جامعة كاليفورنيا في بركلي تسلّم بيانات ١٦٠ موظفًا وطالبًا للحكومة الأمريكية وسط تصاعد الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

بيركلي ترسل قوائم بأسماء أعضاء هيئة تدريس وطلاب في تحقيق فيدرالي حول «معاداة السامية»

أفادت جامعة كاليفورنيا في بيركلي أنها زوّدت إدارة الرئيس الأمريكي بمعلومات تتجاوز 150 اسمًا من طلاب وأعضاء هيئة تدريس وموظفين، وذلك استجابةً لتحقيق اتحادي يركز على «حوادث مُزَعَمة من معاداة السامية» في الحرم الجامعية على مستوى البلاد. وأوضحت الجامعة أن نحو 160 اسمًا أُرسلت إلى مكتب الحقوق المدنية في وزارة التعليم، وأن الأفراد المعنيين أُخطروا بالأمر الأسبوع الماضي.

قال مكتب رئيس جامعة كاليفورنيا إن المؤسسة تخضع لرقابة هيئات فيدرالية وولائية، وأن حُرُم الجامعة تتلقى بانتظام طلبات مستندات في سياق مراجعات امتثال أو تدقيقات حكومية أو تحقيقات. وأكد متحدث باسم المكتب أنّ الجامعة ملتزمة بحماية خصوصية طلابها وأعضاء هيئة التدريس والموظفين إلى أقصى حد ممكن أثناء وفائها بالتزاماتها القانونية.

وأضافت الجامعة أن وزارة التعليم بدأت التحقيق قبل عدة أشهر وطالبت بالحصول على وثائق تتعلّق بكيفية تعاملها مع الشكاوى المرتبطة بما وُصِف بـ«حوادث معاداة السامية». ولم يصدر تعقيب فوري من الحكومة.

منذ ولايته الثانية هدد الرئيس ترامب بقطع تمويل اتحادي عن جامعات على خلفية احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين جرت في الربيع الماضي، واتهَمت إدارته بعض الجامعات بتسامح مع خطاب يُصنّفونه معادياً للسامية خلال تلك الاحتجاجات. من جانبهم، يقول ناشطون مناصرون للفلسطينيين، بينهم مجموعات يهودية، إن الحكومة تساوي خطأً بين نقد سياسات إسرائيل في حربها على غزة واحتلالها للأراضي الفلسطينية وبين معاداة السامية، كما تُسقط صفة «دعم حقوق الفلسطينيين» على أنها دعم للتطرّف.

أثار مختصون مخاوف بشأن حرية التعبير وضمانات الإجراءات والحرية الأكاديمية نتيجة تهديدات التخفيضات التمويلية، كما واجهت محاولات طرد طلاب أجانب شاركوا في الاحتجاجات عقبات قانونية. وصرح طالب دراسات عليا، رغب في عدم الكشف عن هويته لصحيفة محلية، بأن الأسماء المستهدفة «تبدو أنها لأشخاص مسلمون وعرب أبدوا تأييدًا لفلسطين»، وفقًا لحديثه.

يقرأ  تسلا تواصل تراجعها في الصين القارية — مبيعات السيارات الكهربائية وحصتها السوقية تهبط في أغسطس

من بين الأسماء المدرجة فلاسفة وناشطون معروفون، من بينهم الفيلسوفة النسوية جوديث باتلر، التي قالت إن تنشئتها اليهودية دفعتها للتعبير عن معارضتها لإسرائيل عبر منظمة «صوت يهودي من أجل السلام». ووصفت باتلر امتثال الجامعة لتحقيق الحكومة بأنه «تردُّدات مَكْكارثية»، محذرةً في رسالة موجهة إلى محامٍ في الحرم أنّ إحالة مثل هذه الأسماء — ممارسة معروفة من حقبة مكارثي — قد يعرّض مدرجين إلى مراقبة واسعة النطاق ويشكّل انتهاكًا صارخًا للثقة والأخلاقيات والعدالة.

في يوليو توصلت إدارة ترامب إلى تسويات مع جامعات بارزة: جامعة كولومبيا وافقت على تسوية تفوق 220 مليون دولار، وجامعة براون اتفقت على دفع 50 مليون دولار، مع قبول كلٍّ منهما بعض مطالب الحكومة، بينما لا تزال مفاوضات التسوية مع هارفارد جارية. كما واجهت الإدارة عراقيل قضائية في محاولتها تجميد التمويل الفيدرالي؛ واقترحت في مرحلة ما تسوية تحقيقها مع جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بمبلغ مليار دولار، الأمر الذي رفضه حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم ووصفه بمحاولة ابتزاز.

لاحظ المدافعون عن الحقوق ارتفاعًا في حوادث معاداة السامية والتحيّز ضد العرب والإسلاموفوبيا منذ هجمات 7 أكتوبر 2023 التي قادتها حركة حماس ثم الحرب الإسرائيلية على غزة. وفي المقابل، لم تعلن الإدارة تحقيقات مماثلة حول الإسلاموفوبيا حتى الآن.

أضف تعليق