حكم بالسجن على عميل فرنسي مأجور بتهمة التجسس

أصدرت محكمة في ايران أحكامًا بالسجن لفترات طويلة بحق مواطنين فرنسيين بعد إدانتهم بالتجسس، وفق ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.

لا تذكر التقارير أسماء المتهمين صراحة، لكن يعتقد أنهما سيسيل كوهلر (40 عامًا) وشريكها جاك باريس (72 عامًا)، اللذان يُعدّان المواطنَين الفرنسيَّين الوحيدَين المحتجزين في طهران، بعد توقيفهما في مايو 2022 أثناء رحلة سياحية.

ووفقًا للتقارير فقد أدانتهما المحكمة بالتجسس لصالح كلٍّ من فرنسا وإسرائيل.

يأتي هذا الإعلان بعد أكثر من شهر على تصريح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن صفقة لتبادل سجناء فرنسيين مقابل امرأة إيرانية محتجزة في فرنسا كانت قريبة من الاكتمال.

وكانت طهران قد ألمحت سابقًا إلى أن كوهلر وباريس قد يُفرَجا عنهما في إطار تلك الصفقة.

ومن جهة أخرى، أطلق سراح سائح فرنسي آخر، أوليفييه غروندو (34 عامًا)، في وقت سابق من هذا العام بعد أن حكمت عليه إيران بالسجن خمس سنوات بتهمة «التآمر ضد الجمهورية الإسلامية».

ونقلت وكالة أنباء القضاء الإيراني «ميزان» عن أحكام صادرة بأن أحد المتهمين حُكم عليه بست سنوات سجن بتهمة التجسس لصالح فرنسا، وخمس سنوات بتهمة التآمر على أمن البلاد، وعن عشرين سنة من الإبعاد بتهمة «التعاون الاستخباراتي» مع إسرائيل.

أما الآخر فحُكم عليه بعشر سنوات سجن بتهمة التجسس لصالح فرنسا، وخمس سنوات بتهمة التآمر على الأمن القومي، إضافة إلى عشرين سنة من الإبعاد لكونه متواطئًا في «التعاون الاستخباراتي» مع إسرائيل.

وتنص القوانين الإيرانية على احتساب الأحكام جارية بالتوازي؛ ولذلك تُنفَّذ هذه العقوبات في آن واحد. ولا توضح التقارير ماهية «الإبعاد» بالتحديد، وإنّما في حالات سابقة أُرسل المحكومون إلى مناطق نائية.

وتفيد ميزان بأن فترة الاحتجاز السابقة للمحاكَمَة ستُحتسَب من مجموع العقوبة، وأنه يمكن الطعن على الحكم خلال عشرين يومًا.

يقرأ  رئيس مدغشقر: محاولة جارية للاستيلاء غير القانوني على السلطة

واتهمت فرنسا طهران باحتجاز كوهلر وباريس تعسفيًا وبإبقائهما في ظروف تشبه التعذيب، وهو ما تنفيه السلطات الإيرانية.

وتقول منظمات حقوق الإنسان إن السائحين وذوي الجنسيّات المزدوجة يُحتجزون أحيانًا كورقة ضغط في مفاوضات دبلوماسية، ولا يُفرَج عنهم إلا عند حصول إيران على مكاسب متقابلة.

ويستشهد المراقبون بإطلاق سراح المواطنَين البريطانيين-الإيرانيين نازنين زاغاري-راتكليف وأنوشه عاشوري عام 2022 بعد سنوات من الاحتجاز، وذلك عقب أشهر من المفاوضات التي انهت تسديد لندن دينًا يقارب 400 مليون جنيه إسترليني يعود للعقد السابع من القرن الماضي.

وكانت كوهلر وباريس مطرحَ حديث كموكَلَين يمكن تبادلهما مقابل مهدیه اسفندیاری، المحتجَزة في فرنسا منذ فبراير بتهم متعلقة بـ«الترويج للإرهاب» على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تصف طهران احتجازها بأنه تعسفي.

وتُقدَّر الأعداد الحالية للأوروبيين المحتجزين في إيران بنحو عشرين شخصًا، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب).

من بينهم الزوجان البريطانيان كريغ وليندسي فورمان، اللذان أُلقي القبض عليهما في يناير أثناء رحلة حول العالم على درّاجتهما النارية ووجّهت لهما اتهامات بالتجسس؛ وتؤكد عائلتهما براءتهما وأنهما محتجزان في «ظروف مروعة».

وفي تطور مغاير، أفرجت محكمة إيرانية الأسبوع الماضي عن الدراج الفرنسي-الألماني لينارت مونترلوس بعد تبرئته من تهم التجسس.

أضف تعليق