كيم جونغ أون يدّعي أن حزب العمال لم يرتكب أي خطأ خلال ٨٠ عاماً من الحكم
أعلن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أن مكانة بلاده على الساحة الدولية تتعاظم، وتعهد بتحويل البلاد إلى «جنة اشتراكية مرفهة» خلال احتفال أقيم بمناسبة مرور ثمانين عاماً على تأسيس حزب العمال الحاكم، وفق ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية.
في خطاب ألقاه في استاد عيد العمال ببيونغ يانغ الخميس، قال كيم إن الحزب «لم يرتكب خطأً واحداً ولا زلة واحدة» طوال تاريخه الممتد ٨٠ عاماً، مؤكداً أن البلاد سارت في مسار تصاعدي مستندة إلى حكمة وقوة الشعب، ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية (KCNA) ذلك يوم الجمعة.
«اليوم نقف أمام العالم كشعب جبار لا توجد عائق لا نستطيع تجاوزه ولا إنجاز عظيم لا يمكننا بلوغه»، جاء في ما نقلته الوكالة.
لطالما عُرفت كوريا الشمالية بأنها من أكثر الدول انعزالاً، تعاني صعوبات اقتصادية بينما توسع في قدراتها النووية. تأتي فعاليات يوم الجمعة بعد زيارة كيم إلى بكين الشهر الماضي لحضور احتفال الصين بالذكرى الثمانين لنصر الحرب العالمية الثانية، حيث وقف إلى جانب الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عرض عسكري ضخم، في أول ظهور عام له على الساحة الدبلوماسية متعددة الأطراف.
اقترح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أثناء تجمع القادة في بكين، أن روسيا والصين وكوريا الشمالية قد تتآمر ضد الولايات المتحدة، قائلاً إن «لا أحد كان يتوقع هذا»؛ وكتب في منشور على منصته أن يبلّغ الرئيس الصيني تحياته الحارة إلى بوتين وكيم جونغ أون «أنتم تتآمرون ضد الولايات المتحدة الأميركية».
لم تذكر وكالة KCNA أسماء الضيوف الحاضرين الخميس. لكن وسائل الإعلام الرسمية أفادت بوصول رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، وزعيم فيتنام تو لام، ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف إلى بيونغ يانغ لحضور الاحتفالات. أُقيمت ألعاب جماهيرية وعروض فنية في الاستاد، ورافق كيم الضيوف وسط هتافات من جمهور غفير «هزّت سماء العاصمة في الليل»، بحسب KCNA.
وصف مستشار حكومي كوري جنوبي، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام من سيول، أن كوريا الشمالية «لم تعد أكثر الدول انعزالاً في العالم». الرسالة، بحسب المعلقين، أن كيم عزّز سلطته داخلياً وأصبح يتبوأ دوراً متزايد الأثر على المسرح الدولي.
كيم يتشدّد تجاه الولايات المتحدة ويتعهد ببناء «جنة اشتراكية»
قال كيم إن كوريا الشمالية تسعى لتطوير السلاح النووي والاقتصاد في آن واحد لمواجهة «تزايد تهديدات الحرب النووية من قبل الإمبرياليين الأميركيين»، وفق ما نقلت وسائل الإعلام الرسمية. وأضاف أن «حزَبنا وحكومتنا ما تزالان تتعاملان مع التحركات السياسية والعسكرية الشرسة لضغائن خصومنا من خلال سياسات أشد تشدداً، والتمسك بمبادئ ثابتة، واتخاذ إجراءات مضادة جريئة لا تلين».
«هذا يدفع بقوة نمو المعسكر التقدمي ضد الحرب والهيمنة»، ورد في التقرير.
في الشهر الماضي ألمح كيم إلى أنه منفتح لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة إذا تخلّت واشنطن عن إصرارها على نزع سلاح بلاده النووي. «إذا تخلت الولايات المتحدة عن هوسها العبثي بنزع سلاحنا، وقبلت الواقع، ورغبت في تعايش سلمي حقيقي، فلا سبب يمنعنا من الجلوس مع الولايات المتحدة»، قال كيم أواخر سبتمبر.
وعبّر كيم يوم الجمعة عن ثقته في تجاوز الصعوبات وتحقيق تحسّن جذري في الاقتصاد قريباً: «سأحوّل هذه البلاد بالتأكيد إلى أرض أكثر رخاءً وجمالاً وإلى أفضل جنة اشتراكية في العالم».
كما أجرت قيادة كوريا الشمالية محادثات مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ الخميس، مثنياً على «العلاقات الودية والتعاونية» بين البلدين. ووصفت KCNA زيارة لي بأنها «تظهر الدعم الثابت والمشاعر الودية الخاصة تجاه حزب العمال وحكومة وشعب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية»، وأثنت على جهود بكين في الحفاظ على «العلاقات التقليدية الودية والتعاونية بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والصين وتطويرها أكثر»، في تصرّف يعكس استمرار التقارب بين الطرفين رغم الضغوط الدولية. الحكوومه الكورية أشارَت كذلك إلى مزيد من التنسيق الثنائي.