حرائق مميتة تجتاح جنوب أوروبا بينما موجة حر تغذّي الدمار — أخبار أزمة المناخ

حرائق قاتلة تجتاح جنوب أوروبا، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص في إسبانيا وتركيا وألبانيا بينما يكافح رجال الإطفاء نيراناً تغذيها أسابيع من درجات حرارة شديدة السخونة.

في اليونان، تبذل فرق الطوارئ جهوداً حثيثة لحماية باتراس، ثالث أكبر مدن البلاد، حيث التهمت النيران غابات الصنوبر وبساتين الزيتون المحيطة، ودمرت عشرات المركبات واقتربت بشكل خطير من أحياء سكنية.

«اليوم يوم آخر بالغ الصعوبة مع استمرار مستوى الخطر مرتفعاً في أجزاء واسعة من البلاد»، قال المتحدث باسم جهاز الإطفاء فاسيليس فاثراكويانيس يوم الأربعاء، مشيراً إلى أن ما لا يقل عن 15 من رجال الإطفاء تلقوا علاجاً طبياً لإصابات وإرهاق.

وشرح نيكوس جيفتاكيس، رئيس الحماية المدنية لغرب اليونان، أن المزيج الخطير من «درجات حرارة مرتفعة، ورياح قوية … ورطوبة ضئيلة» خلق ظروفاً مثالية لامتداد النيران.

في إسبانيا، قامت السلطات بإخلاء نحو 6000 ساكن بينما تهدد النيران موقعاً رومانيّاً للتعدين مصنفاً كموقع تراث عالمي من قبل يونسكو في قشتالة وليون. نُقل سبعة أشخاص إلى المستشفى بحروق، من بينهم أربعة في حالة حرجة.

أعلن وزير الداخلية فرناندو جراندِ-مارلَسكا، في وقت متأخر من الأربعاء، أن إسبانيا طلبت مساعدة من الاتحاد الأوروبي، شملت طائرتي إخماد مياه، داعياً الحلفاء الأوروبيين إلى نشر الطائرتين بسرعة بالنظر إلى «توقعات الطقس» التي قد تشهد تدهوراً، ومضيفاً لإذاعة كادينا سير أن إسبانيا قد تطلب أيضاً مزيداً من عناصر الإطفاء إذا اقتضت الحاجة.

في البرتغال المجاورة، يواجه أكثر من 2100 رجل إطفاء ونحو 20 طائرة خمسة حرائق كبيرة، مع تركيز الجهود على حريق في منطقة ترانكوسو بوسط البلاد مستمر منذ يوم السبت.

عواصف رياح قوية أعادت إشعال النيران أثناء الليل، مهددة القرى القريبة حيث أظهرت لقطات تلفزيونية سكاناً يساندون رجال الإطفاء تحت سحب كثيفة من الدخان.

يقرأ  الاتحاد الأوروبي يرسل مساعدات لإخماد حرائق الغابات في إسبانيا مع تزايد حصيلة الوفيات

«الأمر مخيف… لكننا دائماً مستعدون لمساعدة بعضنا البعض»، قال فلاح مرتدٍ قناعاً لقناة سِك نوتيسياس وهو ممسك ببِزَره.

عبر منطقة البلقان، أغرقت عشرات الحرائق خدمات الطوارئ، وقد زاد الجفاف وموجة حرارة مطوَّلة من حدة موسم الحرائق المعتاد في الإقليم.

توفي رجل يبلغ من العمر 80 عاماً في ألبانيا ليل الثلاثاء بعدما فقد السيطرة على حريق بحديقته امتد بسرعة إلى منازل مجاورة، ما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص.

أخلت السلطات الألبانية سكاناً من مناطق وسط وجنوب البلاد، بينما ساعد تحسّن الأحوال الجوية في الجبل الأسود (مونتينيغرو) فرق الإطفاء على حماية المنازل.

حتى بريطانيا، التي عادة ما تكون أكثر برودة، تواجه مخاطر حرائق خلال موجة الحر الرابعة هذا الصيف، حيث أعلنت السلطات «حادثاً كبرى» في منتزه نورث يورك مورز الوطني، حيث احترق نحو خمسة كيلومترات مربعة من الأراضي.

أضف تعليق