دول الناتو تنشر مقاتلات وقوات شرقًا مع تصاعد تهديد روسيا

أعلنت دول حلف شمال الأطلسي أنها ستعيد تموضع مزيد من قواتها وطائراتها المقاتلة نحو الشرق رداً على اقتحام غير مسبوق لطائرات مسيّرة روسية المجال الجوي البولندي يوم الأربعاء. انضمت دانمارك وفرنسا وألمانيا إلى مهمة جديدة تهدف إلى تعزيز الجناح الشرقي للحلف، ومن المتوقع أن تشارك حلفاء آخرون لاحقاً.

وجاء ذلك بينما صرّح الكرملين يوم الجمعة بأن محادثات السلام مع كييف «متوقفة مؤقتاً»، وقال المتحدث دميتري بيسكوف إنّه «لا يمكن ارتداء نظّارات وردية والتوقّع أن تسفر خطوات التفاوض عن نتائج فورية».

تصاعدت التوتّرات في أنحاء أوروبا بعد إعلان بولندا أن 19 طائرة مسيّرة روسية اخترقت مجالها الجوي يوم الأربعاء؛ أُسقطت بعضُها، وسقطت أخرى في حقول وفي منزل بشرق بولندا. وأظهرت لقطات قوات الدفاع الإقليمية البولندية وهي ترفع إحدى الطائرات المنكوبة إلى شاحنة في قرية ووهين.

وجاء في بيان للجيش الروسي أنه «لا يخطط لاستهداف منشآت» داخل بولندا، لكنّ القيادات البولندية والأوروبية تعتبر الاختراق عمداً مقصوداً ومدروساً.

وقالت وزارة الدفاع الدنماركية إن بلادها ستساهم بطائرتين من طراز إف‑16 وسفينة حربية لدعم دفاع بولندا الجوي. وصرّحت رئيسة الوزراء ميتيه فريدريكسن أن «دانمارك تدعم بولندا بكل قوة. لا يجب أن نكون سذجاً؛ بوتين لن يتوقف عند شيء وهو يختبرنا، ولذلك من الضروري… دانمارك تساهم بالتاكيد».

أعلنت فرنسا عن إرسال ثلاث طائرات رافال، بينما ستوفّر ألمانيا أربع طائرات يوروفايتَر لتعزيز القدرات الجوية. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن المملكة المتحدة «ملتزمة تماماً» بالمساهمة في تعزيز مهمة المراقبة الشرقية وستقدّم تفاصيل إضافية قريباً.

في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك يوم الجمعة، قرّرت دول أوروبية — وامريكا — الوقوف إلى جانب بولندا ومساندتها بينما ناقش المجلس الاقتحام الروسي للطائرات المسيّرة. وقالت القائم بأعمال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، دوروثي شي، إنّ «الولايات المتحدة تدعم حلفاءنا في الناتو في مواجهة هذه الانتهاكات المقلقة للمجال الجوي»، مؤكّدة «سنحمي كل شبر من أراضي الناتو».

يقرأ  وزير الخارجية الألماني: إندونيسيا واليابان مفتاحان للأعمال

وأضافت شي أن روسيا قد كثّفت حملة قصفها على أوكرانيا منذ قمةٍ عقدها دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في ألاسكا قبل نحو شهر لمناقشة مبادرات سلام.

وأمام الأمم المتحدة، رفع وزير الدولة البولندي مارسين بوساتسكي صوراً لإحدى الطائرات المتهشّمة ومنزل تضرّر إثر سقوط حطامها، وقال: «نعلم — وأكرر — نعلم أنّ ما جرى لم يكن خطأً».

وقد أعلنت هولندا والجمهورية التشيكية سابقاً نيتها إرسال منظومات دفاعية إلى بولندا، فيما ستستقبل ليتوانيا لواءً ألمانياً وتحصيناً أكبر للتحذير من هجمات روسية قد تعبر الحدود. كما أعلنت ألمانيا عن نيتها «تكثيف حضورها» على طول الحدود الشرقية لحلف الناتو، وتوسيع وتمديد دوريات مراقبة المجال الجوي فوق بولندا.

أضف تعليق