جي-١٠: ردّ الصين على إف-١٦ كيف تتقارن المقاتلتان؟

الصين تعزّز قدراتها العسكرية وتطوّر صناعاتها الجوية المحلية، فلم تعد تعتمد فقط على استيراد طائرات أو بناء نسخ مرخّصة من طرازات سوفيتية/روسية، بل أنتجت في نهاية المطاف طائرات حديثة من تصميم محلي. من أبرز تلك الطائرات المقاتلة اليوم J‑10 المعروفة باسم «التنين القوي»، التي بدأ تطويرها في ثمانينيات القرن الماضي ودخلت الخدمة لدى سلاح الجو الشعبي الصيني (PLAAF) عام 2004 في نسخة J‑10A.

لم يتوقف التطوير عند النسخة الأولى؛ فقد ظهرت J‑10B عام 2008 بمحرك مدخل هواء مُعاد تصميمه وحساسات محسّنة وقمرة قيادة وإلكترونيات طيران متقدمة — أو بالأحرى إلكتروينات —، ثم ظهرت النسخة الثالثة J‑10C عام 2015 مجهّزة برادار AESA نشط أقوى، وروابط بيانات واتصالات فضائية، ومحرك صيني الصنع WS‑10 حلّ محل المحرك الروسي AL‑31F.

تتميّز الطائرة بتصميم جناح دلتا مع كاناردات، ما يمنحها لياقة مناورية أعلى من التصاميم التقليدية خصوصاً عند السرعات المنخفضة، ويعزّز ذلك نظام طيران بالأسلاك (fly‑by‑wire) رباعي التعزيز يوفر مرونة تحكّم كبيرة أثناء المناوارات الحادة — ومن ثمّ تتمكّن الطائرة من الحفاظ على استقرارها في ظروف طيران قاسية ومناوارة ضيقة. عند اقتران J‑10C بأحدث محرك WS‑10C يُتوقّع أن يولّد حوالى 27,500 رطل قوة دفع (lbf)، مما يمكّنها من الوصول إلى سرعة تقارب ماخ 2.2. لديها 11 نقطة تعليق خارجية لحمل خزانات وقود خارجية وقنابل وصواريخ، مع حمولة قصوى تبلغ نحو 12,300 رطل.

من ناحية التكلفة، تُعد J‑10C طائرة ذات سعر تنافسي نسبياً يتراوح بين 40 و50 مليون دولار أمريكي، وهذا أحد أسباب تصدّرها قوائم مشتريات بعض الدول؛ فباكستان على سبيل المثال تشغّل أكثر من 25 طائرة من هذا النوع، كما أبدت بنغلاديش وإندونيسيا اهتماماً بها.

يقرأ  قصف روسي على محطة قطار يخلّف 30 جريحًا على الأقل — زيلينسكي

كيف يقارن F‑16 مع J‑10C

الولايات المتحدة تملك أيضاً طائرة مقاتلة أحادية المحرك ومتعدّدة المهام هي F‑16 Fighting Falcon، تصميمها قديم نسبياً إذ حلّق النموذج الأول منها عام 1976، لكن شركة لوكهيد مارتن لم تتوقف عن تطويره فظهرت النسخة المحدثة F‑16V عام 2012. تُعد من أكثر المقاتلات انتشاراً في العالم، بأكثر من 3,100 وحدة في خدمة دولية.

لمشغّلي F‑16 خياران من المحركات: Pratt & Whitney F100‑PW‑229 بقوة دفع تقارب 29,100 رطل (lbf)، أو GE F110‑GE‑129 بقوة تقارب 29,500 رطل. وبغضّ النظر عن المحرك، تظل السرعة القصوى للطائرة نحو ماخ 2. تحمل F‑16 حمولة قتالية تقليدية كبيرة تشمل قنبلتين من طراز 2,000 رطل لكل منهما، صاروخَي AIM‑9، وصاروخَي AIM‑120، وخزّانَي وقود خارجيّين بوزن 2,400 رطل لكل منهما، كما يمكن تجهيزها ذرياً أو تقليدياً حسب المتطلبات. النسخ الأساسية من الطائرة كانت تُسعّر بين 25 و30 مليون دولار، لكن النسخ الأحدث المتطورة قد تصل تكلفتها إلى 60–70 مليون دولار لكل طائرة، ما يجعلها أغلى بكثير من J‑10C.

هناك من يرى أن F‑16V متفوّقة على J‑10C بفضل خبرة شركات مثل لوكهيد مارتن في صناعة المقاتلات، بينما يرى آخرون أن J‑10C أحدث وتستفيد من دروس تراكمت لدى المهندسين الصينيين على مدار السنوات. إلا أن الكفاءة الفنية وحدها لا تكفي لتقرير الأفضل؛ فمستوى التدريب، والعقيدة العسكرية، وعزيمة الطيارين عوامل حاسمة تحدد آداء هذه الطائرات في مواجهة وجهاً لوجه.

للاطّلاع على المزيد من الأخبار والتقارير والتوجيهات التقنية يمكنك الاشتراك في النشرة الإخبارية المجانية للمصدر الأصلي، كما أن المقال الأصلي نُشر على موقع SlashGear.

أضف تعليق