جرت مراسم دفن سحر باروخ وأميرام كوبر بعد أكثر من عامين من الحرب في غزة

ووري الثرى يوم الأحد جثتا ساهر باروخ وأميرام كوبر في جنوب إسرائيل بعد أن أعيدت رفاتهما الأسبوع الماضي، في لحظة حزينة أنهت فصلاً مؤلماً لعائلاتهما ومجتمعهما.

أُعيدت الرفات يوم الخميس، وفي صباح الأحد دُفن كوبر في مقبرة كيبوتس نير أوز.

قالت ابنته ريفِت نوهوموفيتش مخاطبة والدها: «أبي، أنا آسفة لأن الأمر استغرق كل هذا الوقت، آسفة لأننا لم نستطع إرجاعك حيًا، آسفة لأن ساعتك نفدت، آسفة لأنك بقيت هناك طوال تلك الفترة الطويلة».

وأضافت كلمات تلامس قلوب الحضور: «ثمة ما يواسي، ما يسكّن القلب، ما يخفف عن يومنا الأسود في التاريخ. اليقين عاد إلى كل العائلات، ولا تُترك أي عائلة وحدها في الكفاح من أجل إعادة أحبائنا. كنا أسرى مأساة ونضال لم تعد مجرد قصة شخصية، بل أصبحت قصة هذا الشعب وهذه الدولة والقيم التي علينا جميعًا أن ندافع عنها».

عبّر روتيم كوبر عن إعجابه بتفاني والده تجاه الكيبوتس، وقال: «أنتم وأمّي بقيتم مخلصين لنير أوز ولم تتركوا بيتكم حتى في أيام الصواريخ. وهكذا كان يوم السبت الأسود حين اختُطفتم أنتما وأمي على يد قتلة دُنسين. وبمعجزة أعيدت أمي إلى عائلتنا بعد سبعة عشر يومًا في أنفاق حماس. نعثر على عزاءٍ بسيطٍ في معرفة أنك كنت على علم بما جرى».

خلّفت مراسم التشييع مشاهد من الألم والوداع، إذ ودّع أقارب ساهر الجثمان يوم 2 نوفمبر 2025 في تشييع مؤثر حضره كثيرون.

قال أحد الخطباء في الجنازة: «نضعك اليوم إلى جانب رفاق دربك ومهمتك. القبر الأخير في صف طويل من القبور حُفرت منذ ذلك السبت الأسود. إنه قبر يرمز كذلك إلى إغلاق فصل لعائلتنا ولمجتمع نير أوز الحبيب، مجتمع يمكنه الآن أن يتطلع إلى التعافي وإعادة البناء».

يقرأ  احتجاجات هائلة في إسرائيل ضد حرب غزة واحتجاز رهائن على يد حماس

في وقت لاحق من بعد ظهر الأحد، دُفن ساهر في مقبرة كيبوتس بئيري إلى جانب شقيقه إيدان باروخ.

قالت تامي باروخ، والدة ساهر، إنها تمنّت لو أنه عاش مزيدًا من حياته قبل أن يُقتل: «لقد كنت رهينًا لفترة طويلة وأصبح ذلك جزءًا من هويتك. قبل ذلك كنت مسافرًا، لاعب شطرنج، راكب قوارب، طالبًا نبيهًا، مولعًا بالتقنية، والمزيد… كنت آمل أن تحمل هويات جديدة—مهندسًا كهربائيًا كما رغبت، شريكًا، أبًا—لكن ذلك لن يحدث».

وأضافت: «لدينا الكثير من الذكريات، لكن ليست كافية معًا. يحزنني بعمق أننا لن نصنع ذكريات جديدة معًا، وأن تجارب كثيرة كان بوسعك خوضها ستبقى محض احتمال لم يتحقق».

قالت عمته ربيكا مانور مخاطبة ساهر: «ها أنت هنا الآن معنا، وإن لم يكن كما تمنّينا، فها أنت بيننا». وأضافت: «ندفنك اليوم في تراب بئيري بجانب إيدان، شقيقك الحبيب الذي حاولت إنقاذه في ذلك اليوم المروع. رغم أننا علمنا منذ وقت طويل بأنك لم تعد بين الأحياء، ظل في داخلنا أمل غير منطقي—ربما كان كله خطأ وربما تعودنا إليك مبتسمًا. الآن حتى هذا الأمل الأخير يتبدد، ونستطيع أن نقول إن الحلقة أغلقت».

وعلّق كيبوتس نير أوز يوم تحديد هويتي الرفاتين بأن المجتمع بدأ يخطو خطوات نحو الشفاء. وقال بيان الكيبوتس: «بعد سبعمئة وخمسة وخمسين يومًا على المجزرة، لم يعد هناك أي رهين من كيبوتس نير أوز في أسر حماس. الآن، مع عودة آخر رهين من الكيبوتس، يمكننا البدء في المعالجة والشفاء والحزن على 65 من أحبائنا الذين لن يعودوا أبدًا». وأضاف البيان: «إلى جانب إغلاقنا المؤلم، لا تزال 11 عائلة تنتظر أحبّاءها. سنواصل العمل معهم لإعادة الجميع، حتى آخر رهين».

أضف تعليق