أعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية عن تسجيل أول حالة بشرية لدودة اللّولب الجديدة في الولايات المتحدة.
الحالة والتقصّي
حالة الإصابة، التي باشر التحقيق فيها مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تم تأكيدها في 4 أغسطس. المريض عاد الى الولايات المتحدة من السلفادور ونُقل إلى ولاية ماريلاند، حسبما قال المتحدث باسم الوزارة أندرو نيكسون في رسالة إلكترونية لوكالة رويترز. نيكسون لم يعلّق على تقرير سابق ذكر أن حالة مؤكدة كانت لشخص سافر من غواتيمالا. وحتى الآن لم تؤكد الحكومة الأميركية أية حالات بين الحيوانات هذا العام.
ما هي دودة اللّولب؟
هي يرقات ذبابة تُعرف بتغذّيها على الأنسجة الحيّة. تضع الإناث بيضها في جروح الحيوانات ذوات الدم الدافئ، وتفقس البيوض إلى مئات اليرقات التي تستخدم أفواها الحادة لتحفر في اللحم الحيّ لمدة نحو أسبوع. بعد ذلك تسقط اليرقات إلى التربة لتكوّن شرنقة، وتتطوّر فيها لأسبوع إلى شهرين قبل أن تخرج كذباب بالغ. العدوى قد تكون مدمرة في الأبقار والحياة البرية، وقد تُصيب البشر أيضاً.
هل صورة توضيحية
عجل رُشّ بمطهر للوقاية من دودة اللّولب بينما تكافح الحكومة المكسيكية والمربّون لاحتواء الانتشار، توكستلا غوتييريز، تشياباس، المكسيك، 3 يوليو 2025 [دانييل بي سيريل/رويترز].
الأعراض
تتسبّب يرقات دودة اللّولب في جروح مؤلمة ومتطوّرة، حيث تحفر اليرقات في الأنسجة الحية. تظهر قروح مفتوحة ذات رائحة كريهة تتوسّع بسرعة، وقد تُرى اليرقات بوضوح داخل الجرح. الحيوانات المصابة قد تُبدِي ضعفاً، تراجعاً في الحركة، فقداناً في الوزن وسلوكاً شاذّاً ناتجاً عن الضيق. لدى البشر تتضمّن الأعراض ألماً شديداً، تورّماً، حمى، وعدوى ثانوية. التشخيص يعتمد أساساً على رؤية اليرقات في الجروح؛ اليرقات لها صفات مميزة مثل أنابيب تنفُّس غامقة تظهر عبر أجسامها وحلقات من الأشواك حول كل مقطع. إن تُركت دون علاج فقد تؤدي إلى تدمّر الأنسجة وحتى الوفاة.
العلاج
الإزالة مؤلمة: يجب انتزاع المئات من اليرقات يدوياً وتعقيم الجروح. غالباً ما تُوصف مضادات حيوية للسيطرة على العدوى البكتيرية الثانوية، وقد يحتاج المريض لتدابير لتسكين الألم في الحالات الشديدة. في الحيوانات تُستخدم أيضاً مبيدات حشرية موضعية أو جهازية لقتل اليرقات المتبقية ومنع إعادة الإصابة. مع رعاية دقيقة يمكن الشفاء، لكن الإهمال قد يؤدي إلى أذى نسيجي واسع النطاق وموت الحيوان أو المريض.
لماذا هذه الحالة مهمة؟
الذباب البالغ قادر على السفر لمسافات عدة كيلومترات بحثاً عن مضيفين، ما يعني أن العدوى قد تنتشر بسرعة بين الحياة البرية، قطعان الماشية وحتى البشر. حالة المريض في ماريلاند تُعدّ أول حالة بشرية مسجّلة في الولايات المتحدة. إلى جانب المخاطر الصحية للبشر، قد يهدّد انتشار الطفيلي صناعة المواشي الأمريكية؛ خاصة أن العجول حديثة الولادة معرضة بشدّة لأن سرّة ما بعد الولادة لم تندب بعد. منتجو ومُتداولو اللحوم في الولايات المتحدة في حالة يقظة بعد أن وُجدت الدودة تتقدّم شمالاً من أمريكا الوسطى إلى جنوب المكسيك.
إجراءات الحكومات
تأكيد الحكومة الأمريكية على الحالة جاء بعد أكثر من أسبوع من زيارة وزيرة وزارة الزراعة بروك رولينز إلى تكساس للإعلان عن خطط لبناء منشأة لإنتاج ذباب معقّم كجزء من جهود مكافحة الآفة. تنتج هذه المنشآت أعداداً كبيرة من الذكور المعقّمة، وتعقّمها قبل إطلاقها لتزاوج الإناث في البرّية ما يقلّل أعداد السكان الطبيعي بمرور الوقت — وهي التقنية التي قضت على دودة اللولب في الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي. قدّر وزارة الزراعة أن تفشٍّ قد يكلف اقتصاد تكساس، أكبر الولايات المنتجة للماشية، نحو 1.8 مليار دولار من خسائر المواشي وتكاليف العمل والأدوية. وفي وقت سابق من هذا العام شرعت المكسيك أيضاً في بناء منشأة لإنتاج ذباب معقّم بتكلفة قدرها 51 مليون دولار لمحاولة الحد من الانتشار.
صورة أخرى
يرقات ذبابة اللولب، مُجمّعة من أبقار مُصابة، في محطة إنتاج الذباب المعقّم التابعة لشركة COPEG في باكورا، بنما، 11 يونيو 2025 [إينيا ليبرون/رويترز].
لماذا القلق داخل صناعة الماشية الأمريكية؟
في السنوات الأخيرة تحرّكت ديدان اللولب شمالاً عبر المكسيك من أمريكا الوسطى. هي متوطنة في كوبا، هايتي، جمهورية الدومينيكان ودول بأمريكا الجنوبية وفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية. عندما أبلغت المكسيك عن حالة جديدة على بُعد حوالى 595 كيلومتراً جنوب الحدود الأمريكية في يوليو، أمرت وزارة الزراعة بإغلاق تجارة الماشية عبر موانئ الدخول الجنوبية، بعد أن كانت قد أوقفت الواردات سابقاً في نوفمبر ومايو. الولايات المتحدة تستورد قانونياً أكثر من مليون رأس ماشية من المكسيك سنوياً لاستخدامها في تسمين المحاجر وذبحها. لكن التهريب غير القانوني للماشية، الذي اعتُبر طويلاً وسيلة فعّالة لغسل أموال شبكات المخدرات في أمريكا الوسطى، يُنظر إليه الآن كأهم تهديد محتمل لتقدّم الطفيلي داخل الولايات المتحدة.