مخاوف من الجريمة
لكنه ليس كل الشيليين مقتنعًا؛ فيرجينيا بيريدو، عاملة منزلية، قالت لـ «الجزيرة» إنها “لن تصوّت مطلقًا” للمرشّحة اليساريه، مبرِّرة موقفها بوضوح قائلة: «إنها شيوعية».
كانت بيريدو ضمن نحو مئتي مؤيد حضروا مهرجانًا انتخابيًا لخصم يارا يمينياً، خوسيه أنطونيو كاست، في مدينة كوبيابو المنجمية، التي تبعد نحو 750 كيلومتراً شمال فيلا أليمانا.
يعتقد كثير من داعمي كاست أن يارا تمثّل الوضع القائم؛ ففي عهد الرئيس بوريتش، الذي كان يارا تعمل في إدارته سابقًا، شهدت تشيلي فترة من النمو الاقتصادي البطيء.
كما واجه بوريتش صعوبات في احتواء القلق المتصاعد بشأن تنامي الجريمة المنظمة وتزايد الهجره غير النظامية. بيريدو، على سبيل المثال، قالت إنها تخشى الخروج في المساء.
على الرغم من انتقالها من بوليفيا إلى تشيلي قبل عشر سنوات، تؤيّد بيريدو موقف كاست المتشدّد، الذي يتضمن عسكرة الحدود وترحيل كل المهاجرين غير النظاميين.
قالت بيريدو عن المهاجرين في تشيلي: «الطيّبون يمكن أن يبقوا، لكن السيئين لا بد من رحيلهم. إنهم يسيئون إلينا جميعًا».
استغل كاست، البالغ من العمر 59 عاماً، وهو كاثوليكي ومؤسس حزب الجمهوريين اليميني المتطرف، مخاوف الناس من العنف والهجرة لبناء قاعدته الشعبية.
وأظهر تقرير صدر في أبريل عن جامعة سان سيباستيان زيادة في الأنشطة المرتبطة بالجريمة المنظمة بنسبة 8.4 بالمئة بين 2022 و2023.
«هذه ليست أزمة فحسب، بل حالة طوارئ»، قال كاست لأنصاره في كوبيابو.
كريستوفر ساباتيني، الباحث الأول لأمريكا اللاتينية في مركز تشاتام هاوس، قال لـ «الجزيرة» إن نهج كاست «الحديدى» تجاه الجريمة لاقى قبولاً لدى الناخبين.
«إذا نظرتم إلى المطالب الأولى، فالأمن والجريمة والهجرة هي على رأسها. هذه قضايا ليست ضمن برامج يارا الانتخابية»، أضاف ساباتيني.
يرى ساباتيني ألفة بين صعود كاست وزعماء يمينيين آخرين مثل دونالد ترامب في الولايات المتحدة وخافيير ميلي في الأرجنتين؛ ففي حالة ميلي، اعتبرت انتصاره في انتخابات 2023 انعكاسًا لسخط شعبي على حكومة بيرونيسم اليسارية التي حكمت حينها.
وأوضح ساباتيني: «كاست يستغل مخاوف الناس بفعالية كبيرة، بنفس الطريقة التي استغل فيها ميلي كراهيتهم بعد ستة عشر عاماً من البيرونيسم، واستغل ترامب قضية الهجرة».