إعادة فتح الحكومة بعد أطول إغلاق في التاريخ الأمريكي
صوّت سبعة ديمقراطيين وعضو مستقل مع الجمهوريين ليلة الأحد لتمهيد الطريق أمام إعادة فتح الحكومة الفيدرالية، بعدما أقرّ مجلس الشيوخ مشروعاً بحجم تصويت 60‑40 فتح الباب أمام حل مؤقت. قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون إن المجلس سيجري تصويتاً “في أقرب وقت ممكن” بعد نتيجة مجلس الشيوخ، وإنه سيمنح الزملاء إشعاراً قبل 36 ساعة ويحث الأعضاء على العودة إلى واشنطن “على الفور”.
أشاد جونسون بسبعة من الديمقراطيين وعضو مستقل “الذين فعلوا الصواب” في التصويت. من بين النواب الذين انحازوا إلى الجمهوريين: ديك دوربن (إلينوي)، جاكي روزن (نيفادا)، تيم كاين (فيرجينيا)، ماغي هاسَن وجين شاهين (نيوهامشير)، إلى جانب أنغوس كينغ، المستقل عن مين، بالإضافة إلى الديمقراطيين اللذين انشقّا سابقاً: كاثرين كورتيز ماستو (نيفادا) وجون فيترمان (بنسلفانيا).
النص التشريعي يوفّر تمويلاً مؤقتاً لإعادة تشغيل أجزاء كبيرة من الحكومة وتمويل برامج مثل برنامج المساعدة التغذوية التكميلية (SNAP)، ويضمن دفع الأجور المتأخرة للموظفبن الفدراليين الموضوعين في إجازات غير مدفوعة أينما كانت حالتهم غامضة. الخدمة المؤقتة تموّل تشغيل المؤسسات بمستوياتها الراهنة حتى 30 يناير، لكنه لا يتضمن الحسم النهائي لقضية الإعانات الصحية التي على وشك الانتهاء — مسألة طالما أشعلت خلافاً داخل صفوف الديمقراطيين بينما ملايين الأميركيين يواجهون زيادات مرتقبة في أقساط التأمبن.
حذّر خبراء من أن فشل توسيع الإعانات قد يضاعف متوسط الأقساط لأصحاب التأمين عبر سوق “أوباما كير” (ACA)، إذ أظهرت تحليلات مؤسسة كايزر في سبتمبر إمكانية تضاعف التكاليف أو أكثر لمن يعتمدون على تلك المنصات. من جهته، تعهد زعيم الديمقراطيين حكيم جيفريز بالاستمرار في الضغط لتمديد الإعانات، ووصف المعركة بأنها “وطنية وليست حزبية”، مشيراً إلى أن شريحة غير قليلة من المسجّلين كجمهوريين تعتمد على اعتمادات الضريبة تلك أكثر من المسجلين كديمقراطيين أو غير المنتمين.
رأى المستشار الجمهوري أدولفو فرانكو أن جزءاً من الاتفاق يتيح للديمقراطيين تقديم مشروعهم للتصويت في ديسمبر ليتمكنوا من التحكم في سرد الحملة والقرار، وأضاف أن وجود جمهوريين مؤيدين لتمديد الإعانات يجعل تمريرها أمراً مرجحاً.
اضطرابات الطيران
على الرغم من التقدّم نحو إعادة فتح الحكومة، تواصلت الفوضى في المطارات الوطنية: ألغيت أكثر من ألف رحلة أميركية يوم الاثنين لليوم الرابع على التوالي مع استمرار تأثيرات خفض الرحلات وغيابات طواقم تنظيم حركة المرور الجوية. ذكر جونسون أن مراقبي الحركة الجوية “مثقلون بالعمل ومن دون أجر وكثير منهم أبلغ عن مرضهم” — وظيفة لا تحتمل الضغوط وشدّتها تتفاقم عندما يعجز الموظفون عن إعالة أسرهم.
يضغط الرئيس دونالد ترامب على مراقبي الحركة الجوية للعودة إلى العمل، معلناً أنه سيخصم الأجور عن الذين لا يعودون وفي المقابل سيمنح مكافأة قدرها 10,000 دولار للذين استمرّوا في أداء مهامهم خلال الإغلاق.
الأسواق المالية استجابت إيجابياً لأخبار احتمالية انتهاء الإغلاق: عند الساعة 11 صباحاً بتوقيت نيويورك (16:00 ت.ع.م) صعد مؤشر ناسداك بنحو 1.7%، وارتفعت S&P 500 بما يقارب 0.8%، فيما بقي مؤشر داو جونز الصناعي شبه ثابت وزاد حوالي 0.04%.