تفشّي الكوليرا في أفريقيا عام 2025
أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في أفريقيا بأنها سجّلت حتى الآن نحو 300,000 حالة مؤكدة ومشتبه بها من الكوليرا خلال عام 2025، مع أكثر من 7,000 وفاة مسجّلة. وتمثّل هذه الأرقام زيادة تفوق 30% مقارنة بإجمالي الحالات المسجّلة في العام السابق (254,075 حالة).
تُعدّ هذه أسوأ موجة تفشٍ للكوليرا تشهدها القارة خلال 25 عامًا، مع بروز انتكاسات ملحوظة في أنغولا وبوروندي تدلّ على انتقال نشط للعدوى. وقال المدير العام لأفريقيا CDC، جان كاسيا، في إيجاز صحفي: «الكوليرا لا تزال مشكلة كبيرة. كأنّنا نرى كل عام المزيد من الحالات».
سجلت أنغولا حتى الآن نحو 33,563 حالة كوليرا أسفرت عن 866 وفاة، بينما سجّلت بوروندي نحو 2,380 حالة مع 10 وفيات.
الكوليرا مرض بكتيري ينتقل عادة عبر شرب مياه ملوّثة أو التلامس بالمياه عبر جروح مفتوحة، وفي بعض الحالات قد ينتقل عند أكل المحار النيئ. ولا ينتقل المرض عبر الاحتكاك اليومي العابر بين الأشخاص، لذا فالاتصال العابر بالمريض لا يُعدّ خطرًا كبيرًا بحد ذاته.
يتسبّب المرض بإسهال حاد وجفاف شديد، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات إذا تُرك دون علاج حتى لدى الأشخاص الذين كانوا بصحّة جيدة سابقًا.
أرجعت أفريقيا CDC تصاعد حالات الكوليرا إلى ضعف الوصول إلى المياه الآمنة والنزاعات المستمرة عبر القارة. وقال كاسيا: «كما نعلم، من دون الماء لا يمكننا فعلاً السيطرة على الوباء». ودعا مسؤولو الصحة إلى معالجة الأسباب الجذرية، مثل الاكتظاظ وسوء الصرف الصحي في مخيّمات اللاجئين، مشيرين أيضاً إلى عدم كفاية المواد المتعلقة بالصحة المائية والنظافة (WASH) وغياب الوقايه اللازمة.
في السودان، أفادت تقارير في أغسطس بأن منطقة دارفور سجّلت على الأقل 40 وفاة جرّاء الكوليرا، مع معاناة مخيّمات اللاجئين بشكل خاص. ووصف أطباء بلا حدود الوضع بأنه «أسوأ تفشٍ للوباء في السنوات الأخيرة»، مشيرين إلى أن الحرب ألحقت أضرارًا واسعة بالبنية التحتية المدنية، بما في ذلك منشآت الصرف ومعالجة المياه، وتحولت مدن عديدة إلى ساحات قتال.
عالجت فرق المنظمة في دارفور أكثر من 2,300 مريض وسجّلت 40 وفاة خلال أسبوع واحد، وفق بيان نُقل عن وكالة الأنباء. وبحسب بيانات أفريقيا CDC، سجّل السودان إجمالًا نحو 71,728 حالة كوليرا في 2025 أسفرت عن 2,012 وفاة.
الكوليرا ليست بجديدة على السودان: ففي 2017 أسفر تفشٍ سابق عن مقتل نحو 700 شخص وإصابة نحو 22,000 خلال أقل من شهرين. ويذهب المسؤولون إلى أن التلوث حصل نتيجة اختلاط مياه الفيضانات بمياه المجاري، ما أدّى إلى تلوث إمدادات المياه وتفشّي المرض.