حماس تُعيد جثتي أسيرين آخرين — وإسرائيل: وقف إطلاق النار مُنتهك

أعلنت مكتبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حركة حماس سلمت رفات أسيرَين إسرائيليَّين إضافيين من قطاع غزة، فيما اتهمت الحركة إسرائيل بمواصلة خروقات وقف إطلاق النار وبتنصلها من التزاماتها أمام وسطاء السلام.

وقال مكتب نتنياهو في منشور على منصة “إكس” إنه “تسلم عبر الصليب الاحمر جثث أسيرين”، وقد وصلت الجثث إلى القوات الإسرائيلية في غزة. وبيّن المكتب أن عائلات المخطوفين أُبلغت بعودة الرفات، على أن تُنقل الجثث إلى المركز الوطني الإسرائيلي للطب الشرعي، وبعد استكمال إجراءات التعرف سيتم إخطار العائلات رسمياً.

وأضاف المكتب: “الجهود لإعادة أسرانا مستمرة ولن تتوقف حتى عودة آخر أسير”، مؤكداً أن عملية التسليم الأخيرة رفعت عدد الرفات المعادة إلى 12 من بين 28 أسيراً توفوا في غزة—وهو مطلب أساسي لإتمام صفقة وقف إطلاق النار التي دخلت حيز التنفيذ الأسبوع الماضي.

ينص الاتفاق على أن تعيد حماس كافة المخطوفين الإسرائيليين، أحياءً وأمواتاً، خلال 72 ساعة من توقيع الاتفاق، وفي المقابل كانت إسرائيل ستفرج عن 360 جثماناً لفلسطينيين ونحو ألفي أسير. من جهتها، بررت حماس تأخر استعادة الرفات بالدمار الواسع في القطاع وبسيطرة الجيش الإسرائيلي على مناطق محددة مما أعاق عمليات البحث والانتشال.

ونقلت الجزيرة من غزة عن هاني محمود أن السلطات الفلسطينية تفتقر إلى معدات كافية للبحث عن الجثث تحت أنقاض المباني المدمرة؛ ففرق الانتشال تواجه “تحديات استثنائية” بسبب غياب الجرافات والشاحنات والرافعات والمعدات الثقيلة لتسريع العمل وإتمام العودة والانتشال.

من عمان، نقلت المراسلة حمدة صلحوت أن حكومة نتنياهو كانت تعلم منذ فترة أن مهمة استعادة الجثث ستكون شاقة للغاية. وفي المقابل، اتهم نتنياهو حماس بعدم بذل ما يكفي لإعادة رفات الـ28، وجعلت حكومة إسرائيل استئناف تنفيذ بنود إضافية من وقف النار—مثل إدخال مساعدات إنسانية أوسع وفتح معبر رفح—مرهونة بتسليم كافة الجثث.

يقرأ  سيول تؤكد إطلاق سراح العمال الكوريين الجنوبيين الذين اعتُقلوا خلال مداهمة في الولايات المتحدة

وتبادل الطرفان الاتهامات خلال أيام سابقة بشأن خروقات وقف إطلاق النار. فقد اتهمت حماس حكومة نتنياهو بـ”ابتداع ذرائع واهية” لعدم الالتزام بالاتفاق، وندَّدت برفض إسرائيل فتح معبر رفح مع مصر واعتبرته انتهاكاً صارخاً للاتفاق. في المقابل، أفادت تقارير أن قوات إسرائيلية قتلت 11 فرداً من عائلة واحدة، بينهم سبعة أطفال، في هجوم شرق مدينة غزة.

أعلنت السفارة الفلسطينية في القاهرة سابقاً أن معبر رفح—الممر الرئيسي لدخول وخروج المدنيين من وإلى القطاع—سيُعاد فتحه يوم الإثنين، غير أن نتنياهو قال إن المعبر سيظل مغلقاً حتى تسلم حماس رفات جميع المخطوفين. وبالموازاة، لا تزال وتيرة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بطيئة، مع استمرار المخاوف من نَفاد الإمدادات.

وأشارت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى أن لديها مخزونات غذائية إنسانية كافية لإطعام غزة لفترة زمنية محدودة، لكن الحاجة إلى تسريع إيصال المعونات لا تزال ملحة حتى تَستقرّ الأوضاع.

أضف تعليق