جون بولتون، المستشار السابق لترامب، متهم بإساءة التعامل مع وثائق سرية أخبار دونالد ترامب

لجنة محلفين كبرى فدرالية في ولاية ماريلاند وجهت لائحة اتهام ضد جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتعلق بتعامله مع مستندات مصنفة، متهمة إياه بالاحتفاظ بمعلومات متعلقة بالدفاع الوطني ونقلها.

اللائحة المودعة، الخميس، أمام محكمة فدرالية في ماريلاند تَحمل بولتون ثمانية تهم لنقل معلومات تخصّ الدفاع الوطني وعشر تهم للاحتفاظ بمثل هذه المعلومات، وجميعها تُعدّ انتهاكًا لقانون التجسس.

كل تهمة من هذه التهم قد تُعرّضه لعقوبة تصل إلى عشر سنوات سجناً حال الإدانة، مع الأخذ في الاعتبار أن الحكم ومداه من صلاحية القاضي الذي سيقدّر العقوبة اعتمادًا على عوامل متعددة.

محاميه صرّح بأن موكله «لم يشارك أو يخزن أي معلومات بطريقة غير قانونية».

خدم بولتون كسفير للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ثم كمستشار للأمن القومي في البيت الأبيض خلال الولاية الأولى لترامب، قبل أن يتحول إلى أحد أبرز المنتقدين للرئيس، واصفًا إياه بعدم الأهلية للمنصب في مذكرات أصدرها العام الماضي.

تأتي التهم بعد شهرين من مداهمة عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي لمنزل بولتون ومكتبه بحثًا عن أدلة قد تشير إلى انتهاكات لقانون التجسس، الذي يجعل من إزالة أو الاحتفاظ أو نقل سجلات الدفاع الوطني جريمة، وفقًا لأوامر تفتيش جزئية النشر قدّمت للمحكمة الفدرالية.

خلال المداهمة في منزله بماريلاند استولى العملاء على هاتفين محمولين، ومستندات مصنفة داخل ملفات معنونة «ترامب I–IV»، وملف مجلد معنوني «بيانات وتأملات حول الضربات الحليفة»، وفقًا لوثائق المحكمة.

أما في مكتبه فعثرت السلطات على سجلات معنونة «سري»، تضمنت مستندات أشارت إلى أسلحة دمار شامل، ومهمة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ومواد أخرى تتعلق بالاتصالات الاستراتيجية للحكومة، بحسب سجلات المحكمة.

تتضمن اللائحة أن بولتون نقل معلومات سرية عبر بريد إلكتروني شخصي، واستخدم حسابات رسائل خاصة لإرسال وثائق صنفت على أنها «سرية للغاية»، واحتفظ بشكل غير قانوني بوثائق استخباراتية في منزله، وفقًا لوزارة العدل.

يقرأ  شركات الطيران تلغي رحلاتها إلى فنزويلا وسط تحذيرات أمريكية وتصاعد التعزيزات العسكريةأخبار السياسة

تتهم اللائحة بولتون بمشاركة أكثر من ألف صفحة من المعلومات المتعلقة بأنشطة الحكومة مع أقارب له.

«تنبع هذه التهم من أجزاء من مذكرات السفير بولتون الشخصية طوال مسيرته التي امتدت 45 عامًا — سجلات غير مصنفة، شاركها فقط مع أفراد أسرته المباشرين، ومعروفة لدى الـإف بي آي منذ عام 2021»، قال محاميه آبي لويل في بيان مرسل عبر البريد الإلكتروني. «مثل كثير من المسؤولين العموميين عبر التاريخ، احتفظ السفير بمذكرات — هذا ليس جريمة».

منذ انتهاء ولايته الأولى عام 2021، تبنّى ترامب نهجًا هدامًا مع قواعد متوارثة لعقود كانت تهدف إلى حصر تطبيق القانون الفدرالي بعيدًا عن الضغوط السياسية، وقد دفع في الأشهر الأخيرة وزارة العدل بقيادة المدعية العامة بام بوندي إلى توجيه اتهامات ضد خصومه المزعومين، حتى أنه أقصى مدعٍ اعتبره بطيئًا في المضي قدمًا.

عندما سُئل ترامب من قبل مراسلين في البيت الأبيض عن لائحة الاتهام ضد بولتون قال: «إنه رجل سيء».

شغل بولتون منصب مستشار الأمن القومي بين 2018 و2019، وخلال هذه الفترة اصطدم بالرئيس بشأن إيران وأفغانستان وكوريا الشمالية قبل أن يُقال في 2019. وبعد ذلك انتقد مقاربات ترامب في السياسة الخارجية والحكم، لا سيما في كتاب نشر عام 2020 بعنوان The Room Where it Happened، الذي رسم صورة لرئيس يفتقر إلى اطلاع كافٍ على شؤون السياسة الخارجية.

أشار إفادة أمر التفتيش إلى أن مسؤولًا في مجلس الأمن القومي راجع مخطوطة الكتاب وأبلغ بولتون في 2020 أنها تبدو أنها تحتوي على «كميات كبيرة» من معلومات مصنفة، بعضها في مستوى سرّي للغاية.

في وقت سابق من هذا الشهر، وُجهت لنيّة المدعية العامة في نيويورك ليتشيا جيمس اتهامات بالكذب في طلب رهن عقاري، وهي التي قادت قضية قانونية ضد ترامب بشأن مزاعم احتيال في أعماله، الأمر الذي أثار اتهامات بالانتقام السياسي من البيت الأبيض.

يقرأ  الحكومة الأمريكية تجري محادثات للاستحواذ على حصة في إنتل — تقرير (أخبار التكنولوجيا)

كما وُجّهت لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق جيمس كومي تهم في 25 سبتمبر بالادعاء بتقديم بيانات كاذبة وعرقلة تحقيق في الكونغرس، وهو ما ينفيه. ولدى وزارة العدل تحقيقات جارية أيضًا شملت عضو مجلس الشيوخ آدام شيف وحاكمة الاحتياطي الفدرالي ليزا كوك؛ شيف وكوك لم تُوجَّه لهما تهم ويرفضان أي ادعاء بسلوك خاطئ.

التحقيقات واللّواءح لا تزال تتطور، والقضايا المتصلة بهذه الأسماء تشير إلى توسع مسار الملاحقات القانونية التي يشهدها المشهد السياسي الأمريكي.