حِكاية دِراميّة كُوريّة على عَجَلاتٍ

قصة هيونداي في إندونيسيا: سيناريو على طراز الكي-دراما

تمتد رحلة هيونداي في السوق الإندونيسية كحكاية كي-دراما مترابطة العناصر: بطل يكافح، نهضة مفاجئة، تقلبات غير متوقعة، ونهايات تشويقية تمهّد للموسم التالي.

المشهد الأول: الكفاح
قبل الجائحة، كان وجود هيونداي في إندونيسيا طفيفاً، إذ بلغت مبيعاتها السنوية في المتوسط نحو 1 ألف وحدة خلال الفترة 2016–2019. كان طراز Staria MPV هو النموذج المحلي الوحيد الذي يُنتَج بموجب عقد مع منشأة شركة PT Handal. ومع أن دور الشركة كان محدوداً، إلا أن طموحها للتوسع كان واضحاً؛ فقد بدأت تضع الأسس لافتتاح فصل جديد في بلد يضم أكبر عدد من السكان بين دول الآسيان، والرابع عالمياً. وضمن هذا الإطار أعلنت الشركة عن خطة للاستثمار في مصنعها الخاص في إندونيسيا.

المشهد الثاني: الصعود
دخل مصنع هيونداي الجديد حيز الإنتاج في 2022، فبدأ بتجميع طراز Creta (الربع الأول 2022) وStargazer MPV (الربع الثالث 2022). قفزت المبيعات من نحو 3.16 ألف وحدة في 2021 إلى 32 ألف وحدة في 2022، ثم إلى 35.5 ألف وحدة في 2023. كما دعمت سياسة الحوافز الحكومية للمركبات الكهربائية (BEV) إنتاج طراز IONIQ 5 الكهربائي بالكامل، ما منح هيونداي زخماً وثقة للمنافسة مع العلامات اليابانية التي كانت مسيطرة على السوق. وفي سياق التغيير، أنهت هيونداي شراكتها مع PT Handal لتظهر كجهة قائمة بذاتها.

للسياق: كان للمصنع قدرة إنتاجية أولية تبلغ 150 ألف وحدة سنوياً، مع تخصيص 50٪ من الإنتاج للتصدير. وبذلك يمكن استنتاج أن الهدف المحلي للهيونداي قد كان نحو 75 ألف وحدة سنوياً — وهو رقم بدا أنه اقترب من التحقيق بحلول نهاية 2023، مما مثّل لحظة ازدهار حقيقية للشركة.

المشهد الثالث: منعطف الحبكة
كما تجري العادة في كي-دراما حين يظهر شخص جديد أو ظرف غيّر مسار القصة، تراجعت مبيعات هيونداي إندونيسيا فجأة. ففي 2024 انخفض حجم المبيعات بنسبة 37٪ على أساس سنوي إلى نحو 22.4 ألف وحدة، قبل أن يسجل تراجعاً إضافياً بنسبة 10٪ في الفترة يناير–يوليو 2025 إلى 12.4 ألف وحدة. يبدو أن التغير الحاد في المسار سببه ظهور علامات صينية في السوق الإندونيسية تقدم نماذج ميسورة التكلفة ومركبات كهربائية، في ظل ضعف الطلب الكلي. ارتفع عدد الشركات الصينية المصنعة للسيارات في إندونيسيا من 3 فقط في 2022 إلى 11 في 2024، ومن المتوقع أن يتوسع إلى نحو 20 بحلول نهاية 2025.

يقرأ  بي بي سي توثّق هجوم مستوطنين إسرائيليين على مزرعة فلسطينية في الضفة الغربية

تستمر القصة
أضافت أحداث درامية جديدة عندما أصبح PT Handal — الشريك السابق لهيونداي — المُصنِّع التعاقدي لعدد من العلامات الصينية مثل Chery، Omoda، Neta، Jaecoo، Jetour، وغيرها من الشركات المرتقبة مثل BAIC وGeely وLepas وXpeng. قد تستفيد عمليات التصنيع التعاقدي أيضاً من برامج الحوافز الحكومية لتقليل تكاليف الإنتاج وتسريع العودة على الاستثمار في مصانع جديدة.

هذه التحولات ترسم خاتمة الموسم الأول من حكاية هيونداي في إندونيسيا، حيث يغلق الستار على حالة من عدم اليقين: البطل الذي لمع سابقاً يواجه اليوم منافصة شرسة وخيانات في ساحة الأعمال.

الموسم الثاني: ماذا يحدث بعد ذلك؟
مع صعود التحديات، نتوقع أن تتبنى هيونداي استراتيجية جديدة تركز على توسيع محفظتها من المركبات الهجينة (HEV). كانت الشركة قد أعلنت مبدئياً أنها ستعطي الأولوية لمحركات الاحتراق الداخلي (ICE) والمركبات الكهربائية بالكامل (BEV)، لكن قطاع الـBEV يواجه منافسة شرسة من العلامات الصينية بسبب حرب الأسعار المتصاعدة في سوقها المحلي، إضافة إلى أن حجم سوق الـBEV لا يزال أصغر نسبياً مقارنة بأسواق الـICE والـHEV، مما يقيد إمكانات النمو.

حلول محتملة تشمل تعزيز التعاون مع كيا. فقد شهدت كيا أيضاً تراجعاً في المبيعات، من 2.90 ألف وحدة في 2021 إلى نحو 1 ألف وحدة في 2024، ثم إلى 70 وحدة فقط في يناير–يوليو 2025، تلا ذلك إعادة هيكلة في عمليات توزيعها منذ 2020 دون امتلاك منشأة إنتاج محلية. شراكة استراتيجية بين هيونداي وكيا قد تتيح لهما مشاركة الموارد، تحسين تشغيل المصانع، وتقليص تكاليف الإنتاج.

هل ستتمكن هيونداي إندونيسيا من العودة واستعادة أضواءها؟ لننتظر أحداث الموسم الثاني، مع احتمالية استمرار القصة في مواسم ثالثة ورابعة وما بعدها.

المصدر والحقوق
تيتيشورن ليرتسيريرونسون، مدير أول، توقعات جنوب شرق آسيا
نُشر هذا المقال أولاً على منصة GlobalData للبحوث في مركز الاستخبارات الخاصة بالقطاع automobil — وُنشِر أيضاً تحت عنوان “هيونداي إندونيسيا: سيناريو كي-دراما على عجلات” بواسطة Just Auto، إحدى علامات GlobalData التجارية.

يقرأ  فُرضت على غوغل غرامة قدرها 30 مليون يورو بسبب صفقاتٍ مناهضةٍ للمنافسة مع أكبر شركات الاتِّصالات في أستراليا

تنويه
المعلومات الواردة هنا قُدمت بحسن نية لأغراض اطلاع عام فقط، ولا تُعد نصيحة يمكن الاعتماد عليها. لا نُقدِّم أي تمثيل أو ضمان صريح أو ضمني بشأن دقتها أو اكتمالها. يجب الرجوع إلى مستشارين متخصصين قبل اتخاذ أو الامتناع عن أي إجراء استناداً إلى محتوى هذا النص.

أضف تعليق