حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرّف يقترب من الفوز بأول منصب عمدة لمدينة ألمانية في جولة الإعادة

الانتخابات في فرانكفورت على الأودر: منافسة محتدمة بين مستقل وممثل «البديل»

في مدينة فرانكفورت على الأودر الحدودية مع بولندا أدلى الناخبون بأصواتهم في جولة إعادة قد تمنح حزب «البديل لألمانيا» (أف.د)، أقوى أحزاب المعارضة في البرلمان، أول انتصار رئاسي لبلدية في مدينة ألمانية.

التقى المرشح المستقل أكسل شتراسر ومرشح أف.د ويلكو مولر في الجولة الحاسمة التي جرت الأحد، بعد أن تصدرا سباق الجولة الأولى في 21 سبتمبر بحصول شتراسر على 32.4% من الأصوات ومولر على 30.2%. مرشحو الاتحاد الديمقراطي المسيحي (المحافظ) والحزب الاشتراكي الديمقراطي (الوسط-يسار) خرجوا من المنافسة في الجولة الأولى.

تجري الانتخابات بعد ثلاثة أيام من قرار البوندستاغ سحب الحصانة البرلمانية عن نائبيْن من أف.د، أحدهما متهم بالتشهير والآخر باتهام لأداء تحية نازية—وهي جريمة محظورة في ألمانيا.

قال عالم السياسة جان فيليب ثوميتشيك من جامعة بوتسدام لوكالة الأنباء dpa إن فوز مولر سيبعث «رسالة قوية جداً» مفادها أن حزب أف.د المناهض للهجرة والمشكك في التكامل الأوروبي قادر على تحقيق نجاحات حتى في المدن.

فرانكفورت على الأودر تقع في ولاية براندنبورغ شرقي ألمانيا، مباشرة على الحدود مع بولندا، وتختلف عن فرانكفورت أم ماين، المركز المالي الأكبر في غرب البلاد.

تؤكد الجمعية الألمانية للبلدات والبلديات أنه لا يوجد حتى الآن عمدة منسوب رسمياً إلى أف.د في مدينة ذات حجم كبير. وفي المقابل، أصبح تيم لوكنر عمدة بلدة بيرنا قرب الحدود التشيكية بعد ترشيحه في 2023 بصفة مقترحة من أف.د، لكنه يسجل رسمياً كمرشح مستقل. كما يشغل سياسي من أف.د، روبرت زيسلمان، منصب رئيس إدارة مقاطعة سوننبرغ في تورينغن، وهناك رؤساء بلديات تابعون لأف.د في بلدات صغيرة بولاية ساكسونيا أنهالت الشرقية.

في مايو صنفت أجهزة الاستخبارات الداخلية في براندنبورغ فرع الحزب الولائي بأنه «متطرف يميني مؤكد»، وهو تصنيف يرفضه الحزب ويعده محاولة سياسية لتهميشه. خلُص تقرير أعدته الوكالة ويبلغ نحو 1100 صفحة—ولن يُنشر علنياً—إلى أن الحزب تنظيم عنصري ومعادٍ للمسلمين.

يقرأ  اعتقال زوجة شقيق رئيس توغو بعد دعوتها إلى إنهاء حكم غناسينغبي

هذا التصنيف يفتح الباب للمراقبة ويعيد إحياء الجدل حول إمكانية حظر الحزب، وقد شرع أف.د في طعن قانوني ضد قرار جهاز المخابرات.

انتقد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التصنيف بشدة عند الإعلان عنه واصفاً إياه بـ«الطغيان متخفياً»، وحضّ السلطات الألمانية على التراجع عنه. وردت ألمانيا على إدارة الرئيس دونالد ترامب بالقول إنه ينبغي على المسؤولين في واشنطن أن يتعلموا من التاريخ: «لقد تعلّمنا من تاريخنا أن التطرف اليميني يجب إيقافه»، حسب بيان وزارة الخارجية الألمانية.

وانتقد الكرملين بدوره الإجراء ضد أف.د، مشيراً إلى أن الحزب يكرر خطابات روسية حول حرب أوكرانيا، وموصِفاً ما يجري بأنه جزء من اتجاه أوسع لتقييد الحركات السياسية في أوروبا.

يقول قادة براندنبورغ إن أف.د أبدى احتقاراً للمؤسسات الحكومية، فيما أضاف رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية بالولاية، ويلفريد بيترز، أن الحزب يدعو إلى «التمييز والاستبعاد» تجاه من لا «ينتمون إلى التيار الرئيسي الألماني».

أُغلقت مراكز الاقتراع في السادسة مساءً بالتوقيت المحلي (16:00 بتوقيت غرينتش)، وكانت النتائج متوقعة بحلول ليلة الأحد.

أضف تعليق