وصف برايان ستيرن، المحارب السابق في القوات الأمريكية الخاصة ومؤسس مؤسسة غراي بول للإنقاذ، عملية إخراج زعيمة المعارضة الفنزويلية والحائزة على جائزة نوبل ماريا كورينا ماتشادو من فنزويلا بأنها رحلة محفوفة بالمخاطر والشدائد.
أطلق المشاركون على المهمة اسم «عملية الديناميت الذهبي». شملت العملية تنكرات، انتقالات برية قصيرة، مركبين بحريين واجتياز بحار هائجة، ثم رحلة جوية إلى أوسلوو حيث وصلت ماتشادو آمِنةً لتتسلم جائزة نوبل للسلام قبل منتصف ليل الأربعاء. طوال ذلك، كما روى ستيرن، كانت الأجواء باردة ومبتلة، والبحر «قاسٍ للغاية»، إذ واجهت الفرق أمواجاً تصل إلى ثلاثة أمتار في ظلام دامس، واضطروا للاعتماد على مصابيح يدوية للتواصل.
قال ستيرن إن ماتشادو «رهيبة العزيمة» ولم تشتكِ طوال الرحلة؛ قبل أن تتناول فقط قميصاً صوفياً للتدفئة بينما كانت مبتلّة تماماً ومتجمدة. وأضاف بأن تعقيدات العملية لم تقتصر على المخاطر المادية: فقد اتُخذت خطوات مكثفة لإخفاء وجهها وطمس أثرها الرقمي، لأن التهديد البيومتري حقيقي جداً، وكان هناك قلق كبير من تعقب هاتفها أو حساباتها الرقمية.
أوضح ستيرن أن غراي بول كانت تعمل منذ أشهر على بناء بنى تحتية لوجستية في البحر الكاريبي، داخل فنزويلا وفي جزيرة أرُوبا المجاورة، تحسباً لاحتمال تنفيذ عمليات إجلاء من مناطق نزاع أو كارثة. «أعددنا بنية تحتية على الأرض في فنزويلا لتمكين إخراج أمريكيين وحلفاء وبريطانيين وغيرهم إذا اندلعت حرب»، قال ذلك مشيراً إلى استعدادات واسعة النطاق.
وعن كيفية التواصل الأولي، ذكر ستيرن أن فريق ماتشادو لم يكشف هويتها فوراً، لكنه سرعان ما استنتج أنها هي بعد اتصالات جرت أوائل ديسمبر. وأضاف أن المحاولة الحالية جاءت بعد محاولة سابقة «لم تسر بشكل جيد»، فطُوِّرت خطة بديلة اعتمدت على عبور بحري مضطرب قبل النقل إلى طائرة متجهة إلى النرويج.
حرص ستيرن على التخفيف قدر الإمكان من المعلومات المتاحة عن تفاصيل الرحلة تفادياً للمساس بعمليات مستقبلية، لكنه شرح أن التحرك البري نقل ماتشادو من مسكن كانت تختبئ فيه إلى نقطة انطلاق زورق صغير، ثم ترحيلها إلى زورق أكبر حيث التقت بالفريق الذي قاد العملية.
سُئل عن ضمان سلامة المواطنين الفنزويليين الذين تعاونوا في المهمة فأكد أن هوياتهم بقيت طيّ الكتمان وأن غراي بول تنفذ كثيراً من عمليات التضليل: «الكثيرون ممن ساعدوا لم يدركوا أنهم يعملون لصالحنا، وآخرون يظنون أنهم يعرفون القصة كاملة بينما هم لا يعرفون».
ولفت إلى أن تمويل العملية جاء من متبرعين مستقلين وليس من الحكومة الأمريكية: «لم نستلم شكرًا من الحكومة الأمريكية، ولا دولاراً واحداً»، حسب قوله. ومع ذلك اعترف بأنه نسق بشكل غير رسمي مع بعض الدول ومع خدمات استخباراتية ودبلوماسية متعددة، شمل ذلك إبلاغ الولايات المتحدة بصورة «غير رسمية».
في حين أعلنت ماتشادو نيتها العودة إلى فنزويلا، نصحها ستيرن بعدم العودة مؤكداً: «قلت لها: لا تعودي. أنت أم ونحتاجك هنا». لكنه اعترف أيضاً بفهمه لدافعها، فهي بالنسبة لجموع من الفنزويليين بطلٌ وملهِم، ومن المرجح أن تتصرف وفق معتقداتها وواجباتها تجاه شعبها. يبدو أنك لم تزوّدني بالنص المطلوب.
ارسل النص الذي تريد إعادة صياغته وترجمته وسأقوم بذلك فورا.