قال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي إن الولايات المتحدة تريد لإيران «أن تكون مطيعة»، مضيفًا أن الشعب الإيراني سيرفض مثل هذا «الإذلال الفادح»، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية الأحد.
وخلال مراسم دينية الأحد، قال خامنئي: «يريدون أن تكون إيران مطيعة لاميركا. الأمة الإيرانية ستتصدى بكل قوتها لأولئك الذين يملكون مثل هذه التوقعات الخاطئة».
وتابع: «الذين يطالبوننا بعدم إطلاق الشعارات ضد الولايات المتحدة… والذين يدعون إلى مفاوضات مباشرة مع واشنطن يكتفون بمظاهر الأمور فقط. هذا الملف لا يُحل بهذه الطريقة»، في إشارة إلى المأزق الدائر مع القوى الغربية بشأن برنامج إيران النووي.
تأتي تصريحات خامنئي بعد أن اتفقت طهران والقوى الأوروبية يوم الجمعة على استئناف المحادثات لمحاولة استعادة المفاوضات الكاملة لاحتواء أعمال التخصيب في إيران. وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا إنها قد تُفعّل آلية «إعادة العقوبات» في مجلس الأمن إذا لم تعُد إيران إلى طاولة الحوار، ومن المقرر أن تُجرى محادثات يوم الثلاثاء.
وكانت طهران قد علّقت مفاوضات نووية مع الولايات المتحدة بعد غارات على مواقع نووية إيرانية نفذتها واشنطن وإسرائيل خلال حرب استمرت 12 يومًا في يونيو، وفق تصريحات سابقة.
وحمّل خامنئي «عملاء أميركا والنظام الصهيوني» مسؤولية محاولات إثارة الفرقة داخل البلاد، ودعا الإيرانيين إلى الحفاظ على وحدتهم لمواجهة ما وصفه بمحاولات الولايات المتحدة إخضاع إيران.
وتصر الدول الأوروبية والولايات المتحدة على أن طهران تسعى إلى تطوير سلاح نووي، بينما تؤكد إيران أن برنامجها مقصور على الأغراض المدنية.
وفي عام 2015 وقّعت إيران اتفاقًا نوويًا تاريخيًا مع الولايات المتحدة ودول أوروبية تعهدت بموجبه بتقييد طموحاتها النووية مقابل رفع العقوبات. لكن إدارة الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب انسحبت من الاتفاق في 2018 وأعادت فرض عقوبات ضمن سياسة «الضغط الأقصى»، وهو ما كانت تلقي به إسرائيل، الحليف الإقليمي الأقرب لواشنطن، معارضة شديدة.
اندلعت الحرب التي استمرت 12 يومًا في يونيو 2025 في وقت كان من المقرر أن تُعقد الجولة السادسة من المفاوضات بين طهران وواشنطن حول البرنامج النووي الإيراني، ما أدى إلى تعطيل محادثات كانت قد انطلقت قبل أسابيع.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين طهران وواشنطن انقطعت منذ الثورة الإسلامية عام 1979، التي أطاحت بالنظام الموالي للغرب بقيادة شاه إيران محمد رضا بهلوي.