خريطة قطاع غزة تُظهر آلية انسحاب القوات الإسرائيلية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار

توضيح موجز

في المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار، ستظل إسرائيل تسيطر على قرابة 60 في المئة من مساحة قطاع غزة.

في الساعات الأولى من صباح الأربعاء في غزة أعلن رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، أن حماس وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وكتب ترامب على منصته «تروث سوشيال»: «جميع الرهائن سيُطلق سراحهم قريباً جداً، وستنسحب قوات إسرائيل إلى خط متفق عليه». الإشارة إلى «الخط المتفق عليه» تعود إلى خريطة غامضة نشرها ترامب في 4 أكتوبر وصوَّر فيها منطقة الانسحاب الأولية باللون الأصفر، ما صارت تُعرف لاحقاً لدى مسؤولي ترامب باسم «الخط الأصفر».

بعد مفاوضات، اتفقت إسرائيل على خط الانسحاب المبدئي الذي عرضناه وشاركناه مع حماس. عندما تؤكد حماس، ستصبح الهدنة نافذة المفعول فوراً، وسيبدأ تبادل الرهائن والمعتقلين، وسنهيّئ الشروط للمرحلة التالية.

من المتوقع أن تفرج حماس، بحلول الأحد أو الإثنين، عن نحو 20 أسيراً أحياء، ومعها جثث نحو 25 آخرين، بينما ستفرج إسرائيل عن نحو ألفي فلسطيني محتجزين في سجونها. ولا تزال التفاصيل النهائية قيد التأكيد.

أين يقع «الخط الأصفر» للانسحاب المبدئي؟

حاليا تسيطر إسرائيل على أكثر من 80 في المئة من مساحة غزة البالغة 365 كم²، بما في ذلك مناطق طُلب من سكانها الإخلاء قسرياً أو أُعلِنَت مناطق عسكرية. بعد توقيع الاتفاق من المتوقع أن يتوقف القتال فوراً، وأن تنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المشار إليه باللون الأصفر.

لم تُنشر الخريطة النهائية بعد عقب مفاوضات في مصر، لكن بناءً على خريطة 4 أكتوبر تمثل المساحة داخل الخط الأصفر نحو 155 كم²، ما يترك حوالي 210 كم² (قرابة 58 في المئة من غزة) تحت سيطرة إسرائيل، بحسب تحقق فريق «صناد» التابع للجزيرة.

يقرأ  ضمير الإنسانية على المحك: غزة في قلب الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

الأماكن التي ستظل تحت تواجد عسكري إسرائيلي (بارزة من الناحية السكانية) تشمل:
– بيت لاهيا
– بيت حانون
– أجزاء من مدينة غزة: حي الشجاعية، حي الطفّاح، حي الزيتون
– أكثر من نصف محافظة خان يونس
– معظم محافظة رفح

إضافة إلى ذلك، ستواصل إسرائيل السيطرة على جميع المعابر الداخلية والخارجية لقطاع غزة، بما في ذلك معبر رفح مع مصر.

مئات الآلاف من الفلسطينيين نزحوا مرات متعددة خلال سنتين من الحرب ويأملون بشدة في العودة إلى منازلهم، لكن الوجود الإسرائيلي المستمر في هذه المناطق يجعل عودتهم غير مرجحة في الأمد القريب.

ما الذي يفترض أن يحدث لاحقاً؟

وفق خطة من 20 بنداً أعلنها ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 29 سبتمبر — طُوِّرت دون أي مشاركة فلسطينية — يُفترض أن تنسحب إسرائيل على ثلاث مراحل، كما تُظهر خريطة مبسطة مصاحبة، وُرمِز لكل مرحلة بلون مختلف:

1. الانسحاب الأول (الخط الأصفر): في هذه المرحلة يُتوقع أن تطلق حماس سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين، أحياءً وجثثاً، بينما تتراجع القوات الإسرائيلية إلى الخط المحدد بالأصفر.

2. الانسحاب الثاني (الخط الأحمر): خلال هذه المرحلة ستُعبَّأ قوة دولية استقرارٍية (ISF) للإشراف على الأمن ودعم الشرطة الفلسطينية، فيما تنسحب القوات الإسرائيلية أبعد إلى الخط الأحمر، بما يقلل من وجودها المباشر في غزة.

3. الانسحاب الثالث (منطقة عازلة أمنية): في المرحلة النهائية تتراجع القوات الإسرائيلية إلى «منطقة عازلة أمنية» محددة، تاركة جزءاً محدوداً من غزة تحت سيطرة عسكرية إسرائيلية، بينما تشرف هيئة إدارية دولية على الحوكمة وفترة انتقالية.

حتى بعد الانسحاب الثالث سيظل الفلسطينيون محصورين في مساحة أصغر مما كانت عليه قبل الحرب، وهو استمرار للنمط القائم لسيطرة إسرائيل على غزة وسكانها.

يقرأ  ألبوم جديد — علاقة محتملة مع ترافيس كيلسي؟

تبقى أسئلة عديدة بلا إجابة حول آلية تنفيذ الخطة: الحدود الدقيقة للأراضي الفلسطينية، توقيت وحجم الانسحابات الإسرائيلية، صلاحيات ودور قوة الاستقرار الدولية، والتداعيات الطويلة الأمد على الفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية المحتلة.

أضف تعليق