نيكوس بابانيكولاو وراشيل هيغان
باتراس ولندن
شاهد: حريق هائل يقترب من حظيرة خيول في اليونان
تتعرض مدينة كبرى في غرب اليونان لتهديدٍ خطير نتيجة حرائق سريعة الانتشار، إذ تدفع موجة حرٍ شديدة ورياح قوية النيران عبر أجزاء واسعة من جنوب أوروبا.
اندفعت نيران لاهبة بفعل رياحٍ ساخنة إلى ضواحي باتراس، ثالث أكبر مدن البلاد التي يقيم فيها نحو 200 ألف نسمة، ما اضطر السلطات إلى تنفيذ عمليات إجلاء شملت مستشفى للأطفال، وأطلق سحب الدخان على أفق المدينة.
احترق ما يقرب من 10 آلاف هكتار في إقليم أخايا خلال يومين.
تفرغت قرى بأكملها، ودُمِّرت منازل ومحال تجارية، واحترقت مئات المركبات، من بينها أكثر من 500 سيارة في ساحة جمارك.
دُمِّرت حانة في قرية كامينيا قرب باتراس.
بدت شوارع باتراس خالية يوم الأربعاء، باستثناء بعض السكان الذين وقفوا صامتين يراقبون تمدد النيران من جبال المحيط المحيطة.
هبّت رياح قوية وساخنة بينما بلغت الحرارة 38 درجة مئوية، وقد غطى الدخان أجزاء واسعة من المدينة وأدخَل بعض السكان المستشفى بسبب صعوبات في التنفس.
أمرت السلطات سكان بلدة قريبة يقطنها 7,700 شخصاً بإخلاء منازلهم يوم الثلاثاء، وأُصدرت تحذيرات جديدة يوم الأربعاء لقرى أخرى.
في أماكن أخرى من اليونان، أنقذت خفر السواحل عشرات الأشخاص بعد أن اقتربت النيران من شواطئ جزيرتي زاكينثوس (زانتي) وخيوس.
طالبت اليونان بمروحيات إطفاء من الاتحاد الأوروبي لدعم أكثر من 4,800 من رجال الإطفاء الذين يتصدون لحوالي أكثر من 20 حريقاً غابوياً مشتعلاً حالياً في أنحاء البلاد.
في البرتغال، نُشر 1,800 رجل إطفاء لمواجهة خمسة حرائق كبرى.
تأتي هذه الأزمة مع اجتياح موجة حر لجنوب أوروبا، ما أشعل حرائق من البرتغال إلى بلقانيا.
في إسبانيا، قُتل مدني ومتطوع إطفاء يوم الأربعاء خلال اليوم العاشر المتواصل من موجة الحر الشديدة، التي بلغت ذروتها عند 45 درجة مئوية في اليوم السابق. وحذّرت وكالة الأرصاد من أن غالبية المناطق الإسبانية تواجه مخاطر حريق قصوى أو عالية للغاية. من المتوقع استمرار موجة الحر حتى يوم الاثنين، ما يجعلها من الأطول في تاريخ البلاد.
أثارت الحرائق سجالاً سياسياً بعد تصريح وزير النقل أوسكار بوينتي بأن “الأمور تسخن قليلاً” في منطقة قشتالة وليون، حيث هددت النيران موقعاً رومانيّاً مصنّفاً ضمن التراث العالمي وأجبرت أكثر من 6,000 شخص على الفرار. وقد قوبل التصريح بانتقادات حادة من معارضين طالبوا بإقالته، بينما دافع بوينتي عن كلامه قائلاً إن القادة الذين يغيبون أثناء الكوارث يجب محاسبتهم.
تقول السلطات إن 199 حريقاً غابوياً دمرت ما يقرب من 99,000 هكتار على المستوى الوطني هذا العام — أي ضعف ما دمر في العام الماضي حتى منتصف أغسطس — ويُشتبه في أن عدة حرائق كانت بفعل فاعل.
في البرتغال، جرى نشر 1,800 رجل إطفاء لمواجهة خمسة حرائق كبرى، من بينها حريق في بلدة ترانكوسو شرق البلاد أعادته صواعق البرق إلى الاشتعال.
وصف وزير الدفاع في ألبانيا الأسبوع الحالي بأنه “حاسم” بعد اندلاع 24 حريقاً غابوياً أجبرت سكان قرى وسطية على النزوح.
تمكنت إيطاليا من السيطرة على حريق استمر خمسة أيام في جبل فيزوف، لكنها لا تزال تحت تحذيرات حرارة مفرطة في 16 مدينة، وسجلت فلورنسا 39 درجة مئوية؛ حتى البابا ليون نقّل حضوره الأسبوعي من ساحة القديس بطرس إلى قاعة داخلية في الفاتيكان جراء موجة الحر.
دخلت بريطانيا موجة حرها الرابعة هذا الصيف، مع توقع بلوغ الحرارة 34 درجة مئوية وتحذيرات من ضغوط محتملة على خدمات الرعاية الصحية.
يؤكد خبراء الأرصاد أن مثل هذه الظواهر المتطرفة أصبحت أكثر تواتراً وشدة نتيجة التغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية.