حريق مميت في مبنى بجنوب أفريقيا المسؤولون: أزمة نقص المساكن الميسورة وراء الحادث

حريق قاتل في جوهانسبرغ يكشف جذور أزمة السكن

تقول السلطات في جنوب أفريقيا إن الفقر المدقع والنقص الحاد في المساكن الميسورة التكلفة كانا من العوامل الأساسية وراء حريق مميت دمر مبنى في جوهانسبرغ قبل عامين.

في أغسطس/آب 2023، قضى 77 شخصاً وأصيب آخرون بعدما التهم الحريق مبنى “يوسينديسو” في منطقة مارشالتاون، حيث كان يعيش فيه عدد كبير من الفقراء.

أذهلت المأساة البلاد وأظهرت بجلاء الفوارق العميقة في السكن بمدينة تُعتبر أغنى مدن القارة الأفريقية — فروقات تعهدت السلطات بمعالجتها.

التقرير النهائي الذي أُنجز لم يُنشر بالكامل، لكن حكومة مقاطعة غاوتينغ، التي كُلِّفت بإعداده، أفرجت عن أبرز نتائجه.

يدور الآن محاكمة شخص واحد بتهمة إشعال الحريق. اعترف ستحيمبيسو مدلالوزي في البداية بأنه أشعل النار، ثم تراجع عن اعترافه مع بدء إجراءات المحاكمة، وقدم لاحقاً لائحة دفاع تنفي مسؤوليته عن 76 تهمة قتل من بين تهم أخرى.

من النتائج التي أُعلنت أن ظاهرة ما يُطلق عليه “المباني المختطفة” — أي الممتلكات التي يسيطر عليها مجرمون ويجبرون السكان على دفع إيجارات — ليست المشكلة الأساسية في المباني المهجورة وسط المدينة.

ووجد التقرير أن نسبة المباني التي وردت بشأنها ادعاءات تحصيل إيجار من غير المالكين لا تتجاوز 5% فقط.

تُعد هذه المباني مكتظة وغير آمنة غالباً، تفصل مساحاتها بأقسام هزيلة مصنوعة من مواد قابلة للاشتعال مثل الخشب الرقائقي والأقمشة، وتَغلق مخارج الحريق، ما يزيد مخاطر وقوع كوارث مماثلة.

بعد الحريق، شكّلت مفوضية تحقيق ذات مهمة مزدوجة: أولاً تحديد أسباب اندلاع الحريق، وثانياً البحث في الأسباب الكامنة وراء انتشار ظاهرة المختطفة من المباني.

كجزء من عملها، فحصت المفوضية نحو 110 عقارات، وكشفت عن رؤى حاسمة تتحدى الافتراضات الشائعة.

يقرأ  كيف كانت الحياة داخل أخطر سجن في سوريا

أظهرت المعاينات أن نحو 80% من العقارات التي فُحِصت تعاني مشكلات تتعلق بسلامة الحريق، وأن 71% منها تفتقر إلى أي معدات لمكافحة الحريق.

وأرجعت المفوضية انتشار الحرائق في مباني وسط المدينة إلى غياب الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه الجارية وجمع النفايات؛ إذ تبين أن حوالي 77% من العقارات التي راجعوها تفتقد للماء والصرف الصحي وجمع النفايات والكهرباء.

اتهمت تقارير المسؤولين في مدينة جوهانسبرغ أيضاً بعدم تخصيص موارد مالية كافية لمعالجة أزمة السكن.

واقترحت المفوضية إعداد خطة شاملة للتعامل مع مشكلة السكن الاجتماعي في المدينة، وتوفير الخدمات الأساسية داخل هذه المباني من كهرباء ومياه وجمع نفايات منتظم.

كما أوصت بإيجاد سبل إبداعية لتقليل البيروقراطية أمام المطورين وفي إجراءات نقل السكان وإعادة توطينهم.

خلال تغطية الذكرى الثانية لحريق مبنى يوسينديسو، التقت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ببعض الناجين الذين لم يُنقَلوا بعد إلى مساكن دائمة.

قالت نومزامو زوندو، المديرة التنفيذية لمعهد الحقوق الاقتصادية والاجتماعية (SERI)، لهيئة الإذاعة البريطانية إن “توصيات المفوضية توفر توجهاً عاجلاً لمواجهة أزمة سكن مستمرة منذ زمن طويل”.

وأضافت أنها تأمل أن يغير تفنيد المفوضية للأساطير المتعلقة بالاحتلال غير القانوني مقاربة السياسيين والمسؤولين في مدينة جوهانسبرغ.

“في النهاية، لا سبيل لوضع الفقراء داخل المدينة في ظروف معيشية كريمة إلا بوجود الإرادة السياسية والتخطيط وتوفير الموارد للمدينة ولإدارة السكن فيها.”

تقرير إضافي: خانيزيل نغكوبو

المزيد من تقارير بي بي سي عن جنوب أفريقيا

للمزيد من الأخبار عن القارة الأفريقية زوروا BBCAfrica.com

تابعوا تغطيتنا على تويتر @BBCAfrica وفيسبوك BBC Africa وإنستغرام bbcafrica

أضف تعليق