تتهيأ حركة حماس لتنفيذ ما وصفته بـ«كمين شرعية» في مدينة غزة، تهدف من ورائه إلى استغلال سقوط ضحايا مدنيين لرفع وتيرة الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف هجومها.
أفادت قناة «كان» صباح الإثنين بأنّ حماس بدأت بنقل بعض الرهائن إلى أماكن فوق سطح الأرض داخل قطاع غزة في محاولة لإعاقة العمليات البرية للجيش الإسرائيلي في مدينة غزة.
قالت مصادر فلسطينية إن بعض الرهائن يحتجزون داخل منازل بينما توجد مجموعات أخرى في خيام.
وذكرت التقارير أنّ استراتيجية «الكمين الشرعي» تقوم على تضخيم أثر الخسائر المدنية لابتزاز قرار دولي يضغط لإيقاف الهجوم، وذلك عبر إبقاء السكان في مواقع معرضة للخطر.
وبحسب التقرير، تعمل حماس على إبقاء السكان في الشمال ومنع إجلائهم نحو الجنوب، مستخدمة التهديدات وحملات إعلامية تحضّ على البقاء في المنازل، بالإضافة إلى أعمال عنف ضد من يحاولون المغادرة، شملت تهديدات بالإعدام.
صعد الجيش الإسرائيلي من ضرباته على مدينة غزة في الأيام الأخيرة، مستهدفاً أكثر من 500 هدف عسكري، بينها أبراج سكنية حُوّلت إلى بنية تحتية لحماس، ومكاتب للاستخبارات والمراقبة ونقاط رصد ضمن أحياء مدنية.
يتصاعد الدخان من مبنى سكني مُخلّى كان يؤوي نازحين، بعد استهدافه بغارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة، 14 سبتمبر 2025. (رويترز / إبراهيم حجاج)
ومع اقتراب عملية برية محتملة، أصدرت القوات أوامر إخلاء لأجزاء واسعة من المدينة. طُلب من المدنيين في مناطق مثل ميناء غزة وجنوب الرمل التوجّه جنوباً نحو مناطق إنسانية محددة تشمل خان يونس والمواسي. وتقدّر الأمم المتحدة، وفق تقارير إسرائيلية، أنّ أكثر من 280 ألف غزاوي غادروا مدينة غزة عقب هذه التحذيرات.
رغم موجة الإخلاء، سعت حماس جاهدة للحفاظ على أكبر عدد ممكن من المدنيين داخل المدينة. وقالت تنسيق الأنشطة الحكومية في المناطق إن مسؤولين في حماس يحاولون مغادرة القطاع بينما يحثون السكان على البقاء، في ما يبدو محاولة لاستخدام المدنيين دروعاً بشرية قبيل دخول الجيش للمدينة.
وعينت حماس مساء الأحد عدداً من القيادات العليا للإشراف على القتال الميداني. وذكر مصدر فلسطيني أن الأسماء الأربعة هي: عزّ الدين حداد رئيس الجناح العسكري؛ رائد سعد رئيس قسم العمليات؛ محمد عوده رئيس المخابرات؛ ومهند رجب قائد رفيع في لواء غزة. رجب ينتمي إلى عائلة لها ارتباطات طويلة مع الحركة وموجودة في شجاعية وطرَف التّفاح.