قالت وزارة الخارجية القطرية إن وفوداً تجتمع في الدوحة لمراجعة تنفيذ وقف إطلاق النار الموقع في يوليو الماضي.
استأنفت جمهورية الكونغو الديمقراطية وجماعة إم23 المسلحة مفاوضاتهما في قطر مع تزايد العنف في محافظات شرق البلاد الغنية بالمعادن، رغم الاتفاق الذي وُقع مؤخراً للسعي إلى تسوية نهائية.
أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن وفوداً من كينشاسا وإم23 تجتمع في الدوحة لمراجعة تطبيق وقف إطلاق النار الموقع في يوليو. وقال الأنصاري في إحاطة صحفية يوم الثلاثاء: «استقبلنا الطرفين هنا في الدوحة لمناقشة الاتفاق السابق».
الصفقة التي توسطت فيها قطر التزمت بوقف لإطلاق النار ومنح مسار للتوصل إلى تسوية نهائية. كان من المقرر أن تبدأ المباحثات في الثامن من أغسطس وتختتم بحلول الثامن عشر منه، لكن هاتين المهلتين مرّتا دون إحراز تقدم، وتدهور الاتفاق وسط تبادل الاتهامات بخرق بنوده بين الطرفين.
أفاد الأنصاري أن المباحثات الحالية تتضمن خططاً لإقامة ميكانيزم لرصد وقف إطلاق النار، فضلاً عن تبادل الأسرى والمحتجزين، وأن الولايات المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر تُشاركان بشكل وثيق في دعم هذه المحادثات.
تأتي المبادرة القطرية عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع في واشنطن بين رواندا—التي تدعم حركة إم23—وجمهورية الكونغو الديمقراطية في يونيو، غير أن إم23 رفضت ذلك الاتفاق مطالبة بإجراء مفاوضات مباشرة مع كينشاسا لمعالجة ما وصفته بشكاوى سياسية عالقة.
كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ادعاءات أنه أنهى الصراع وغيره من النزاعات، ووصف مناطق من الكونغو بأنها «الأظلم والأعمق» في أفريقيا مؤكداً أنه «أنقذ الكثير من الأرواح». وادعى يوم الاثنين أن تسع ملايين شخص «قُتلوا بالسواطير» خلال الحرب الممتدة عقوداً، وزعم قائلاً: «أنا من أوقفها».
وصفت منظمات حقوقية مزاعم ترامب بأنها مضللة. وقال كريستيان رومو من منظمة العفو الدولية: «من بعيد عن الحقيقة القول إنه أنهى الحرب. الناس على الأرض ما زالوا يعانون انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وبعضها يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية»، ودعا واشنطن إلى تكثيف جهودها لتأمين السلام.
رغم محاولات متعددة لوقف إطلاق النار، تكثفت الاشتباكات في محافظتي كيفو الشمالي والجنوب هذا العام، مما اضطر أكثر من مليوني نسمة إلى الفرار من منازلهم. اتهمت هيومن رايتس ووتش الأسبوع الماضي حركة إم23 بارتكاب «مجازر جماعية ذات طابع إثني»، فيما أشار خبراء الأمم المتحدة إلى أن القوات الرواندية لعبت دوراً «حاسماً» في دعم هجوم الحركة.
تنفي رواندا أي تورط مباشر، لكن سيطرة إم23 على مساحات واسعة، بما في ذلك مدينة غوما الإقليمية في وقت سابق من العام، أثارت مخاوف من تفجر صراع إقليمي أوسع.
تعاني منطقة شرق الكونغو—التي تضم بعض أغنى رواسب الذهب والكوبالت والكولتان في العالم—تدميراً واسع النطاق نتيجة سنوات من النزاع المسلح، ولا تزال المدنيون يتحملون العبء الأكبر من الفظائع رغم جهود الوساطة الدولية المتكررة.