حماس تضغط على اسرائيل لإدراج شخصيات فلسطينية بارزة في لائحة الإفراج عن الأسرى كجزء من صفقة وقف إطلاق النار التي تتضمن أيضاً إعادة رهائن من غزه.
إصرار حماس جاء بعد أن نشرت وزارة العدل الإسرائيلية أسماء 250 سجينا سيُفرج عنهم، مستثنية سبعة سجناء ذوي بروز سياسي، من بينهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
هؤلاء الرجال محكوم عليهم بأحكام طويلة بعد إدانتهم بالضلوع في هجمات قاتلة داخل إسرائيل، وقد طالما اعتبرهم كثير من الفلسطينيين رموزاً للمقاومة.
من المتوقع الإفراج عن عشرين رهينة إسرائيلياً قبل الساعة 12:00 (09:00 بتوقيت غرينتش) يوم الاثنين، في إطار الصفقة التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
قال مسؤول فلسطيني رفيع مطلع على المفاوضات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وعد بأن يطرح موضوع استثناء السجناء الفلسطينيين مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكن إسرائيل رفضت بقوة إدراجهم.
ليس واضحاً ما إذا كان هذا الأمر سيشكل عقبة قد تؤثر على جدول إطلاق سراح الرهائن من قطاع غزة أو على الإفراج عن السجناء الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
من المقرر أن تتم عمليات الإفراج في المرحلة الأولى من صفقة وقف النار وإعادة الرهائن التي أُجيزت هذا الأسبوع لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في غزة.
لم يتضح بعد كيف ستتم عملية تسليم الرهائن هذه المرة — ففي مناسبات سابقة عرضت حماس بعض الرهائن علناً، مما أثار غضب إسرائيل والعديد من حلفائها الغربيين.
كما سيُعاد تسليم جثث الرهائن المتوفين. ويعتقد أن ما لا يقل عن 26 رهيناً لقوا مصرعهم، بينما مصير اثنين آخرين لا يزال مجهولاً.
إسرائيل ستفرج أيضاً عن نحو 250 سجيناً فلسطينياً محكومين بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى نحو 1700 فلسطيني من سكان غزة الذين ما زالوا محتجزين.
حماس قدّمت قائمة بالسجناء الذين تطالب بإطلاق سراحهم شملت البرغوثي وسعدات.
البرغوثي محكوم بخمس أحكام مؤبدة إضافة إلى 40 عاماً بعد إدانته عام 2004 بالتخطيط لهجمات أدت إلى مقتل خمسة مدنيين. الاستطلاعات أظهرت باستمرار أنه يبقى الأكثر شعبية بين القادة الفلسطينيين، وأن الفلسطينيين سيصوّتون له في انتخابات رئاسية متقدمة على رئيس السلطة الفلسطينية الحالي محمود عباس أو قادة حماس.
يظل البرغوثي شخصية بارزة في فصيل فتح الذي يهيمن على السلطة الوطنية، والتي تدير أجزاء من الضفة الغربية المحتلة غير الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
أحمد سعدات، زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حُكم عليه بالسجن 30 عاماً بعد إدانته عام 2008 بقيادة «منظمة إرهابية غير قانونية» والمشاركة في هجمات، من بينها اغتيال وزير إسرائيلي عام 2001.
من بين المفرج عنهم المدرجين في قائمة الـ250، إياد أبو الرب، قائد في الجهاد الإسلامي مُدان بتدبير تفجيرات انتحارية داخل إسرائيل أدت إلى مقتل 13 شخصاً في أوائل الألفينات. ووفق وزارة العدل الإسرائيلية، سيُفرج عنه إما إلى غزة أو يُرحّل إلى الخارج.
تفهم بي بي سي أن حماس تدفع أيضاً لإدراج سراحات إضافية محتملة تتعلق بأسرى فلسطينيين سبق أن أُفرج عنهم قبل سنوات بمقايضة إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط، ثم أعيد اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر. وتقول حماس إن هؤلاء لا ينبغي أن يُحسبوا ضمن الحصة المؤلفة من 250 سجينا لأنهم كانوا جزءاً من تبادل سابق.
شهدت المرحلة الأولى من الاتفاق دخول وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ يوم الجمعة وانسحاباً جزئياً لقوات إسرائيلية من أجزاء من غزة، مع توقعات بدخول مئات شاحنات المساعدات يومياً. لا تزال المراحل التالية قيد التفاوض.
أشعلت هجمات قادتها حماس على جنوب اسرائيل في 7 أكتوبر 2023 الحرب، التي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص وأخذ 251 رهينة، بحسب تقديرات أولية. ومنذ ذلك الحين، تقول وزارة الصحة التابعة لحماس إن 67,682 فلسطينياً قتلوا في الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة.