوع: فاز يوم الثلاثاء جون كلارك وميشيل إتش. ديفورِيه وجون م. مارتينيس بجائزة نوبل في الفيزياء لأعمالهم في ميكانيكا الكمّ التي مهدت طريق الحاسوب الكمومي، وفي يوم الإثنين مُنحت جائزة الطب لثلاثة علماء عن أبحاثهم في كيفية مهاجمة الجهاز المناعي للعدوى الغازية؟

أضف تعليق