جنوب أفريقيا تضع الدول النامية في صدارة أولويات القمة التاريخية لمجموعة العشرين — أخبار أزمة المناخ

قمة العشرين الأولى في افريقيا

استضافت جنوب أفريقيا أول قمة لمجموعة العشرين على القارة الإفريقية، وحملت جدول أعمالها طموحاً واضحاً: تعزيز المساعدة للدول الفقيرة في مواجهة أزمة المناخ وتخفيف أعباء الدين، في ظل مقاطعة تقودها إدارة الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب.

في افتتاح القمة التاريخية في جوهانسبرغ، أكد الرئيس سيريل رامافوزا على حرص بلاده على المحافظة على مكانة ومصداقية مجموعة العشرين، والعمل على إدخال أولويات التنمية الخاصة بالجنوب العالمي وقارة أفريقيا إلى صلب مداولات المجموعة. وقال إن التزام جنوب أفريقيا يتمثل في ضمان أن تعكس مخرجات القمة هموم الدول النامية وأولوياتها التنموية.

وأفاد الرئيس بأن ثمة إجماعاً كبيراً على أن من مهام القمة إقرار إعلان يؤكد أهمية التعددية والتعاون الدولي لمواجهة التهديدات التي تواجه البشرية اليوم. غير أن الولايات المتحدة، التي قاطعت القمة، طالبت بعدم إصدار أي إعلان، وهو موقف رفضه رامافوزا تماماً.

انطلقت القمة بجدول أعمال طموح يهدف لإحراز تقدم في معالجة القضايا المزمنة التي تعيق تقدم أفقر دول العالم. تجمع قادة ومسؤولون رفيعو المستوى من أكبر الاقتصاديات والاقتصادات الصاعدة في مركز للمعارض قرب بلدة سويتو الشهيرة، في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة حول الأولويات التي طرحتها الدولة المضيفة.

تركزت كثير من أولويات جنوب أفريقيا على آثار التغير المناخي على الدول النامية، وتمويل التعافي بعد الكوارث المرتبطة بالمناخ، تخفيف عبء الدين الخارجي، الانتقال إلى مصادر طاقة خضراء، والاستفادة من الثروات المعدنية الاستراتيجية. كلها محاور تهدف إلى مواجهة تزايد الفوارق العالمية وتعزيز العدالة الاقتصادية.

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن مستقبل تركيز قمة العشرين على دول العالم النامي والإقدام على إصلاحات ملموسة لا يزال محل ترقّب، لكنه أقر بأن جنوب أفريقيا «وضعت هذه الملفات بوضوح على الطاولة». كما حذر غوتيريش من أن الدول الغنية كثيراً ما تقف عاجزة عن تقديم التنازلات اللازمة لإبرام اتفاقات فعالة في مجالي المناخ والإصلاح المالي العالمي.

يقرأ  الرئيس البيروفي الأسبق يُحبس بتهم فسادأخبار المحاكم

تُعقد القمة على مدى يومين من دون حضور أكبر اقتصاد في العالم، بعد أن أمر الرئيس ترامب بمقاطعة القمة بذريعة مزاعم غير مؤكدة حول سياسات عنصرية موجهة ضد الأقلية الأفريكانية في جنوب أفريقيا. وعلى مدار العام كانت إدارة ترامب تعبر عن معارضتها لجدول أعمال جنوب أفريقيا منذ أن بدأت الأخيرة استضافة اجتماعات تحضيرية للمجموعة.

غاب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن اجتماع وزراء الخارجية في فبراير، منتقداً ما وصفه بأن القمة انصبت على قضايا التنوع والعدالة والمناخ، وقال إنه لن يهدر أموال دافعي الضرائب الأميركيين على تلك الملفات.

رغم التوتر الدبلوماسي المتصاعد بين واشنطن وبريتوريا الذي بلغ ذروته قبيل انعقاد القمة، حرص قادة آخرون على المضي قدماً. قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يأسف لغياب ترامب لكنه أضاف أن ذلك لا ينبغي أن يمنع الدول من الحضور والعمل المشترك، لأن «أمامنا تحديات كثيرة».

تتألف مجموعة العشرين فعلياً من 21 عضواً تشمل 19 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. تأسست المجموعة عام 1999 كمنصة لربط الدول الغنية والنامية لمواجهة الأزمات المالية العالمية، وتمتاز بتمثيلها لنحو 85% من الاقتصاد العالمي و75% من التجارة الدولية وأكثر من نصف سكان العالم. ومع ذلك، تعمل المجموعة على أساس التوافق وليس على قرارات ملزمة، ما يجعل التوصل إلى اتفاقات صعبة أمام تضارب المصالح بين أعضاء كبار مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند واليابان ودول أوروبا الغربية وبلدان أخرى كإندونيسيا والسعودية وجنوب أفريقيا.

الرهان في جوهانسبرغ هو أن تُنتج القمة إجابات عملية على قضايا العدالة المناخية والديون والتنمية، وأن تُظهر قدرة مجموعات القوى الدولية على التفاوض والتضامن رغم الخلافات، حفاظاً على دور مجموعة العشرين كمنصة حيوية للتعامل مع تحديات القرن الحادي والعشرين.

يقرأ  كم عدد الأسرى الفلسطينيين الذين لا يزالون محتجزين في إسرائيل؟

أضف تعليق