قُتل ما لا يقل عن ١٣ شخصًا وأُصيب عشرات آخرون في حريق هائل اجتاح عدداً من الأبراج السكنية الشاهقة في هونغ كونغ، وفق ما أعلنت السلطات، مع تقارير تفيد بوجود بعض السكان محاصرين داخل المباني.
اندلع الحريق الأربعاء بعد الظهر في عدة مبانٍ داخل مجمّع وانغ فوك كورت في منطقة تاي بو شمال المدينة، ثم انتقل إلى أجزاء أخرى من الأبراج، حيث عمّت ألسنة اللهب والدخان الأسود الكثيف السماء، وتحوّلت النيران إلى مشهد مرعب أضاء ليلاً.
أعلنت إدارة الإطفاء أن تسعة أشخاص فارقوا الحياة في موقع الحادث، ثم تأكد وفاة أربعة آخرين أثناء نقلهم إلى المستشفى، ما رفع حصيلة القتلى إلى ١٣ على الأقل؛ كما سجّل نحو ١٥ إصابة. وبعد حلول الظلام رفعت السلطات مستوى الإنذار إلى الدرجة الخامسة—أعلى درجات التأهب.
قال تشان ديريك أرمسترونغ، نائب مدير إدارة الإطفاء في هونغ كونغ، للصحفيين إن الحريق انتشر بسرعة وتلقّت الفرق العديد من الاتصالات طلبًا للمساعدة. وأضاف أن الحطام والسقالات المتساقطة يمثلان خطراً إضافياً على عناصر الصفوف الأمامية، وأن درجات الحرارة داخل المباني ظلت مرتفعة جداً، ما صعّب دخولها والصعود إلى الطوابق العليا لإجراء عمليات الإطفاء والإنقاذ.
من جهته، قال ساكن محلي يُدعى سو (٥٧ عاماً) بالقرب من موقع الحادث لوكالة الأنباء: «لا شيء يمكن فعله حيال الممتلكات الآن. كل ما نأمله هو أن يعود الجميع سالمين، كباراً وصغاراً. هذا الأمر محطّم للقلب؛ نخشى أن هناك أشخاصاً محاصرين داخل المباني.»
وأبلغت المراسلة لورا ويستبروك قناة الجزيرة من موقع الحريق أن النيران انتقلت عبر السقالات المصنوعة من الخيزران إلى بلوكات أخرى داخل المجمع. وأضافت: «أشتم رائحة الدخان باستمرار، ونسمع أحياناً صوت طقطقات عندما يتساقط بعض الحطام على الأرض.»
يُعد وانغ فوك كورت واحداً من مجمّعات السكن المرتفع الكثيرة في هونغ كونغ، المدينة التي تُعدُّ من بين الأكثر كثافة سكانية في العالم. أحد السكان، هاري تشيونغ (٦٦ عاماً) الذي يقيم في المبنى الثاني منذ أكثر من أربعين عاماً، قال لوكالة رويترز إنه سمع «دويًا شديدًا» حوالى الساعة ١٤:٤٥ بالتوقيت المحلي ورأى النيران تندلع في مبنى مجاور، فهرع لجمع أغراضه قائلاً: «لا أعرف كيف أشعر الآن. أفكر فقط أين سأبيت الليلة لأنني ربما لن أستطيع العودة إلى منزلي.»
شُوهدت أطر السقالات المصنوعة من الخيزران وهي تتهاوى بينما تكافح فرق الإطفاء اللهيب. وأوضحت تقارير وسائل التواصل الاجتماعي أن وحدات سكنية كانت قيد التجديد منذ نحو عام، ما زاد المخاطر وانتشار الحريق.
نشرت فرق الدفاع المدني على الأرض ١٢٨ آلية إطفاء و٥٧ سيارة إسعاف إلى الموقع، وأنشأت السلطات خطاً هاتفياً للطوارئ وفتحت مركزين مؤقتين لإيواء السكان المُخلّين في مراكز مجتمعية قريبة. كما أُغلقت أجزاء من طريق سريع مجاور إثر عمليات الإطفاء.
وحذّرت إدارة الإطفاء السكان القاطنين بالقرب من موقع الحادث بالبقاء في منازلهم وإغلاق النوافذ والأبواب والحفاظ على هدوئهم، كما دعت الجمهور إلى تجنّب التوجّه إلى المنطقة المتأثرة.
تقع تاي بو قرب حدود الصين االبرّية، وهي منطقة ضاحية مستقرة يقطنها نحو ٣٠٠ ألف شخص؛ وسجلات المجمع السكني تشير إلى أنه يتألف من ثمانية أبراج تضم حوالى ٢٠٠٠ شقة تؤوي نحو ٤٨٠٠ نسمة.